فاطمة عطفة (أبوظبي) يواصل مهرجان الحصن تقديم برامجه المتنوعة في فنون الإبداع والتراث والثقافة داخل جدران القصر، ولليوم الثاني تطوف «الاتحاد» في بيت الحرفيين، والمجمع الثقافي وتطل على الساحات المحيطة بهذه المعالم التراثية والثقافية وهي تستقبل آلاف الزوار كل يوم ليستمتعوا بفنون المهرجان الجميلة والمتعددة.
وفي زيارة إلى بيت الخط العربي ومشاركته في فعاليات المهرجان من خلال ورش عمل لتعليم فنون الخط، التقت «الاتحاد» في هذه الورشة الخطاط الإماراتي محمد مندي، مدير فن الخط في المجمع الثقافي.
وعن هذا الفن العريق الذي يُعد من أجمل وأرقى الفنون الثقافية العربية العريقة، يقول الفنان مندي: «نحن في كل سنة نشترك بهذا المهرجان وننوع في مشاركاتنا. وهذه السنة دخلنا بزخرفة قطعة إسلامية قام بتصميمها الفنان الخطاط علي ممدوح من بيت الخط، وطبعناها على ملصقة بألوان متعددة، ومن يشارك من الأطفال يقوم بقص هذا الشكل الهندسي ويلصقه على الكرتون، وهو عمل يحرك اليد عند الأطفال ويكشف مواهبهم، ثم نغلف القطعة ونقدمها هدية للطفل الذي اشتغل عليها.
وعما إن كان تعليم طريقة القص واللصق للطفل أفضل من القلم والريشة، يوضح مندي ذلك قائلاً: هذه الطريقة تناسب أعمار التلاميذ من 12 سنة وأصغر، والشغل عليها يعتبر أفضل من الأدوات الأخرى مثل «الآيباد» والكمبيوتر؛ لأنه يتم بتشغيل اليد والذهن معاً، وبطريقة القص الدقيق نقدم له هدية تشجيعية من عندنا، حتى عندما يدخل المدرسة تكون لديه خبرة وليس فقط معرفة الخط العربي، بل أن يتعرف على الزخارف الإسلامية وزخارف جدران المساجد، وبين لنا أنه اختار قطعة بأشكال هندسية، والمهم أن «بيت الخط» مشارك بفعالية في أنشطة ثقافية وفنية في مهرجان الحصن.
وأشار مندي إلى أنهم هذا العام حظوا بموقع جميل واهتمام من سلامة الشامسي مديرة قصر الحصن: لتكون هذه المنصة جذابة، فكل ساعة يدخل إليها 12 طالباً، وهنالك خمس ورش عمل بفن الزخرفة الإسلامية. أما الخطاط المتخصص بالزخارف الإسلامية علي ممدوح عبد الحليم، وهو يعمل أيضاً في «بيت الخط» بالمجمع الثقافي، فقد قال: أحببنا أن نستخدم الزخرفة الإسلامية في مهرجان الحصن كتعريف على هذه الفنون؛ لأننا لا نريد لها أن تندثر. وبما أن الأطفال يتجهون للتكنولوجيا، خصصنا لهم ورشة نشاط ثقافي يتعرفون من خلالها على التراث الأصيل للفن الإسلامي حتى يبقى راسخاً في ذاكرة الأجيال. ويؤكد الفنان عبد الحليم أن الفكرة بسيطة ويتم شغلها بالألوان بحيث تكون تذكاراً من المهرجان، مشيراً إلى وجود ورش معهم لتعليم الهندسة الإسلامية في بيت الخط، وهذا عمل متطور فيما يخص الأطفال. وعن القطعة الملونة التي تم اختيارها ليقوم الأطفال بقصها ولصقها، أوضح الفنان أنها تناسب ذهنية الطفل وهي من الأشكال الهندسية السداسية الموجودة في الزخارف بقصر الحصن القديم ومسجد الشيخ زايد، والمجمع الثقافي. وأكد الفنان أنه مسرور جداً بأن ينمّي عند الأطفال مواهب جديدة؛ لأن بقاء القطعة معهم ذكرى فنية من مهرجان الحصن لا ينسونها، لأن المهرجان يقدم تراث الإمارات متكاملاً، ولذلك فإن وجود بيت الخط في المهرجان يكتسي أهمية ثقافية كبيرة. ومن دائرة الثقافة والسياحة قسم التعليم، قالت فاطمة عمر: إن بيت الخط مركز لتعليم الفن الإسلامي والخط العربي مع الفنان محمد مندي الذي يعلم جميع الخطوط الفنية، بالإضافة لبعض الخطوط الإسلامية أيضا، كما أن علي ممدوح يعلم الخط العربي وبعض الفنون الإسلامية، وهذه الورشة تعلم الزخرفة الإسلامية وهي فن قائم بالأساس على تقنية التطعيم بالخشب، ولكن لأن تطعيم الخشب تقنية صعبة استبدلناه باستخدام الورق الملون وبنفس الطريقة التي كانت متبعة قديماً. وفي هذه الورشة المناسبة للأطفال أكبر من 8 سنوات يأتون وحدهم، وأقل من 8 سنوات برفقة أهلهم، ولدينا إقبال كبير على هذه الورشة التي اخترنا برنامجها للزخرفة الإسلامية الهندسية، لأن الفن الإسلامي ينقسم إلى زخرفة هندسية ونباتية، وقد اخترنا الهندسية لأن الأطفال مستمتعون جداً بها. وترى زينب العامري، التي رافقت أطفالها لتعلمهم فن الخط والزخرفة، أن من المهم جداً أن يتعلم الطفل مثل هذه الفنون، وهو فن جديد ونقش فني قد لا يتعلمونه في المدارس، وهو شيء جديد ينمي مواهب الأطفال.
عدد اليوم
