الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«العصيدة» و«الكسرة» أطباق رئيسية على مائدة السودانيين في رمضان

مائدة رمضانية سودانية عامرة (تصوير: مصطفى رضا)
2 ابريل 2024 02:40

لكبيرة التونسي  (أبوظبي)
في ظل أجواء روحانية تجمع الإمارات شعوباً عربية وإسلامية وجنسيات مختلفة، على المحبة والخير في الشهر الفضيل، لتنصهر مختلف هذه الثقافات وتتأثر ببعضها البعض دون أن تفقد روحها الأصيلة، حيث تزخر الدول العربية والإسلامية بطقوس رمضانية جميلة، تعكس قيم الكرم والعطاء والمحبة والتعايش والتسامح، في حين تحمل هذه الجاليات ثقافتها وطقوسها وأجواءها الرمضانية لتعيشها وتتقاسمها مع مختلف الجاليات على أرض الإمارات. 
يتميز رمضان في كل دولة من هذه الدول بعادات وطقوس متفردة، ففي جمهورية السودان يستقبلون شهر رمضان باستعدادات خاصة، بدءاً من تنظيف المساجد والبيوت، إلى شراء كل مستلزمات الشهر الفضيل من سلع وأغذية وشراء ملابس ومؤونة خاصة، وغيرها، ويتميز المجتمع السوداني بالترابط الأسري والتلاحم، حيث تكثر الدعوات على مائدة الإفطار واللمّات العائلية والإفطار الجماعي في الأحياء السكنية والساحات الخاصة بالرجال خلال أيام الشهر الفضيل. 

  • «العصيدة» و«الكسرة» أطباق رئيسية على مائدة السودانيين في رمضان


 


غنى العادات والطقوس
قالت سماح كوبيل من السودان، مقيمة في أبوظبي لمدة تزيد على 11 عاماً، إن السودان غني بالعادات والتقاليد والطقوس، والتي تتنوع حسب مناطق البلد الممتد على مساحة كبيرة، ومن أهم العادات التي يتفرد بها السودانيون الإفطار الجماعي العائلي أو في المساجد والساحات التي تتوسّط الأحياء، وعلى الطرقات تحسباً لوجود مارّة بعيدين عن منازلهم، والذين لا يتوافر لديهم الوقت للوصول إليها، فقبل الغروب بدقائق تجد الرجال يتحلَّقون في جماعات خلال لحظات الإفطار لدعوة المارّة لتناول الإفطار، وتشهد الطرقات الرئيسية والشوارع العامة حركة دؤوبة من المحسنين خلال الشهر الكريم، فهناك من يعمل على إيقاف الحافلات والسيارات ودعوة قائديها لتناول الإفطار قبل أن يواصلوا طريقهم.
«الحلو مر»
أشارت كوبيل إلى أن ملامح الشهر الفضيل تظهر في السودان قبل قدومه بأكثر من شهر، من ناحية الاستعداد لاستقباله، إلى جانب نكهة الشوارع والأزقة التي تتميز برائحة تحضير مستحضرات عصير «الحلو مر»، وهو مشروب خاص لا تخلو منه مائدة رمضانية سودانية، والذي يتكون من الذرة والبهارات، ويتم تحضيره قبل أن يحل الشهر الكريم بمدة كافية، كما تتزين البيوت وتستحضر العوائل الماضي بتجهيز ركن يشمل الأدوات التراثية العريقة. 

أطباق رمضانية
تواصل سماح حديثها عن الطقوس الرمضانية في السودان، قائلة «تختلف الأطباق في السودان حسب المناطق، إلا أن الغالب هو (العصيدة)، و(الكسرة)، وتتكون كل منهما من الدقيق مع الاختلاف في طريقة التجهيز، ويضاف إليهما الملاح (صالونة سودانية) بأنواع مختلفة، على حسب الرغبة، فهناك ملاح أحمر (التقلية) ويصنع من البصلة المحمرة واللحمة المفرومة المجففة وعصير الطماطم وتضاف له (الويكة) (بودرة البامية المجففة)، كما يتم إعداد ملاح أبيض (ملاح الروب)، ويتكون من الزبادي ودقيق النشا، وهناك ملاح نعيمية وهو خليط بين الاثنين، إضافة إلى (القراصة) التي تُصنع من الدقيق مع الماء والخميرة وتضاف إليها صالونة اللحمة أو الدجاج، ومن الأطباق الرئيسة الفول والطعمية والبليلة، أما مائدة السحور الرمضاني السودانية، فتتكون من الطبق الرئيسي (الكسرة) مع (المُلاح)، بالإضافة إلى الفول والطعمية، وأيضاً الرقاق أو الفطيرة بالحليب، والبعض يفضل شراب الأبري الأبيض».
أعمال خيرية
أضافت سماح كوبيل أن الجميع في السودان يتسابق لعمل الخير خلال هذا الشهر الكريم، حيث يساعدون بعضهم بعضاً عبر «السلة الرمضانية» لتزويد الأسر المحتاجة بمؤونة الشهر الفضيل، ومن المظاهر الخاصة برمضان أيضاً ازدحام المساجد المنتشرة داخل الأحياء بالمصلين، لصلاة التراويح والتهجد خلال الشهر الكريم، مع مساعدة المحتاجين، وتوزيع الصدقات يومياً على المحتاجين.

  • «العصيدة» و«الكسرة» أطباق رئيسية على مائدة السودانيين في رمضان


تعايش وتسامح
لا يقتصر التضامن والتكافل بين السودانيين داخل الوطن فقط، بل هي ميزة تشملهم أينما تواجدوا، حيث أوردت سماح صاحبة مشروع ضيافة في الإمارات، أننا نحرص في رمضان على التجمعات العائلية ولمّة الأصدقاء وتنظيم إفطارات جماعية خلال رمضان، وفي العيد يحرص السودانيون على اللقاء وتبادل التهاني، وتابعت «نتبادل الدعوات والأطباق مع مختلف الجاليات خلال الشهر الفضيل، كما نحرص على تعريفهم بالمائدة الرمضانية السودانية عبر مشاركاتها في مختلف الفعاليات، إضافة إلى تنظيم لقاءات وأمسيات رمضانية فيما بيننا، لإحياء عاداتنا وتقاليدنا وترسيخ ذلك لدى أطفالنا، كما ننشر هذه الثقافة لدى مختلف الشعوب في ظل قيم التعايش والتسامح في دولة الإمارات التي تحتوينا وتأثرنا بثقافتها، حيث تجد موائدنا تضم الكثير من الأطباق الإماراتية أيضاً».
الزي التراثي
أشارت سماح كوبيل إلى أن السودانيين يعتزون بزيهم التقليدي التراثي، حيث يحضر بقوة خلال الأمسيات الرمضانية، موضحة أن الثوب السوداني يحتل مكانة خاصة لدى المرأة والرجل السوداني، ويعتبر عنواناً للأصالة والهوية والثقافة السودانية، فهو القاسم المشترك بينهما، وتتميز المرأة السودانية بلباس الثوب السوداني الأصيل، أما الزي التقليدي للرجل السوداني فهو الجلابية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©