الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المتاحف.. كنوز كِفاح

من أجواء المهرجان المستمر في منطقة «عَ البحر» حتى 26 فبراير (تصوير: علي عبيدو)
24 فبراير 2023 02:03

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

ضمن صوره الاجتماعية ومشاهده الحية، نجح مهرجان التراث البحري في دورته الثانية باصطحاب الزوار إلى عوالم لم يشاهدوها من قبل، وجعلها تلامس قلوبهم تقديراً لما عايشه الأجداد، وما قاموا به من أجل الحياة حين واجهوا أهوال البحر. ويتعرف الزوار إلى رجال تركوا بصماتهم على شكل حرف تقليدية ومقتنيات ما زالت تؤرخ لهذه الفترة التي نسج فيها الغواصة والصيادون حكايات فخر.

حماة التراث
مساحة المهرجان الممتدة على الأزرق، تحكي بحبكة بالغة تفاصيل الحياة السابقة لأهل البحر، لإبقائها حية في الذاكرة، صوناً لهذا الموروث العريق واستدامته للمستقبل. وتتيح الاستمتاع بحكايات الأجداد عن الصيد وأدواته، حيث كانت هذه المهنة عنصراً رئيساً في حياة أبوظبي منذ أزمنة. والحدث فسح المجال لاستكشاف كنوز البحر والحرف المرتبطة به عبر مكونات عدة، منها فعالية «حماة التراث» الذين يجمعون كنوزاً من البر والبحر ليعرضوها في قلب الحدث ويضعوها بين أيدي الزوار لتقريبهم من حكايات غابرة، واصطحابهم في رحلة غوص عميقة، ومنهم الحرفيون والطواش وجمعية بن ماجد و«السنيار البحري».

12 حرفياً
علي محمد أحمد آل علي أكد أن المهرجان يتيح الفرصة لزواره للتعرف على العادات البحرية المتأصلة بعمق في تاريخ أبوظبي، بهدف رفع مستوى الوعي بالممارسات البحرية والتراث البحري والاحتفاء بالتاريخ الأصيل، إلى جانب احتفائه بتقاليد مجتمع البحارة وممارسي المهن المرتبطة بحياة البحر. وذكر أن المهرجان يسلط الضوء على الدور الاقتصادي والثقافي الحيوي المرتبط بالبحر والمستمر حتى يومنا هذا، لافتاً إلى أن هذه المشهدية يشارك فيها 12 حرفياً يمارسون في معرض حي، المهن التراثية البحرية. وأوضح أن هؤلاء يعملون تحت لواء «السنيار البحري»، ويمثلون مختلف الحرف كصناعة الحبال و«الديين» وصناعة السفن والمجداف وسواها الكثير، لافتاً إلى أن للبحر دوراً مهماً ومباشراً في حياة الإنسان الإماراتي، حيث كان اهتمام أهل الساحل منصبّاً على الأعمال البحرية، سواء أعمال الغوص للبحث عن اللؤلؤ أو صيد الأسماك أو ممارسة الحرف البحرية. 

أهداف معرفية
أحمد محمد الحمادي جمع كنوز البحر في متحف اختار له اسم «السنيار البحري»، يضم أكثر من 200 قطعة، تمثل جزءاً بسيطاً من الأشياء التي يملكها. 
ويتوافر متحفه على خرائط ووثائق ومحامل، وقشريات وأدوات كثيرة تم استعمالها في الغوص وصيد الأسماك قديماً، وقد جمعها من أجل إيصال المعلومة التراثية للمشاهد بالطريقة السليمة التي تحقق الأهداف المعرفية، حيث يحرص على استعراض هذه التحف ضمن المهرجانات مساهمة منه بالتعريف بهذا التراث وحفظه واستدامته للمستقبل. 

القرقور 
جمعة بن أحمد محمد سعيد آل علي، نائب رئيس جمعية بن ماجد المتخصصة بالتراث البحري، والتي نظمت معارض عدة ومثلت الدولة في الخارج، أوضح أن الجمعية تضم أدوات الصيد والغوص، ومنها لباس الغواص الذي كان يرتديه لحماية جسمه من قنديل. وتضم القرقور المصنوع من النخيل وهو صديق للبيئة، إلى جانب العديد من الأدوات القديمة، ومجموعة من القشريات و«العرشان» التي تتكاثر فيها الأسماك والإسفنج والصدف الكبير الذي كان يصنع منه «المرود» الطبيعي الصحي.

الطواش 
خبير التراث الإماراتي جمعة محمد بن حثبور الرميثي يجمع متحفه بين البر والبحر، ويوثق جانباً من التراث البحري لإمارة أبوظبي، منذ كان عمره 23 عاماً. ويعرض من بين كنوزه قطعة محمل ولؤلؤ وعملات قديمة وطوابع بريدية وخرائط. وأوضح أنه مارس الغوص في أبوظبي، حيث كان يغيب بين 4 أشهر و10 أشهر، لافتاً إلى أن الغواصين كانت تنقطع أخبارهم عن أهلهم، وعندما يعودون سالمين تعم الفرحة كل «الفرجان». وذكر أن ما يعرضه في المهرجان ما هو إلا جزء بسيط مما يملكه في متحفه المتحرك.

تجارب تفاعلية
يستعرض المهرجان برنامجاً حافلاً بالتجارب التفاعلية لحياة قرية ساحلية تراثية أُعيد إحياؤها تماماً كما في الماضي. حِرف يدوية وأسواق ورواية قصص وعروض أداء وأطعمة تقليدية، وسواها الكثير من الفعاليات والأنشطة الملهمة، تنتظر يومياً الزوار. وكلها عناصر تتيح استكشاف براعة مجتمع التجارة البحرية في بناء السفن وصناعة الحبال والمجاديف والأشرعة التي مكّنت الأجداد من توسيع نطاق تبادلاتهم التجارية البحرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©