الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الشخصية القيادية كيف نبنيها؟

الشخصية القيادية كيف نبنيها؟
17 مارس 2023 01:30

خولة علي (دبي) 

تولي حكومة الإمارات أهمية بالغة بالشباب، باعتبارهم بناة المجتمع ومستقبل الوطن، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية التنمية. وهذا يتوقف على ما يملكونه من قدرات ومهارات شخصية كفيلة بجعلهم أكثر ثقة في التعاطي مع مختلف المواقف الصعبة والتعامل مع التحديات بتوازن. فعملية بناء الشخصية القيادية لا تكون إلا من خلال توجيه فئة الشباب لاكتشاف ذاتها والعمل على تحسينها، عبر التدريب والتأهيل لتحمل الأعباء، بما يحقق الآمال الكبيرة المتوقعة منها. فكيف ننمي الشخصية القيادية؟ وما هو دور الأسرة في تعزيزها؟
عبد الرحمن العمري، مدرب مهارات قيادة للشباب واليافعين، يعرّف الشخصية القيادية بقدرتها على تحفيز اهتمام مجموعة من الأفراد، وإطلاق الطاقات نحو تحقيق الأهداف المنشودة بكلّ فعالية وحماس، حيث يتميّز القائد بتوجيهه للآخرين بطريقة يتسنّى بها كسب طاعاتهم واحترامهم وشحذ هممهم، وزرع التعاون بينهم لتحقيق الهدف. ويرى أن أساليب القيادة متعددة، وليس من الضروري أن تتشابه. وعدّد أشهر 6 أساليب للقيادة: القائد المتسلط يتلخص دوره بعبارة (افعل ما أقوله لك)، القائد القدوة الذي يَتّسم بقدرته على التوجيه الذاتي السلس ويتلخص بعبارة (افعل كما أفعل)، القائد الموثوق عادة ما يتّسم بفرط الثقة بالنفس ويتلخص بعبارة (تعال معي)، القائد المتناغم يتلخص بعبارة (الناس يأتون في المقام الأول)، القائد الديمقراطي يسأل دائماً (ما رأيك؟)، والقائد المدرِّب يتلخص أسلوبه بعبارة (حاوِل). 
ويوضح العمري أن أهمية القيادة تكمن في دعم القوة الإيجابية والتقليل من السلبية والتحكم في المشاكل وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء، وتنمية قدرات الأفراد باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من العملية القيادية، والقيام بالتغييرات بما يلائم المكان والزمان، وتحديد ووضع استراتيجيات العمل. ويشير إلى سمات الشخصية القيادية، كالقدرة على التصرف الاستراتيجي والتواصل الفعال وامتلاك الرؤية الواضحة للمستقبل. ويحتاج كل قائد ناجح لبعض المهارات، منها تعلم فنون التخطيط والتنظيم، وإدارة الموظفين، والقدرة على التغيير والابتكار، بالإضافة إلى مهارات التأثير والإقناع، ويكون ذلك بالتدريب والعمل الجماعي المتواصل واكتساب الخبرة من التعاطي مع مختلف الأمور والقضايا. 

دور الأسرة 
خالد الكعبي، استشاري أسري تربوي، أكد أن الأسرة تُعتبر البيئة الخصبة التي تؤثر بشكل إيجابي على أفرادها، وتلعب دوراً بارزاً في نشأة أبناء يتحلون بشخصية قيادية، من خلال التماسك الأسري والتقارب العاطفي بين الآباء والأبناء، ولاسيما بالحوار المجدي وتوفير الدعم اللازم. وعندما يكتسب الوالدان صفات القائد، يتمكنان من مساعدة أبنائهما على صقل شخصياتهم وتعزيز مهاراتهم القيادية عبر إشراكهم في الأنشطة المناسبة، منها العمل التطوعي، والعمل على زيادة ثقتهم بأنفسهم، وتقبلهم بين أفراد الأسرة. ومن المهم إظهار الجوانب الإيجابية لدى الأبناء والثناء عليها، وتهيئة البيئة المناسبة ليعتمدوا على أنفسهم، وكذلك إشراكهم في إبداء الرأي وصنع القرار داخل الأسرة والاستماع إليهم وإظهار الاهتمام بما يقولونه، ودفعهم لتحمل المسؤولية، والاعتماد عليهم في إنجاز بعض المهام.

ذكاء اجتماعي 
وذكرت فاطمة السيد أحمد، استشارية نفسية، أن الكثير من العوامل النفسية تتداخل في تشكيل الشخصية القيادية، أهمها الذكاء الاجتماعي والمرونة. وقالت إن الشخصية القيادية تعرف نفسها بشكل جيد، وتدرك نقاط القوة فتستغلها وتدرك مواطن الضعف فتحاول تحسينها وتطويرها، ولديها القدرة على التواصل مع الآخرين والتعامل بذكاء مع التحكم في ضبط النفس. وتوضح أنه للوصول إلى هذه المرحلة من الذكاء الاجتماعي يجب أن يكون الشخص مستقراً من الناحية النفسية ولا يعاني من أي تقلبات مزاجية مثل الحزن أو القلق. وترى أن الشخصية القيادية تتمتع بالمرونة النفسية والقدرة على مواجهة المشاكل والمصاعب والتحديات وتخطيها، وهذا يتطلب مهارات جيدة في التفكير الإيجابي والتعلم من الخبرات السابقة والتفاؤل بالمستقبل والثقة العالية بالنفس. 

البيئة الهادمة
يذكر خالد الكعبي أن الأسرة قد تكون بيئة هادمة للشخصية، في حال عدم تقبل الشاب وتوجيه الانتقاد الدائم له، إضافة إلى التفكك الأسري وعدم وجود لغة حوار بين أفرادها واستخدام أسلوب الأمر دائماً من قبل الوالدين وعدم الاستماع للابن، وعدم إتاحة الفرصة له من أجل الظهور وتجربة الاعتماد على النفس، أو تضخيم الأخطاء التي يقع فيها الابن ولو كانت صغيرة، ما يفقده الثقة بنفسه ويشعره بعدم قدرته على تحمل المسؤولية، بسبب الانتقاص منه ووضع المقارنات بينه وبين الآخرين.

منذ الصغر
تقول فاطمة السيد أحمد: تترسخ العوامل في تكوين الشخصية القيادية منذ الصغر بمحاولات الأهل والمدرسة لتحفيز الطفل وتشجيعه، وفي حال حدوث عكس ذلك قد تسهم الأسرة في هدم الشخصية القيادية، لاسيما في حال تعرض الطفل للانتقادات أو التنمر، ومع افتقاره للمرونة النفسية قد يلجأ إلى أساليب غير صحية مع ضغوط الحياة مثل الإدمان أو العنف.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©