الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

زينة المرأة.. إبداعات الطبيعة

المرأة الإماراتية استثمرت خيرات الأرض للتطيب وتعطير ملابسها (تصوير: علي عبيدو)
15 ابريل 2023 02:40

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أوجدت المرأة الإماراتية منذ القِدم أساليب وأدوات من الطبيعة لإضفاء زينة على حياتها، فاستثمرت خيرات الأرض وطيب موادها من أعشاب وأحجار، وصنعت مواد تجميلية لتطيّب جسمها وشعرها وتعطير ملابسها. وهذا الإرث ما زال حاضراً في حياة الجدات ضمن مجموعة من العادات والتقاليد الأصيلة. 
الكحل الطبيعي
الوالدة سلمى المنصوري قالت إن المرأة الإماراتية كانت وما زالت تتمتع بذوق رفيع، فقد تفننت بالعطور والدخون والطيب منذ القِدم، وكانت تسهر على صناعة زينتها بنفسها، وتحرص على تسريح شعرها بطريقة خاصة وبخلطة مصنوعة من المحلب والريحان والورد الممزوج بالياس، تلتصق بالشعر حتى بعد غسله. وكانت تصنع كحلها من مواد طبيعية تميز عيونها وتزيدها جمالاً، كما كان يتم طلاء جسم العروس بالنيلة وفق طقوس معينة لتكتسب بشرتها لوناً جذاباً ونقياً، مشيرة إلى أن بعض النساء ما زلن يقبلن على بعض هذه المنتجات على الرغم من انتشار أدوات الزينة العالمية والحديثة، لافتة إلى أن الذاكرة الشعبية للنساء الإماراتيات خصوصاً، وفي الخليج عموماً، تحتفظ بهذا الموروث الشعبي.

شعر العروس
حول مكونات المواد التي توضع على شعر العروس، أشارت المنصوري إلى أن النساء قديماً، كن يعملن ضمن جماعات على صنع خلطة للشعر من مكونات ذات رائحة طيبة. بينما تعمل سيدة يطلق عليها باللهجة المحلية «معقصة»، على تجديل شعر العروس مستعملة خلطة خاصة تتألف من الريحان المجفف وحبات المحلب العطرية والورد الجوري والياس والمسك والقرنفل. وهي تعمل على تماسك الشعر وتكسبه السواد الحالك، موضحة أن هذه المواد الطبيعية صحية ولا تضر بالشعر، بل تمنحه الصحة والقوة وتزيده لمعاناً وكثافة، وهذا ما كان يميز شعر النساء في السابق. 

خلطات الزعفران
لم تهتم الجدات بتعطير الشعر فحسب، بل كن يعملن على تجهيز خلطات وعطور خاصة توضع على الصدغين وتستعملها العروس، حيث أوردت المنصوري أن الكثير من النساء كن يصنعن خلطات من الزعفران وبعض العطور، حيث يطحنّ الزعفران والورد الجوري يدوياً وتضاف إليه بعض العطور الزيتية حسب الذوق، فيما تفضل بعض النساء إضافة المسك ودهن العود وعرق الحناء والعنبر، ثم تتركها لفترة حتى تتخمر وتدهن بها مقدمة الرأس والصدغين.
«الأثمد»
من مواد التجميل التي اشتهرت بها المنطقة وأضفت لمسة جمالية على عيني المرأة لتزيدها جمالاً، «الأثمد»، وهو كحل طبيعي لم يخلُ منه بيت في السابق، وموروث أصيل برعت المرأة في صناعته ضمن عادات وتقاليد عريقة. وتحافظ المرأة على هذا التقليد حتى اليوم، لاسيما أن الكحل يصنع من مواد طبيعية وصحية.

وأوردت المنصوري أن «الأثمد» عبارة عن حجر موجود في الطبيعة باللون الفضي أو الأحمر المائل للسواد، وعند طحنه يصبح أسود اللون، مؤكدة أن النساء كن يستخدمن هذا المنتج ليس للزينة فقط، وإنما لعلاج حساسية العين والتهاباتها، ناهيك عن دوره في تكثيف الرموش وتقويتها.
دهن العود
وأشارت المنصوري إلى أن حاجيات المرأة لم تخلُ من العطور وأهمها دهن العود، دهن الزعفران، دهن العنبر والصندل والفل والنرجس، ودهن الورد والمخمرة والدخون والبخور، وكذلك «الشب» الذي كان يُطحن ويستخدم كعطر. وتُسحق هذه المواد لتشكّل مسحوقاً يخلط بالماء ويوضع على الشعر، والباقي يفرك به الجسم لتطييبه.

«النيلة»
ذكرت سلمى المنصوري أن الإماراتية عرفت مادة «النيلة» الزرقاء التي استخدمتها منذ عصور، وهي عشبة ذات صبغة زرقاء، داكنة اللون تستخدم في تبييض البشرة، تعتبر أحد أسرار العروس في الماضي. 
وكانت تعتمد عليها كمقشر طبيعي، إذ تُكسب الجسم لوناً جذاباً وبشرة نقية وصافية، وكان يتم خلطها بالماء ثم توضع على البشرة وتترك لساعات طويلة للوصول إلى النتيجة المرضية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©