عدد اليوم
سعيد ياسين (القاهرة)
دريد لحام واحد من أبرز النجوم السوريين والعرب الذين صنعت الكوميديا نجوميتهم، وكانت عنواناً لمعظم أعمالهم. في تقديره الابتسامة هي الأبقى والأقوى، لأنها تلغي كل الحواجز وتمرر أعظم الأفكار. وتمثل أعماله القديمة جزءاً مهماً من التراث والذاكرة الشعبية السورية والعربية.
تنوعت أعمال دريد بين السينما والمسرح والتلفزيون، وقدمها كممثل ومؤلف ومخرج، مع حرصه على اختيارها بعناية ودقة وإيمان بالقضايا التي يطرحها، وهو ما برز في أدواره التي اعتمدت على الكوميديا الإنسانية والاجتماعية الهادفة والموجهة للعائلة بمختلف فئاتها.
وكوّن لحام عبر مشواره عدداً من الثنائيات الفنية، التي أثمرت العديد من الأعمال الناجحة على المستويين النقدي والجماهيري، في مقدمتها مع المؤلف والشاعر محمد الماغوط، حيث تعاونا في عدد من المسرحيات والأفلام والمسلسلات، منها «ضيعة تشرين» و«غربة» و«كأسك يا وطن» و«شقائق النعمان» و«الحدود» و«التقرير» و«وادي المسك».
وتعاون مع نهاد قلعي منذ افتتاح التلفزيون السوري عام 1960، حيث قدم معه سهرة «دمشق»، ثم أوبريت «عقد اللولو» الذي تحول لفيلم سينمائي عُرض 1964، وبعده في أفلام «لقاء في تدمر» و«فندق الأحلام» و«أنا عنتر» و«المليونيرة» و«النصابين الثلاثة» و«اللص الظريف»، إضافة إلى مسلسلات «حمام الهنا» و«مقالب غوار» و«صح النوم» بجزأيه، إضافة إلى «غوار الطوشة» و«عنتر بن حداد» و«شحرور» و«عبدالودود التايه» و«أبو الهنا».
وقد أُعجب لحام كثيراً بنجيب الريحاني واعتبره نموذجاً لتقديم كوميديا روحية تلتقي مع الحس الشعبي ونبض المواطن العربي، وأبدى اعتزازه بزميله عادل إمام الذي كان مقرراً أن يتعاون معه في فيلم من تأليفه بعنوان «وطن في السماء»، واصفاً إمام بأنه يمتلك شخصية ساحرة، وأن أعماله جعلته نجماً فوق العادة.
ويحرص لحام دائماً على تقديم أعمال عائلية، ومنها فيلم «الآباء الصغار» الذي تمحور حول الأسرة المتماسكة التي تصنع المستحيلات، من خلال مجموعة أطفال يقودون والدهم إلى النجاح، وفيلم «كفرون»، وبرنامج «عالم دريد».
ونال دريد العديد من الجوائز من مهرجانات عربية، بجانب عدد كبير من الأوسمة التي يعتز بها، خلال مشواره الفني الثري.
