الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإمارات ومصر.. إرث وجداني وعلاقات ثقافية تاريخية

علي بن تميم ومحمد صابر عرب وإيهاب الملاح خلال الجلسة (من المصدر)
1 مايو 2024 01:01

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

ضمن برنامج ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أُقيمت بالجناح المصري ندوة خاصة حملت عنوان «العلاقات الثقافية بين مصر والإمارات»، شارك فيها الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري الأسبق، وأدارها الباحث والناقد إيهاب الملاح، بحضور الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب في مصر، وعدد من المثقفين والأكاديميين.
وأكد الدكتور محمد صابر عرب في الجلسة، أن الإمارات حاضرة في وجدان المصريين منذ عشرات العقود، وتحدث عن تجربته في زيارة الإمارات، حيث كان شاهداً منذ بداية التأسيس على مراحل التقدم التي شهدتها الدولة، مؤكداً أن الدولتين تجمعهما قضية إنسانية وقيمية واحدة، وفي الاعتزاز بالتاريخ والوعي والثقافة والفكر، حيث التلاحم الواضح في مضامين التجربة الحياتية، وأكد أن الإمارات أسست لها مكاناً كبيراً على المستويين الإقليمي والدولي، معبراً عن سعادته بالمشاركة في هذا العرس الثقافي الكبير، لافتاً إلى دور الدكتور علي بن تميم في إثراء معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والبرنامج القوي الذي تقدمه مصر ضيف شرف وعن نجيب محفوظ شخصية محورية للنسخة الـ 33 من المعرض، معتبراً أن مشاركة مصر تعد تتويجاً لعمق العلاقات القوية بين الدولتين، ثقافياً وسياسياً واقتصادياً، وعلى الصعد كافة.
مساهمات كبيرة
أكد الدكتور علي بن تميم أن العلاقات بين مصر والإمارات التي أصبحت في أوج تجلياتها راسخة منذ أن أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى أننا يجب أن نتأمل في الأثر التاريخي لهذه العلاقات، والذي مازال مستمراً في المؤسسات والقطاعات كافة بالصورة الكائنة للشخصيات المصرية المؤثرة التي أسهمت في تعزيز العلاقات لتصبح قوية وناصعة.
وأشار الدكتور علي بن تميم إلى أن الإعلام المصري كان حاضراً بقوة حتى في مرحلة ما قبل التأسيس، وأن قطاعات الدولة كافة من ثقافة وطاقة وتعليم وبنية تحتية وغيرها، شهدت مساهمات كبيرة لشخصيات مصرية مازال أثرها حاضراً لليوم.
ولفت الدكتور علي إلى أنه يأمل في أن يتم توثيق دقيق للعوائل المصرية التي عايشت التأسيس والتمكين، وكان لها أثر كبير في المجتمع الإماراتي، وشكلت صورة المصري المشرقة في الإمارات، مؤكداً أن العلاقات العميقة والتقارب الذاتي بين الشخصيتين المصرية والإماراتية لم تنبنِ على النواحي الاجتماعية فحسب، ولكنها تأتت من وجود تشابه كبير وخاص بين الذات المصرية والذات الإماراتية.
وأكد الدكتور علي أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهو يستضيف مصر ضيف شرف لأول مرة في تاريخ المعرض، لم يكن ليتم بهذه السرعة والجودة إلا بوجود هذا الإرث الوجداني والتقارب والتشابه بين الدولتين، لافتاً إلى حرص الدولتين على تعزيز وترجمة هذه العلاقات الثقافية الخاصة في المعرض، سواء في وجود مصر ضيف شرف أو اختيار نجيب محفوظ شخصية محورية لهذا العام، بما يعكس حجم وقوة العلاقات التي لم تتراجع يوماً، بل تتطور على مر السنين، خاصة أنها أصبحت شديدة الارتباط والوعي على المستويات كافة بين الشخصيتين المصرية والإماراتية، مؤكداً أن الإمارات تحرص على تعزيز الصورة المصرية المشرفة في الوجدان الإماراتي، مثلما تحرص مصر على نصاعة الصورة الإماراتية في وجدانها. 
وأشار رئيس مركز أبوظبي للغة العربية إلى أن المعرض كان يستضيف دولاً أجنبية ضيف شرف في الدورات السابقة؛ بهدف التعرف إلى ثقافاتهم وسياقاتهم في النشر والتأليف، وأن مصر ظلت ولاتزال حاضرة في النسيج الإماراتي على المستويات كافة.
وعن الشخصية المحورية، أكد أن اختيار نجيب محفوظ كان موفقاً ودقيقاً؛ لأنها أقرب إلى فهم الجمهور للذات المصرية التي عبرت عنها كتابات نجيب محفوظ، واستعرض الدكتور علي جوانب عديدة من رحلة محفوظ، خاصة المراحل التي وصفت بفترات الصمت، لكنها لم تكن صمتاً، بل كانت بمثابة وقت لتشكيل موقف، حيث كان محفوظ دقيقاً، ويريد أن يعرض موقفه بروية وتمهل، فكان يفاجئ المشهد كله بكتابات عظيمة مازالت حاضرة بعبقها وصدقها حتى اليوم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©