الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تناولتها محاضرة في «النادي الثقافي».. اللهجات العربية بين الحاضر والماضي

تناولتها محاضرة في «النادي الثقافي».. اللهجات العربية بين الحاضر والماضي
9 أكتوبر 2023 01:40

محمد عبدالسميع (الشارقة)

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية ثقافية بعنوان «اللهجات العربية بين الحاضر والماضي»، تحدث فيها المحاضر أحمد إسلمُ أبي الباحث في الدراسات اللغوية وتاريخ الثقافة، وأدارها الإعلامي يوسف الغضبان، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من الباحثين والمهتمين بمجال اللغة والثقافة.
وفي افتتاحه للجلسة، قال يوسف الغضبان: إن اللهجات العربية شكلت على مر تاريخ العرب روافد لا تنضب للغة العربية الفصحى، فكانت ترفدها بالكلمات والعبارات والاشتقاقات التي تجدد دماءها وتبعث فيها الروح وترتقي بها، مضيفاً أنها تحتاج إلى دراسات معمقة تقف على مجالات رفد تلك اللهجات للغة الفصحى، وأوجه تأثيرها فيها وعلاقة اللهجات نفسها بعضها ببعض وتاريخها، وأضاف الغضبان أن الباحث أحمد إسلم أبي حاصل على الماجستير في الدراسات اللغوية ويحضر للدكتوراه في مجال اللغويات، وكذلك حاصل على إجازات وشهادات عليا في عدة مجالات ثقافية، وهو كاتب صحفي في عدة صحف ومواقع موريتانية.
بيئة خاصة  
استهل الباحث أحمد إسلمُ أبي حديثه عن «اللهجات العربية بين الحاضر والماضي» بالتعريف باللهجة بأنها «مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، وتكون جزءاً من فضاء لغوي أوسع يضم عدة بيئات لغوية، لكل منها خصائصها»، مثال ذلك أن لكل بيئة عربية صفات لغوية خصوصية، فلأهل الشام صفاتهم اللغوية الخاصة، ولأهل العراق كذلك، ولأهل المغرب، لكنّ هذه البيئات جميعاً تشترك في فضاء أكبر هو اللغة العربية الفصحى، على أن مصطلح اللهجة هو مصطلح حديث، فقد كان اللغويون القدماء يطلقون عليها مصطلح «لغة»، فيقولون: لغة قريش، ولغة تميم، ولغة هذيل ولغة طيئ، ويعنون بذلك اللهجة، بينما أطلق على اللغة الجامعة مصطلح «اللسان»: لسان العرب، ولسان الروم، ولسان الفرس.
وأضاف أن اللهجات العربية ليست وليدة اليوم، ولكنّها قديمة قدم العربية نفسها، وتزخر المعاجم العربية القديمة بإشارات إليها، لكن الجديد هو تناول هذه اللهجات بالدرس، حيث إن اللغويين القدماء لم يدرسوها ولم يهتموا بها إلا بالمقدار الذي يحفظ اللغة الفصحى، التي هي في الأصل لغة قريش وأهل الحجاز، والتي تعممت في الجاهلية، وأصبحت هي المستوى الأعلى من اللغة بسبب المكانة الاقتصادية والسياسية والروحية لقريش، ومع ذلك فقد بقيت كل بيئة تتحدث لغتها أو لهجتها، ولكل بيئة صفات أشار إليها اللغويون قديماً منها (الاستنطاء مثل: انطني بدل أعطني) ولا تزال توجد هذه الصفة تتردد في لهجات الشام والعراق، والتلتلة وهي كسر حرف المضارع مثل: تِركب، تِسمع، تِعرف)، ولا تزال تستعمل في مصر وأهل بادية الشام، و(الكشكشة: وهي جعل الكاف شيناً، مثل: لبيش اللهم لبيش) ولا تزال تستخدم في العراق والخليج، و(العنعنة، وهي إبدال الهمزة عيناً ولا تزال تستخدم في بعض مناطق مصر والمغرب وموريتانيا واليمن).
حية ومنتقلة  
وختم الباحث أحمد إسلمُ أبي حديثه بأن استمرار تلك اللهجات في البيئات العربية منذ الجاهلية إلى اليوم يظهر أن اللهجات العربية ظلت حية، ومنتقلة بين البيئات العربية ومتفاعلة مع الفصحى، وأنها لم تنقطع عبر تاريخها الطويل، ويظهر ثانياً وحدة الفضاء العربي وترابطه وغناه، كما تظهر ثالثاً الحاجة الملحة إلى دراسات لغوية وثقافية معمقة لهذه اللهجات في بيناتها وسياقاتها وتاريخها ودلالاتها الثقافية والاجتماعية وارتباطاتها بالفصحى والإمكانات التي يمكن أن تقدمها للمجتمع العربي اليوم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©