الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«إيواء».. بيئة مثالية لضحايا العنف

أنشطة تعليمية وترفيهية وفنية يومية للأطفال (تصوير: علي عبيدو)
6 يناير 2023 00:37

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

عندما تدخل مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، تجد نفسك محاطاً بفريق عمل متفانٍ في رعاية ومساعدة مجموعة من الأشخاص، قادتهم ظروفهم الصعبة للعيش في هذه الدار التي يعمها العطف، وسط كادر بشري ماهر ومؤهل من اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين يقدمون رعاية إنسانية فائقة، ويسعون لإعادة الأمل ورسم الفرحة على وجوه النزلاء.

مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، تأسس عام 2008 ليقدم الرعاية والتأهيل والتمكين لضحايا الاتجار بالبشر في الإمارات، وتوسّعت مهامه، بحلول عام 2020، ليتبع دائرة تنمية المجتمع ويحتوي مختلف حالات العنف والإيذاء في أبوظبي، مقدماً خدمات متكاملة لفئات العنف الأسري والعنف ضد الأطفال والاتجار بالبشر وبعض الحالات الإنسانية. وتتضمن خدماته: الإبلاغ، الإحالة، تقديم الدعم والتأهيل الاجتماعي، الدعم النفسي الفردي والجماعي، تعديل السلوك، الاستشارات والدعم القانوني والتمكين، عقد جلسات الاستشارات الأسرية، الخدمات الاجتماعية، توفير مأوى مؤقت يلبي الاحتياجات الأساسية والفورية إذا تطلب الأمر، الإعداد والمشاركة في الدراسات والبحوث والاستبيانات حول العنف والإيذاء والاتجار بالبشر، وتقديم مساهمات المجتمع والمؤسسات للحالات وإدارتها.
عن سير العمل في المركز وما يقدمه من خدمات، قالت سعاد سعيد الزدجالي، رئيس قسم الإيواء والرعاية، إن «الإيواء» التابعة للمركز، ومنذ حصولها على صلاحيات جديدة، أضيفت لها عدة مرافق، حيث تم افتتاح دارين جديدتين للإيواء، ليصبح العدد الإجمالي 3 من هذه الدور. ومن حرص المركز على تقديم أعلى مستويات الخدمة للحالات، تم استحداث عدة مرافق منها: عيادات داخلية، غرف خاصة للأمهات مع أطفالهن، غرف للاستقبال المباشر للحالات، قاعات دراسية للطلاب، غرف للعب الأطفال، قاعة أنشطة، وغرف للمشرفات المقيمات على مدار الأسبوع. 

إيواء الأطفال
تحتوي دار الإيواء الخاصة بالأطفال، والتي تجولت داخلها «الاتحاد»، على غرف خاصة يمارس فيها الأطفال الأنشطة المختلفة، إضافة إلى غرف دراسية، وغرف خاصة بالأمهات، ومطبخ مجهز، وغرف للمربيات، وأماكن مخصصة للأطفال أصحاب الهمم، وفناء خارجي لإقامة الفعاليات والأنشطة اليومية، إلى جانب تنظيم رحلات خارجية. ويحرص المركز على التعاون مع تربويين وخبراء لمساعدة الأطفال المقيمين في دور الإيواء، لمواصلة تعليمهم عبر تنظيم البرامج الثقافية، كأنشطة القراءة والكتابة والمهارات اليدوية، وبرامج التنمية البشرية والعلاج بالفن لتحقيق التوازن النفسي وبناء الشخصية وتقويم السلوك.

وعن أنواع حالات العنف التي يستقبلها المركز، قالت الزدجالي إن أكثر أنواع حالات العنف، تتمثل في العنف الأسري، كما يضم المركز فئة الأطفال المهملين وفئة الاتجار بالبشر وفئة الرعاية الإنسانية.
وفي هذه الدار، تشعر بطاقة إيجابية، يغلب عليها الطابع الأسري، وهنالك الكثير من الحب والاهتمام، حيث يضم السكن الداخلي اختصاصيين نفسيين واجتماعيين لتقييم الحالات ووضع خطة تأهيل شاملة، تتضمن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وتعديل السلوك، وفق خطة تكاملية مدروسة.

قنوات الاستقبال
عن طريقة التواصل مع الحالات، أوضحت الزدجالي أن ذلك يتم عن طريق قنوات استقبال الحالات في المركز، ومنها: الخط الساخن 8007283، ودور العبادة والمستشفيات والسفارات ووسائل التواصل الاجتماعي ومؤسسات القطاع الاجتماعي والشركاء الاستراتيجيين. وهذه الحالات من مختلف الجنسيات، ويكون استقبال الأفراد، بما يشمل الأطفال، في كل الأوقات، بما فيها أيام العطلات، ويتم تقييم حالتهم عبر اختصاصيين نفسيين واجتماعيين، مشيرة إلى أن الاختصاصيين مدربين على احتواء الطفل وإشعاره بالحب والأمان، لاسيما أنه يكون خائفاً ومرتبكاً عند استقباله. وبعد توفير المستلزمات الأساسية الشخصية، يتم إدخاله في برنامج يومي ومتابعته سلوكياً ونفسياً واجتماعياً.
وأضافت: يعمل الموظفون على تقييم الحالة فور دخولها لدار الإيواء، وتحديد ما إذا كانت تعاني من مشاكل نفسية أو طبية أو أعراض تستوجب المعالجة أو تدخل طارئ، ليتم احتواؤها واستيعابها بمهنية عالية، لبناء الثقة المتبادلة بين الطرفين.

رسالة إنسانية
وعن مدة البقاء في دور الإيواء، أشارت الزدجالي إلى أن ذلك يتم وفق تقييم كل حالة، ومدى تجاوبها مع برامج الرعاية والتأهيل والتمكين، لاسيما في إطار العنف الأسري، فالمدة تختلف من شخص لآخر، وهناك حالات قد تستغرق 6 أشهر أو أكثر. أما عن أصعب فئة يمكن التعامل معها، فتتمثل في فئة المراهقات، نظراً للتغيير الهرموني والحالة النفسية التي تمر بها الفتاة في هذه المرحلة. وقدمت الزدجالي رسالة إلى الجمهور قائلة: رسالتي إلى الشاب والفتاة عند تكوين أسرة، أن يكون لديهما شعور عال بالمسؤولية، حتى لا يكون الأطفال الضحية، مؤكدة أن الطفل لديه الحق في التعليم والصحة واللعب والحب والأمان والاستقرار، وأضافت أن استقرار المجتمع يبدأ من تكوين أسرة مستقرة، آمنة وصالحة. وفيما يخص الرعاية المقدمة للأطفال أثناء وجودهم في دار الإيواء، قالت: هنالك تواصل دائم مع الأهل هاتفياً، كما نحرص على تنظيم زيارات للطرفين، لحدوث تقارب بينهما، كما نبحث عن الأسرة من الدرجة الثانية مثل الجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة، لتحقيق الأمان والاستقرار النفسي للطفل. 

برنامج يومي
أوردت سعاد الزدجالي أنه وفق برنامج يومي، يذهب الأطفال صباحاً إلى المدارس بسيارة مجهزة برفقة مشرفين ومشرفات، وتتم متابعتهم وفق اختصاصيين أكفاء. وبعد العودة من المدرسة يتناولون وجبة الغداء، ثم يستفيدون من قيلولة، وبعدها تبدأ مرحلة حل الواجبات المدرسية بإشراف مدرسين، وبعد الاستراحة يتناولون العشاء ويخلدون للنوم. وتختلف إجازة نهاية الأسبوع بهدف كسر الروتين، والاستفادة من الأنشطة المقامة بالمركز، لاسيما الرحلات الخارجية، كما تستفيد الفتيات من ورش الطبخ ضمن «مطبخي الصغير».

دعم نفسي
مريم الراشدي مساعد اختصاصي نفسي في مركز إيواء، مسؤولة عن تقديم الدعم النفسي للحالات، ومنها العنف الأسري والاتجار بالبشر، كما تعمل على التقييم النفسي وفق جلسات دعم وورش أسبوعية، من أجل تحقيق الدمج المجتمعي، أكدت أن مجال عملها يجعلها تتعامل مع حالات تترك أثراً في نفسها، ما يجعلها تبذل جهداً مضاعفاً من أجل هذه الفئات. وأضافت: مع التحاق الحالة بالمركز، نقوم بتقييمها من خلال مراقبة مدى شهيتها للأكل وتعاملها مع الآخرين، وقد يتم تحويلها إلى اختصاصي نفسي إذا تطلب الأمر.

تطوير المهارات
وذكرت ناعمة محمد الشحي، مساعد اختصاصي اجتماعي في مركز إيواء، أن دورها يتلخص في تقييم مبدئي وشامل للحالة، مع وضع خطة تأهيل مرنة تتناسب مع كل حالة، مؤكدة أن الحالات تتلقى الدعم الاجتماعي والأسري والاقتصادي والقانوني. ويجري العمل على تطوير مهارات الحالات، سواء كانت حياتية أو عملية أو شخصية، مع السعي لدمج الحالة مع أسرتها وحل بعض المشاكل المتعلقة بها، وتقديم إرشادات للأسرة ضمن جلسات التربية الإيجابية. وأكدت ضرورة طلب المساعدة الاجتماعية والنفسية قبل أن تتفاقم المشكلة. 

مواجهة العنف 
قالت سلامة المنصوري، اختصاصي قانوني في إيواء: أضاف قرار المجلس التنفيذي رقم 118/2020 اختصاصات جديدة للمركز، وهي حالات العنف الأسري وأشكال الإيذاء في أبوظبي، حيث كان يختص فقط بقضايا ضحايا الاتجار بالبشر في الدولة. وتتضمن الوظائف: تقديم الرعاية والتأهيل، بما فيها تأمين المأوى المناسب، وضع وتطبيق برامج التأهيل لتمكين ضحايا العنف وإعادة دمجهم في المجتمع، وضع آلية مناسبة لمتابعتهم بعد مغادرة المأوى، تلبية احتياجاتهم وحماية حقوقهم وتقديم الاستشارات اللازمة وحل مشاكلهم، تلقي المساهمات المالية والعينية وفق التشريعات السارية، مساعدتهم في جمع التحقيقات وتأمين حق الدفاع عنهم وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، تطوير برامج التوعية للوقاية والحد من جرائم الاتجار بالبشر والعنف والإيذاء بأشكاله بالتنسيق مع الجهات المعنية، التنسيق مع أجهزة الإعلام المرئي والمسموع لبيان مخاطر جرائم الاتجار بالبشر والعنف والإيذاء، إبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والدخول في شراكات تتعلق باختصاصات المركز، إعداد البحوث والدراسات المتخصصة والاطلاع على أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية، واقتراح أفضل الحلول والتوصيات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©