السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«أبوظبي البحري».. إضاءة على حياة أهل الساحل

التراث البحري بكل مفرداته في «مهرجان الشيخ زايد» (تصوير: مصطفى رضا)
17 يناير 2024 00:57

أبوظبي (الاتحاد) 
يواصل «مهرجان الشيخ زايد» فعالياته بمنطقة الوثبة في أبوظبي، ببرامج تراثية ثقافية ترفيهية شاملة، حتى التاسع من مارس المقبل، حيث يشارك «نادي أبوظبي للرياضات البحرية» بجناح البيئة البحرية ضمن فعاليات «القرية التراثية» في قلب المهرجان، لتمثل البيئات الأربع للحياة القديمة في الإمارات، وهي: الصحراوية، البحرية، الجبلية، والزراعية، وما تمتاز به من سمات وحرف وأدوات وفنون ومنتجات يدوية.
تحمل مشاركة «نادي أبوظبي البحري» رسالة من أهل البحر إلى أهل الإمارات والمقيمين والزوار، مفادها الحرص على استدامة التراث الإماراتي البحري الأصيل، ونقله للأجيال بكل فخر، من خلال دعم الجهود والسبل التي تقود إلى ترسيخ مكانة هذا الإرث الكبير الغني بمفردات تحمل تفاصيل عديدة في ارتياد البحر، والمضي قدماً في اتجاه ربط الماضي التليد بالحاضر الزاهر تطلعاً لمستقبل أكثر إشراقاً.

عرض حي
ويشكل جناح «البيئة البحرية» نقطة جذب لزوار المهرجان من مختلف الجنسيات، للتعرف على التراث البحري الإماراتي الأصيل، والوقوف على التفاصيل الدقيقة لحياة الأجداد والآباء وإبراز حضارة الإمارات، من خلال رحلة إلى الماضي تعبق بروح التراث الأصيل، ضمن أجواء ثقافية ترفيهية عالمية، وفي عرض حي يعمل الحرفيون المهرة على التعريف بالأدوات التي استخدمها الأجداد في الماضي، وكان لها الأثر الإيجابي على حياتهم، حيث يستعرض الجناح الذي يشهد إقبالاً كبيراً، كل ما يتعلق بمهنة ركوب البحر، وطريقة عيش أهل الساحل في الماضي، بالكد والتعب والصبر والمهارة والشجاعة، وحب الاستكشاف، والتنقل، وما ارتبط بها من قصص اجتماعية وإنسانية لأهل البحر والساحل، ضمن صورة متكاملة عنهم.

أدوات بحرية
ويستعرض منتسبو «نادي أبوظبي للرياضات البحرية» أمام الزوار الأدوات البحرية المستخدمة، ويقدمون إجابات متكاملة لكل الأسئلة عنها، من ناحية صناعة القوارب والمحامل والسفن التقليدية بكل فئاتها والأشرعة، والمجاديف، ومحتوياتها والأدوات الخاصة بإبحارها، ونسج شباك صيد الأسماك «الليخ»، والأدوات الخاصة به، و«القرقور» و«الحبال»، وأدوات «الغوص» لاستخراج اللؤلؤ، و«فلق المحار» قديماً، وصناعات «جريد النخيل» واستخداماتها، للتعريف بقيمة هذا الإرث الإماراتي العريق، الذي يستعيد مهارة الأجداد والآباء، ويعبّر عن مدى حبهم للبحر، ليتعرف الزوار على صور واقعية لتفاصيل هذه الحياة التي منحت أهل البحر القدرة على مجابهة كل الصعوبات وتجاوزها، للحصول على كنوز البحر والاستفادة منها.

كرنفال ثقافي وتراثي
أكد ماجد عتيق المهيري، مدير إدارة الرياضات البحرية بنادي أبوظبي للرياضات البحرية، أن «مهرجان الشيخ زايد» يمثل ساحة متكاملة لكرنفال ثقافي يقدم التراث الإماراتي في أبهى صورة، ومنصة لعرض البيئات المختلفة للحياة في الماضي، لتعريف الزوار والأجيال الجديدة بتفاصيلها، مشيراً إلى أن وجود البيئات المختلفة يشكل لوحة تراثية رائعة، ترسم صورة حقيقية لتلك الحياة، ليستمد منها كل مشارك ومتابع ومنظم روح الماضي، عندما يشاهد التناسق والإتقان من خلال العروض الحية، والمهارة في الصناعات المختلفة لأدوات كل بيئة واستخداماتها، من قبل محترفين من أهل البحر.
وأوضح المهيري، أن المهرجان يتيح الفرصة للزوار للاطلاع على تراث وثقافة الإمارات والعادات والتقاليد الأصيلة، ونمط الحياة الاجتماعية القديمة، ليتوقف أمامها الزائر في دهشة وإعجاب.

دقة واحترافية
أضاف المهيري، أن الحياة في البيئة البحرية رغم بساطتها إلا أنها تتسم بالدقة والمهنية العالية والاحترافية في صناعة الأدوات، خاصة السفن والمحامل والأشرعة، حيث يكون هناك حرص على استخدام الأخشاب المناسبة ليكون المحمل قوياً وقادراً على مصارعة أمواج البحر، ويتم الإبحار بانسيابية وأمان، فصناعة السفن تمثل أهم دعائم الإرث التاريخي والحضاري للمناطق الساحلية، باعتبارها الوسيلة الأهم لكسب العيش والتجارة والترحال، فمنها ما هو للصيد، وأخرى يخوض بها البحارة غمار البحر في رحلات للتجارة أو التواصل مع الجيران في المناطق المجاورة. وأشار المهيري إلى أن الزوار خاصة السياح يولون صناعة السفن والمحامل اهتماماً كبيراً، خاصة من جانب المهتمين بارتياد البحر، للتعرف أكثر على عناصر ومكونات هذه السفن والمحامل كوسيلة أساسية في التنقل، وكذلك القوارب الصغيرة الخاصة بالصيد، التي تحمل إرثاً تاريخياً يؤكد على إبداع الأوائل في الاستفادة من المواد المتاحة في بيئتهم، وتوظيفها في حياتهم.

صورة متكاملة
يقدم مجموعة من الحرفيين المنتسبين لنادي أبوظبي للرياضات البحرية، مشاهد تمثيلية واقعية لنمط الحياة البحرية القديمة، وهم يرتدون الزي التراثي الأصيل، ويرددون الأهازيج الخاصة بكل فعالية بحرية، لتملأ المكان حيوية وتفاؤل، وتنقل صورة جلية لتعريف الجمهور والزوار بالحياة البحرية في الماضي، مع عرض أساليب الصيد المتبعة وتجهيزات خاصة بالغوص، وغيرها، ليتفاعل معها الحضور بالتقاط الصور التذكارية، والاستمتاع بمفردات الماضي بأصالته وقيمه ورونقه.
صناعة «الليخ»
لفت ماجد المهيري، قائلاً: من بين الصناعات المتاحة أمام الزوار، «صناعة الليخ»، وهي التسمية المعروفة قديماً لشباك الصيد، وقد كانت تُصنع قديماً من خيوط الغزل، وهي تجسد مهارة الحرفيين في صنع الفتحات المتماثلة في الشباك، والتي تختلف حسب أحجام الأسماك المراد اصطيادها، وكان يتم استخدام «الليخ» في الصيد عبر وضعه بشكل قائم في قاع البحر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©