عدد اليوم
نوف الموسى (دبي)
أشار المعماري والمصمم الكويتي جاسم السداح، المدير الإبداعي لـ «Babnimnim Design Studio» في حديثه لـ «الاتحاد»، أثناء تقديمه لتصميمات فنية لمجموعة سجاد، خلال مشاركته في النسخة الأخيرة من أسبوع دبي للتصميم، إلى أن تطور الرؤية المتفردة لذاكرة السجاد في المنطقة، ناتجة عن سلسلة من المتغيرات في المكون الفكري والصناعي، الذي نعيشه وفق الأنماط الفنية الحديثة، فقدرتنا على إعادة تشكيل إرث السجادة، من خلال فهم المساحات الداخلية، وأثرها في إحداث اتصالنا المباشر والحيّ مع البيئة الطبيعية، ومكوناتها، تساهم بشكل لافت في جعلنا أكثر رغبة لاكتشاف أوسع لقدراتنا واستخدام مخليتنا في تصوير الحياة وجعلها أكثر انسجاماً مع تطلعاتنا المستقبلية.
ومن هنا يرى المعماري السداح أن «السجادة» بمثابة جواهر ثقافية تحتفي بالمساحات الاجتماعية، من شأنها أن تسرد القصص، وتكوّن حالة من الدهشة للناظر إليها، إذا ما حاولت أن تتجاوز أشكالها القديمة، وهو ما يود تقديمه في مجموعة السجاد الجديدة، بأن يروي سيرورة العناصر الثقافية وتحولاتها وسط عالم متسارع، ومليء بالإمكانات.
اللحظة الفارقة
ويسرد المعماري والمصمم جاسم السداح، اللحظة الفارقة لصناعة السجاد، من خلال الخروج عن المألوف، قائلاً: اعتدنا الشكل المربع أو الطويل لشكل السجادة التقليدية، وما سعيت إلى تحقيقه، هو الكيفية الإبداعية في أن أنتقل من القالب الجاهز، نحو تفكيك الشكل، فهو المحور الرئيسي في بنية السجادة، وبمعنى أدق سعيت إلى إذابة حدود السجادة، وكأنني أفتح أبوابها السرية، وأجعلها تنطق بحُرية، كيفما تريد، وهذا يجعلني أعود إلى نقطة مهمة، هي عناصر المعادن الموجودة في الأرض، والتي مثلت مصدراً للإلهام بالنسبة للعمل. وشخصياً فأنا شغوف بها، وبأشكالها المتعددة، وعليّ القول، إن أيدي المبدعين، ما هي إلى امتداد لهذه الطبيعة، التي تحتم علينا أن نستمد منها الأشكال ونحاول أن نكررها، بإضفاء مشاعرنا وأفكارنا، فنحن لا نستطيع مجاراة عظمة المكونات الطبيعية التي تعود لملايين السنين، أنت هنا تعيد اتصالك بها، ولذلك تركز اشتغالاتنا على تصميم السجادة في كيفية تحويل الأسطح ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد من خلال الأشكال الهندسية المستلهمة من المعادن.
سنتان ونصف السنة تقريباً هو عمر البحث، الذي أجراه المعماري والمصمم جاسم السداح، لإتمام تصميم السجادة مع فريق العمل، وتنوعت النتائج التي تأثرت بأشكال المربعات المتداخلة، المعروف لدى المعماريين، مثل المعماري الشهير دانيال ليبسكيند، إلى جانب التشكيل المكون من 8 أجزاء.
