الإثنين 29 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات «بسيم الريس».. عوالم غريبة من الاندماجات

لوحات «بسيم الريس».. عوالم غريبة من الاندماجات
10 مارس 2024 01:19

أحمد عاطف (القاهرة)

رحلة فنية مُفعمة بالتناقضات تجسدها لوحات الفنان السوري بسيم الريس، حيث تندمج التعبيرية مع الواقعية، والسريالية مع الجمال، تغوص بعين المشاهد في عوالم غريبة، تُثير المشاعر وتُطلق العنان للخيال، وُجسّدت شخصياتها حكاياتٍ بصرية عميقة.
عشرات البورتريهات رسمها بسيم منذ صغره بمختلف أنواع الألوان والمواد، وتمعّن في التفاصيل وتشبّع بعلوم النور والظل وتشريح الوجه والجسد ونظريات الألوان والمنظور، لكنه لم يجد نفسه إلا عندما نظر داخل الإنسان، ونقل حكايات مُتعبةً ومُضطربةً، تُحاول القفز من حواجزها.
في لوحته الأيقونية «العالم في عيني» تجتمع عناصر متناقضة واشتباكات لونية ونظرة تحمل الكثير من الأسرار، ويقول الريّس إن لتلك اللوحة قصة بدأت بتساؤل داخله حول الهدف من رسم البورتريهات، فكانت الإجابة أنه يرسم السطح الخارجي فقط للوجه والجسد، وعندها رأى بأنه أخطأ وحاصر نفسه في تفكير قديم.
وأضاف لـ«الاتحاد»: «هنا استيقظ دماغي، وبدأت أبحث عمّا وراء الجسد أو ما بداخله، اكتشفت بأن الرسم الواقعي أن ترسم ما بداخل الإنسان من أفكار ومشاعر، الآن أرسم البورتريه من داخل الشخص وليس من خارجه، أغوص في عينيه أبحث في أفكاره وفي مشاعره، أحولها لخطوط وألوان، متناقضة حيناً ومتوافقة حيناً، ألوان غاضبة حيناً ومتصالحة ومحبة حيناً آخر». وتحكي اللوحة عن الأمل الذي يراه في الأفق البعيد، وأمامه وحوله وفي كل مكان هذا الدمار بعيون مندهشة، هذا البارد في داخله يلتقي مع الحار لينتج عنهما خليط مشاعر متناقضة، ولكنها كلها توحي بالأمل القريب.
ويتحدث الريّس عن صديقه الخيالي مستر واي ويقول: «ظهر صديقي فجأة وهو غريب الأطوار، ملامحه غريبة قليلاً، وعلى بشرته الكثير من الرموز والأحرف والكلمات غير المفهومة، دائماً ما نتحدث ونتناقش نقاشات حادة أحياناً وهادئة وعقلانية أحياناً، يجسد عقلي اللاواعي، أو أنه العقل الكوني قد تجسد وجلس بجانبي كرفيق درب أرسمه ويسألني وأجيبه».
ويرى الريّس أن كسر القواعد هو أساس الإبداع، وأن الغموض، وعدم الكمال جزء أصيل من الجمال، لذلك عندما يرسم فإنه لا يستمع إلى آراء الآخرين، لا بالمدح ولا بالذم.
واختتم بسيم الريس بقوله «أنا أرسم دون التفكير إن كانت هذه مغامرة أو لا، وفي الحقيقة أنا أتمرد على الأشياء، وأبحث عن مفرداتي خارج السرب».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©