الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«أبو جليل».. دمية الكوميديا الارتجالية

الأنصاري خلال أحد العروض برفقة «أبو جليل» (من المصدر)
15 أغسطس 2023 01:01

خولة علي (دبي) 
«ستاند آب كوميدي» أو «الكوميديا الارتجالية»، فن بدأ يأخذ حيزاً مهماً من اهتمامات الفنانين الشباب الذين برعوا فيه بحس الفكاهة والدعابة، ليقوموا بدور المؤلف والمخرج والممثل، في تقديم عروض تلامس مختلف القضايا المجتمعية، مستخدمين براعتهم وأداءهم التمثيلي في بناء الفكرة وتفاعل حركاتهم وإيماءاتهم الجسدية، مع طرح نصهم المسرحي بطريقة تلقائية وعفوية أمام الجمهور الذي ينتظر ويستمتع بمواقف وحكايات فكاهية تغير واقعه وتنسيه همومه، لتدوي الضحكات في أرجاء المسرح. ومن الشباب المميزين من فناني «ستاند آب كوميدي»، عبدالله الأنصاري الذي استطاع أن يبتكر شخصية «أبو جليل»، وهي عبارة عن دمية يدخل معها في سجال لمناقشة قضية ما بروح «الكوميديا الحرة»، معتمداً على مهارة التحدث والأداء العفوي. 
احترف الأنصاري «الكوميديا الارتجالية» منذ عام 2017، وهو في المرحلة الثانوية، حتى أتقن مهارة «التحدث الباطني»، مستخدماً الدّمى في إيصال فكرته ورسالته، ومن أشهرها دُمية «أبو جليل»، التي استطاعت أن تمتع الجمهور بالأداء الضاحك والبسيط. وقد تألق الانصاري في الاستعانة بالدمى في عروضه المسرحية الكوميدية من خلال شخصيات مؤثرة تتفاعل مع الجمهور، وتترك أثراً على الساحة الفنية.

فن غربي قديم
ويعرفنا الأنصاري على مفهوم فن التحدث أو التكلم من البطن، مشيراً إلى أنه فن مسرحي قديم انتشر على المسارح الغربية، ويعتمد على التحدث من دون تحريك الشفتين فكأن الصوت يخرج من داخل الفنان، ما يوهم المتلقي بأن المتحدث هو الدمية التي تلعب دور البطولة على المنصة، فمنظرها وحركاتها وطريقة حديثها تجبر المشاهد على الضحك. ويعتبر هذا الفن من أشكال الارتجال المسرحي «ستاند آب كوميدي»، حيث يؤدي السيناريو شخصية واحدة بطريقة تلقائية أمام الجمهور، وهنا لابد أن يتمتع الفنان بالكثير من المهارات التي تمكنه من جذب الانتباه والتأثير في الحضور. وهذا الفن قائم على جرأة الكوميدي ومصداقيته في طرح أي فكرة أو قضية بحس فكاهي.

انتشار وتجديد 
شارك عبدالله الأنصاري في مهرجانات كوميدية في عدد من الدول العربية، إلى جانب العروض المحلية. يؤكد أن هذا الفن انتشر بشكل ملحوظ بين الشباب الإماراتيين، وفي دول الخليج والوطن العربي، بطريقة لم تعتدها دول شرق الأوسط، حيث العمل المسرحي المنظم يندرج ضمن سيناريو واضح ومدروس ومتنوع بين التراجيدي والكوميدي. ويذكر أن المسرح القائم على شخص واحد أحدث تجديداً على الساحة المسرحية، وأصبح التركيز على مهارة الشخص المؤدي لنجاح العرض، وقدراته على جعل المسرح يهتز من ضحكات الجمهور.

مهارة
يرى الأنصاري أن فنان الارتجال المسرحي يجب أن يتحلى بسرعة البديهة، ويكون مطلعاً على أبرز الأحداث على الصعيدين المحلي والعالمي، ليكون لديه مخزون من المعلومات والمعرفة كحصيلة جيدة يبني عليها نصه المسرحي، ويقدم أفكاره بطريقة سلسة وفكاهية. ويذكر أن الكثير من القضايا والأفكار المثارة ببعض المجتمعات فيها الكثير من المغالطات، وتحتاج إلى عرضها من زاوية أخرى لتصحيح المفاهيم في أذهان الجمهور، بشكل منطقي وفكاهي، وجعل الفرد أكثر قدرة على التعايش معها والنظر إليها بصورة أكثر إيجابية. ويذكر أنه طرح الكثير من قضايا الساعة التي تهم المجتمع، ليبعث برسالة من خلال انتقاده للحدث بأسلوب فكاهي أثناء نقاشه مع دميته «أبو جليل».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©