الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ورق الذكريات» لصالحة غابش على طاولة التحليل النقدي

جانب من الجلسة النقاشية
24 فبراير 2024 21:34

محمد عبدالسميع (الشارقة)
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، جلسة نقاشية لرواية «ورق الذكريات» للكاتبة صالحة غابش، وتحدث في الجلسة د.أحمد عقيلي، والكاتبة نفسها، وأدارها الإعلامي محمد هجرس، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي.
استهل محمد هجرس حديثه بالتعريف بالكاتبة صالح غابش، فهي كاتبة وشاعرة إماراتية، تتمتع بقلم رصين وإبداعات متعددة الأوجه، وهي عضوة اتحاد كتاب الإمارات وعضوة رابطة أديبات الإمارات، ومستشارة المكتب الثقافي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ومديرة تحرير مجلة مرامي، من مجموعاتها الشعرية: «بانتظار الشمس»، و«المرايا ليست هي»، و«الآن عرفت»، و«رب ظلال تغريني أن أصبح ممكنة»، ولها رواية «رائحة الزنجبيل»، ورواية «ورق الذكريات» الصادرة حديثا عن دائرة الثقافة في الشارقة.
وأضاف محمد هجرس أن صالحة غابش تتمتع بأسلوب سلس قريب المأخذ يناسب الأجواء القصصية التي تتناولها، وهي كاتبة مجتهدة مشغولة بأسئلة اجتماعية عديدة وبحياة الإنسان في اللحظة الراهنة.
قراءة جمالية 
د. أحمد عقيلي قدم قراءة للرواية بعنوان «قراءة نقدية جمالية في رواية: ورق الذكريات، للكتابة الإماراتية: صالحة عبيد غابش» واستهلها بالقول «حين يحلق القارئ في فضاءات الرواية على امتداد صفحاتها، يجد أن المحور الذي يلف خيوط هذه الرواية ويجمع أيقونات لوحتها الفسيفسائية هو الذكريات، ولكن هذه الذكريات لدى الكاتبة تحمل تجربة إنسانية عميقة، وهو ما يلمسه القارئ في صفحات الرواية. من ذلك أن الكاتبة، وفي مطلع الرواية وبالتحديد في الصفحة السابعة: تقول: (ما الذي يخيفنا من الذكريات؟) (ما الوجع الذي تحمله، ونريد أن ننفضه من الذاكرة؟)».
ثم يضيف عقيلي: «تقوم الرواية على فكرة محورية دارت في فلكها أحداث الرواية برمتها، وهي أننا معشر البشر مجرد ذكريات وصور، وأن كل أسرة تبدأ اثنين وستنتهي اثنين أو تتركك وحيداً تكمل مشوار الحياة وليس معك من شيء سوى الذكريات، وكأني بها سنة الحياة، كم من الأسر التي بدأت اثنين ثم أصبح للأب والأم أولاد وللأولاد أولاد، ولكن فجأة أين الجميع؟ أين صخب الأولاد والأحفاد؟! لقد تفرقوا كل في شؤون حياته الخاصة، وهو ما حصل تماماً في روايتنا فالأم (آمنة) بطلة الرواية وشخصيتها الرئيسة، تركها جميع أفراد أسرتها، ابتداء بزوجها ثم أولادها، انتقلوا إلى أماكن أخرى بعيدة وحياة أخرى، وسيعود إليها زوجها في ليلة زفاف آخر أبنائها وانتقاله عنها، مستجدياً إياها أن تقبل بعودته إليها بعد أن تركها عشر سنين تزوج فيها امرأة أخرى وانتقل إلى الحياة معها غير عابئ بمشاعرها وحياتها هي وأبنائها، وهنا يحدث المأزق العميق فهل تقبل بعودة ذلك الزوج الغادر وأن يملأ عليها البيت الذي أصبح صحراء مخيفة، أو ترفضه وتعيش حياتها الخاصة وحيدة؟».
تقنيات الاسترجاع
ويضيف د. عقيلي: «في الرواية، تراوحت الأحداث بين الحاضر والماضي والمستقبل المفترض، ووظفت فيها تقنيات الاسترجاع والاستشراف لتربط من خلالها بين الحاضر والماضي وتؤسس للمستقبل، وذلك من خلال تنقل شفيف موح في الزمان والمكان الروائيين، وقد بدأت بالاستفهام وانتهت كذلك بالسؤال في نهاية مفتوحة تجعل القارئ في دائرة وجودية إنسانية، يحركها الحب والذكريات المؤلمة».
وتتبع د. عقيلي فصول الرواية السبع عشرة محللاً إياها فصلاً فصلاً، واقفاً على دلالتها، ثم تخلص إلى تتبع التصوير اللغوي في الرواية وأساليبه، وكذلك طريقة توظيف الزمن والمكان والشخصيات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©