الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف سيبدو أول مكان لإقامة البشر على جرم غير الأرض؟

غرافيك تقريبي لقاعدة ناسا على القمر
13 مايو 2023 18:43

تعمل وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» من أجل العودة إلى القمر، لكنها هذه المرة تعتزم المكوث فيه، إذ يرمي برنامجها «أرتيميس» إلى إنشاء أول مكان إقامة للبشر على جرم فلكي غير الأرض.
غير أن هذا المشروع تعترضه صعوبات كثيرة، منها توفير وسائل العيش والتنقّل.
يقول نيل ديفيس، الذي يعمل لدى شركة «دينيتكس» الأميركية التي كشفت عن نموذج أولي لمركبتها القمرية خلال ندوة عن الفضاء عُقدت الشهر الفائت في كولورادو سبرينغز «إنّ الأمر أشبه بكأس العالم في مجال الهندسة».
إلا أنه قد يكون ضرورياً انتظار مهمة «أرتيميس 7» والمهام التي تليها لإنشاء «مساكن دائمة على سطح» القمر، على ما قال جيم فري المدير المساعد في وكالة ناسا خلال الندوة. غير أنّ هذه المهام لن تُنجز قبل ثلاثينات القرن الحالي.
وأشار إلى أن القاعدة ستكون مؤلفة مبدئياً من مواقع عدة بهدف تنويع أماكن الاستكشاف العلمي وجعل عمليات الهبوط على القمر أكثر سهولة.
- اتصال وطاقة
رغم هذا الهدف الذي يبدو بعيداً، بدأت الشركات تتسابق في مجال تصنيع الأدوات الضرورية للمهمات إلى القمر.
في حديث صحفي، يقول جو لاندون، رئيس شركة «كريسنت سبايس»، التي أنشأتها مجموعة «لوكهيد مارتن» أخيراً والمتخصصة في الصناعات المتعلقة بالمهمات القمرية، إنّ «المرحلة الأولى تتمثل في الاتصالات»، مضيفاً «إذا فكّر الشخص في الانتقال إلى شقة جديدة، فأول ما سينجزه هو توصيل هاتفه وشبكة الإنترنت».
بمجموعة تضم قمرين اصطناعيين (للانطلاق بدايةً)، ترغب الشركة في أن تصبح الجهة التي تزوّد سكان القمر بالإنترنت وبنظام التموضع العالمي «جي بي اس».
يشير لاندون إلى أنّ قيمة سوق الصناعات المرتبطة بالقمر ستكون نحو مئة مليار دولار أميركي على مدى السنوات العشر المقبلة.
أما الموضوع الثاني الذي تسعى الشركات إلى تطويره، فهو الطاقة.
«أستروبوتك» (220 موظفاً) هي إحدى الشركات الثلاث التي اختارتها ناسا لتطوير ألواح شمسية عمودية.
في القطب الجنوبي للقمر، وهي الوجهة المقصودة بسبب وجود مياه جليدية فيها، لا تشرق الشمس سوى بشكل محدود فقط فوق الأفق، وتكون أشعتها بالتالي أفقية.
وفي حديث صحفي، يقول مايك بروفنزانو المسؤول عن المعدات الخاصة بسطح القمر، إنّ ألواح شركة «استروبوتيك»، التي يبلغ ارتفاعها حوالي 18 متراً، ستوصل بكابلات طولها كيلومترات عدة.
- مركبات
بالنسبة إلى البعثات العلمية لرواد الفضاء، طلبت وكالة ناسا من الفاعلين في المجال ابتكار مركبة مكشوفة تتسّع لشخصين، على أن تكون جاهزة في عام 2028.
على عكس الروبوتات النقالة التي استُخدمت في مهمات «أبولو»، ينبغي أن تكون المركبة الجديدة ذاتية القيادة في المهمات التي لا يشارك فيها رواد فضاء، ما يعني أن تبقى شغّالة خلال الليالي القمرية التي قد تستمر لأسبوعين مع درجات حرارة قد تصل إلى نحو 170 درجة مئوية دون الصفر.
بدأت شركات عدة العمل على هذه المركبة، فشركة «لوكهيد مارتن» تستفيد من خبرة «جنرال موتورز» في السيارات الكهربائية ومركبات الطرق الوعرة.
ودخلت شركة «داينتكس» التابعة لمجموعة «ليدوس» العملاقة، في شراكة مع «ناسكار» التي تتولى تنظيم سباقات السيارات في الولايات المتحدة.
يقول المهندس نيل ديفيس، إن النموذج الأولي الذي تصل سرعته القصوى إلى 15 كيلومتراً في الساعة، سيضم ذراعاً آلية وإطارات معدنية مضفرة، مضيفاً «صّممت ليكون تماسكها جيداً خصوصاً على الصخور».
وتعمل «ناسا»، على المدى البعيد، مع وكالة الفضاء اليابانية على مركبة مضغوطة لن يكون من الضروري فيها ارتداء بزة فضائية.
- مساكن
أخيراً، سيحتاج رواد الفضاء إلى منازل. فقد وقّعت ناسا عقداً بقيمة 57.2 مليون دولار مع شركة «أيكن» المتخصصة بالطباعة ثلاثية الأبعاد والتي تتخذ من تكساس مقراً، لابتكار التكنولوجيا اللازمة لتشييد طرقات وممرات هبوط ومنازل على القمر. ويُفترض أن تستخدم تربة القمر كمواد.
تتولى شركات أخرى، على غرار «لوكهيد مارتن»، ابتكار مساكن قابلة للنفخ.
يقول كيرك شيريمان نائب رئيس الشركة المسؤول عن كل ما يخص استكشاف القمر «يمكن إرسالها في حزمة صغيرة»، وهو أمر مهم لأن سعة الصاروخ محدودة. وبمجرد نفخه، «يصبح حجم المنزل كبيراً للعيش والعمل فيه».
يحوي هذا المنزل القابل للنفخ غرف نوم ومطبخاً وأدوات علمية، وكلها متحركة.
والفكرة الكامنة وراء برنامج «أرتيميس» هي في التحضير لمهمات بعيدة جداً، وتحويل القاعدة القمرية إلى قاعدة مريخية.
ويؤكد شيرمان هذه الفكرة قائلاً «مهما تكن المبالغ التي يتعين علينا إنفاقها لتطوير هذه الأنظمة على القمر، نرغب في أن تكون قابلة للتطبيق في مهمات إلى المريخ».

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©