الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصص حافلة بالرموز في جلسة نقاش «بحر الثقافة»

جانب من الجلسة
21 نوفمبر 2022 15:34

فاطمة عطفة (أبوظبي)
المجموعة القصصية «معادلة من الدرجة الأولى بمجهولين»، تأليف مها علي بوحليقة، كانت موضوع المناقشة في جلسة «بحر الثقافة» أول أمس، أدارتها الإعلامية سعد المنهالي، حيث رحبت بالحضور باسم الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة المؤسسة، وقدمت لمحة موجزة عن الكاتبة كعضوة في «بحر الثقافة»، وأشارت إلى أنها متخصصة في الاقتصاد والعلوم السياسية، ومهتمة بالأدب والنقد الأدبي والفنون التشكيلية. والقصص منسوجة بلغة شعرية جميلة وأسلوب تعبيري مكثف، وإضاءات بيانية شفافة أقرب ما تكون إلى الرموز. ويبدو إحساس الكاتبة بالزمن كبيراً وتأثيره واضحاً على الحياة وأحوال الشخصيات التي تعالجها القصص. وأضافت أن الكاتبة تقدم مفتاحاً لقصصها بداية من الإهداء، إذ تقول: «لك طبعاً.. إجابة متأخرة قليلاً عن ذات السؤال الأزلي». وحتى هذا «السؤال الأزلي» في الإهداء يوحي برمزية شفافة إلى العديد من ثنائيات الوجود كالمرأة والرجل، الشباب والشيخوخة، الحب والنفور، الوطن والغربة، المرض والشفاء، الحياة والموت، الصمت والكلام.. وغير ذلك.
تعددت المداخلات خلال الجلسة مبينة أن المجموعة تنوعت بين قصص قصيرة وأخرى قصيرة جداً، وقد عالجت مواضيع مختلفة: اجتماعية وسياسية ونفسية وغرائبية، تمس المجتمع والبيئة. وأشارت المداخلات بإعجاب إلى دقة رسم الشخصيات وأحوالها النفسية والاجتماعية وما تواجه من مشكلات، إضافة إلى عمق المعالجة في قصص المجموعة وموضوعاتها المختلفة، كما أوضحت أن الغلاف مأخوذ عن لوحة من أعمال المؤلفة.
وأجمعت الآراء على الإشادة بجمال اللغة والأسلوب وسلاسة السرد وتنوع مناخاته. وتطرق النقاش إلى العنوان ورمزيته التي تشير إلى أن المجهولين هما ركنا الحياة الإنسانية، المرأة والرجل، وهما محكومان بدائرة واسعة من العلاقات الإنسانية المتباينة بينهما، لأسباب متعددة تعود إلى الاختلاف بمستوى العلم أو السن أو العمل والحالة النفسية أو الاجتماعية، وربما لاختلاف الهوية.
والزمن وتأثيره في الطبيعة وحياة الإنسان هو أول ما يلاحظه القارئ، بدءاً من القصة الأولى التي انفردت بعنوان المجموعة، حيث تخبرنا راوية الأحداث بكلمات قليلة عن مأساة إنسانية بدأت بالأم التي لا تجد عزاء لها غير «الحياكة.. هواية تتكاثف في عالمها مثل وسواس قهري». وذلك أن الكبار هم الذين يختارون زوجات أبنائهم، دون أي اعتبار أو مراعاة لمشاعر الشاب أو الصبية، ولا لزواج الأقرباء الذي قد يؤدي إلى خلل في العلاقات العائلية، كما أنه قد يصيب بعض الأبناء بمشاكل صحية مؤلمة.
ومن القصص القصيرة جداً: «مأزق عائلي»، وقصة ثانية بعنوان: «1943 - 2022» وهذا التاريخ منقوش على شاهد القبر، واللقطة الإبداعية الخاطفة، والمحبوكة بمهارة مدهشة لا تزيد على أربعة أسطر، تدور حول الشرطة الصغيرة بين عام الميلاد وعام الوفاة. إن أجمل ما في أدب الحداثة أن يترك الكاتب فسحة واسعة للقارئ لكي يكمل العمل الإبداعي.
وفي الختام، أشارت الكاتبة مها علي بوحليقة إلى أن المجموعة كتبت على فترات متباعدة، وهي ترى أن الكتابة فعل يكاد يكون توحدياً، وأن قرار النشر فعل آخر آثرت أن تتمهل فيه. والمجموعة صدرت عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات -2022.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©