السبت 18 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الحبارى والصقور».. قصص بأقلام المستقبل

«الحبارى والصقور».. قصص بأقلام المستقبل
26 مارس 2022 00:54

دينا جوني (دبي) 

بعيداً عن المنهج الدراسي والاختبارات والتقييم، يتعرّف طلبة الإمارات على معنى التنوع البيولوجي والحفاظ عليه عبر سرد قصص تتغذى من مآثر رجال امتهنت «القنص» فأضحى تراثاً يتغنى به الأجداد ويحافظ على استمراريته الشباب. 
بما أن مؤسسة الإمارات للتعليم والجهات الرسمية البيئية لا تدخر جهداً في تعريف الجيل الجديد بأهمية حماية البيئة والتراث، تم إطلاق «تحدي القصة القصيرة الثاني» الذي يشترط تشكيل فرق طلابية للتعاون فيما بينها في الإنتاج الإبداعي وليس الكتابة الأحادية الجانب، ويتحقق ذلك عبر توزيع المهام وفقاً لمهارات كل من أعضاء الفريق في الكتابة والتصميم والتحرير والرسم، وتقديم عمل متكامل تحقيقاً لأهداف المسابقة التي ينظمها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى.
وفي موضوع هذا العام الذي يركز على التحديات التي تواجه حفظ التنوع البيولوجي، سيكون على الطلبة اختيار أحد الأنواع المهددة بالانقراض في بيئة الإمارات مثل الحبارى والصقر والطهر العربي والفلامنجو الكبير. ويتعيّن على محتوى القصة أن يتطرّق إلى أنواع التهديد الذي تواجهه هذه الأنواع والتفكير بالحلول، وعلى الطلبة المشاركين ألا يتعدى طول القصة التي يمكن كتابتها باللغتين العربية أو الإنجليزية، عن الألف كلمة، متضمنة ثماني صور على الأقل.
كيف يمكن لخيال الأطفال في المدرسة الإماراتية أن يعيد تقديم «الطائرين الرمزين»، الحبارى والصقر. فالأول يخطّ سماء الصحراء أثناء هجرته السنوية منذ آلاف السنين، والثاني يبتكر صائدوه فنون تدريبه عبر ملاحقة فريسته المفضّلة والانقضاض عليها. 
قد يرغب الطلبة بكتابة قصة فكاهية مصورة يستخدمون فيها الميزة الدفاعية لدى الحبارى الخابّ الهارب من منقار الصقر المعقوف، المدبب والحاد.
فخلال طيرانه السريع فارداً جناحيه المرقطين، مراوغاً «عدوه» على ارتفاع منخفض، نافشاً ريشه أو خافقاً جناحيه في محاولة أولى لإخافة الصقر، سينتظر الحبارى اللحظة المناسبة لإطلاق سَلَحه من دِبره والذي يختزنه في أمعائه كسلاح أخير قبل اللحظة الحاسمة. والسلح مادة دبقة كالغراء يطلقها الحبارى من جوفه مصيباً بها الصقر خلفه، فإما يعميه مؤقتاً أو يدبق على ريشه فيصعب طيرانه، لتجتمع عليه طيور الحبارى وتنتف ريشه حتى هلاكه. 
أو قد يبدعون في مزج قصص الأجداد والقنص التقليدي والتراث بالصيد الرقمي والأدوات الحديثة في تدريب الصقور على السرعة وبناء لياقة بدنية عالية للحاق بفريسته. فبالونات «الهيليوم» التي عادة ما تكون زينة أعياد الميلاد بصورها وألوانها وشخصياتها الكرتونية المحببة، ستكون اليوم وسيلة لتدريب الصقر على الطيران المرتفع، والطائرات التي تعمل بالريموت كونترول، سيعلق عليها بعض الريش وتستخدم للتدريب على المراوغة والسرعات المختلفة. 
لكن ماذا عن الأدب؟ هل يمكن للحبارى جرّ طلبة اليوم إلى قراءة ما ذكره الشعر العربي القديم في هذا الطائر وكيف استخدم في وصف الآخر في معرض هجائه وذمّه؟ فكثيراً ما استخدم الحبارى لوصف الآخر بالجبن والهروب مثلما جاء في قصيدة الشاعر جرير «يا شبَّ! إن الحبارى لن يناظرَها مستلحِم أسفعُ الخدين مبكارُ» أو الفرزدق «ونحن ضربنا الناس حتى كأنهم خراريب صيف صعصعتها صقورها». وسينسج الطلبة قصصهم بعد أن يسرح خيالهم على امتداد صحراء الإمارات الشاسعة. 
وكل ذلك طبعاً عكس الصفات التي عرف بها الصقارون ورياضة الصيد بالصقور والتي ارتبطت بالقيم البدوية والعربية من النبل والشجاعة والفخر، بالإضافة إلى صلتها اليوم بالطبيعة والصيد المستدام للحفاظ على بيئة البر كمصدر للعطاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©