الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الرواية العربية في فترتي ما بعد الاستعمار والألفية الثالثة

جانب من الندوة (من المصدر)
25 يونيو 2023 01:13

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أقام النادي الثقافي العربي بالشارقة، أمس الأول، ندوة ثقافية فكرية حملت عنوان «حديث في الرواية»، تحدث فيها الدكتور محسن جاسم الموسوي، وأدارها الدكتور إياد عبدالمجيد.
وقدم الموسوي -خلال الندوة- عرضاً لما تضمنته أحدث إصدارته في سلسلة نقد الرواية العربية، هما كتاب «بنية الاضطراب.. الرواية العربية في الألفية الثالثة»، وكتاب «رواية ما بعد الاستعمار العربية.. مواجهة التذبذب الملتبس»، الصادران حديثاً عن مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.
في مستهل حديثه، أشار الموسوي إلى أن السبب الذي دفعه إلى إصدار كتابه «رواية ما بعد الاستعمار العربية» هو وضع الرواية العربية في مسارات عالمية، وزيادة وتيرة تفاعل الأدب العربي مع التيارات العالمية، والكتاب صادر باللغة الإنجليزية، وترجمه الدكتور موسى الحالول، ويعرض من خلاله الدكتور محسن الموسوي 60 رواية عربية طويلة بالتحليل في معنى تجزئة الهويات وقضايا العنصر والثقافة والعائلة والمجتمع.
إسهامات إدوارد سعيد
خلال سرده لتجربته في دراسة ونقد رواية ما بعد الاستعمار العربية، توقف الموسوي عند إسهامات المفكر إدوارد سعيد، الذي أصدر في عام 1979 كتابه «الاستشراق»، مستعرضاً سجالات إدوارد سعيد مع المفكر الهندي المشهور إعجاز أحمد، والتي جعلت إدوارد يقدم استدراكات ومعالجات جديدة أدرجها في كتابه «الثقافة والإمبريالية» الصادر في عام 1993، والذي كان استكمالاً لكتابه الأول «الاستشراق». 
وأضاف الموسوي: «أثّر إدوارد سعيد تاثيراً كبيراً في تكوين خطاب ما بعد الاستعمار، الذي كان يشغل مساحة تحاورية بين خطابين متنافسين متصارعين في داخل الثقافات العالمية آنذاك، وقد انطبقت هذه القراءة والرؤية على روايات عربية عديدة، ليس فقط من باب الصدام مع المستعمر ولكن بطبيعة التفاوض أيضاً، فالثقافة هي عبارة عن حركة تفاوضية، وهي الدبلوماسية في أعلى مستوياتها».

وتوقف الموسوي عند عدد من الروايات التي مهدت الطريق لخطاب ما بعد الاستعمار، وقال: «هناك رواية الدكتور إبراهيم، التي كتبها الروائي العراقي ذو النون أيوب في عام 1939، وقد كانت رواية استباقية في خطاب ما بعد الاستعمار، بمعنى أنها مهدت لما كتبه الروائي السوداني الطيب صالح لاحقاً في رواية موسم الهجرة إلى الشمال، التي كانت تمهد لهذا النمط من الكتابة، الذي يعالج قضية تآلف وتماهي المثقف المتعلم مع ثقافة أخرى أو الاختلاف معها، وهذا التلون هو ما التقطه وكتب عنه وعالجه الطبيب والمفكر الفرنسي فرانز فانون، عندما كان مقيماً في الجزائر لفترة طويلة أثناء الاستعمار الفرنسي، وهذا الذي بدأ يلتقطه بعض الروائيين كما التقطه بعض الشعراء وليس كل الشعراء والمثقفين».
الألفية الثالثة 
وحول الأسباب التي دفعته إلى كتابة مؤلفه «بنية الاضطراب.. الرواية العربية في الألفية الثالثة»، قال الموسوي: «في رواية الألفية الثالثة انتبهت إلى أن عدد الروايات التي بدأت تظهر أكثرها معنية بالعنف وظاهرة الاضطراب، وفي هذا السياق هناك مفاهيم تطورت تطوراً سريعاً منها مفهوم أثر الفراشة الذي يقول: إن حركة فراشة مضطربة في نيومكسيكو على سبيل المثال يمكن أن يكون له أثر فعال في اليابان، والمفهوم الثاني هو طبيعة التفاعلات التالية التي أعقبت فكرة أثر الفراشة، وهي طبيعة الفوضى التي جاء بها العنف، وكيف يمكن للروائي الذي تعامل لفترة طويلة من الزمن مع مجتمعات مستقرة نسبياً مع هذه المتغيرات وهذا الواقع المضطرب؟».
مراجعات ومعالجات
قال الموسوي: «في الفترة التي تلت احتلال العراق والأحداث التي جرت في الوطن العربي لاحقاً توالدت مفاهيم معينة، وهذا التوالد هو توالد اضطرابي حتّم على الفكر الروائي والشعري تقديم مراجعات ومعالجات مختلفة عما درج عليه في مجتمع الاستقرار، لتتناسب مع طبيعة الخطاب السائد ومجريات التحولات الجارية في العالم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©