الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مستغانمي: «المُعجم» مَحَجّة للغويين وملاذ لمتعلمي «الضاد»

مستغانمي: «المُعجم» مَحَجّة للغويين وملاذ لمتعلمي «الضاد»
30 أغسطس 2022 00:51

محمد عبدالسميع (الشارقة)

يستضيف معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الحادية والعشرين أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة امحمد صافي مستغانمي، وأمين عام مجمع اللغة العربية الأردني محمد السعودي، للحديث عن «المعجم التاريخي للغة العربيّة»، الذي جاء بمبادرة من صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وأشرف عليه شخصيّاً، فأُنجز منه 17 مجلّداً للحروف الخمسة الأولى من أحرف اللغة العربيّة، ويتناول أوجه استخدامات الألفاظ ومصادرها واشتقاقاتها، ولا يزال العمل جارياً عليه بالتعاون مع اتحاد المجامع اللغوية بالقاهرة.

عمل جليل
ويؤكّد مستغانمي أنّ صاحب السّمو حاكم الشارقة أيقظ المارد العربيَّ النّائم الذي كان في سُبات طوال عقود منذ أن نادى مجمع القاهرة بإعداد معجم تاريخيّ للغة العربيّة، ومنذ أن انبرى له المستعرب الألماني أوغست فيشر وجماعةٌ من معاونيه، ومع العقبات الكأداء، والعوائق الشديدة، باءت كثيرٌ من التجارب العربيّة بالفشل، وعادت أدراجها واستسلمت.
ويقول: إنّ إنشاء مجمع اللغة العربية بالشارقة كان عملاً جليلاً، إذ رأى العاملون في معرض الشارقة الأربعين الباكورة الأولى للأحرف الخمسة الأولى للعربيّة في 17 مجلداً، ولا يزال التحرير المعجميّ قائماً. وسيصبح هذا السِّفرُ المُعجميّ بعد إنجازه قبلةً للمثقفين، ومَحَجّة للُّغويين، وملاذاً لكل الراغبين في لغة الضّاد في المشارق والمغارب.

أوسع اللغات قاموساً
ويقول مستغانمي: إنّ اللغة العربيّة الفصيحة بخير وعافيةٍ ونعمة، بما حباها الله عزّ وجلّ به من خصائص، ولا يستطيع مثقّفٌ أن يُنكر سعتها وثراءها، فهي أوسع اللغات قاموساً، وأثراها أساليب وطرائق في نظم الكلام، وأغناها أبنيةً وصيغاً، وهي لغة الاشتقاق، ولغة الإعراب، وواقعها اليوم يدعو كلّ غيور لليقظة والتحرّك وتوعية مَن حوله من الآباء والأمّهات. والتّحدّي الكبير الذي تواجهه العربيّة الفصيحة هو تَحدٍّ مُزدوج: اللغة الإنجليزية التي هيمنت على أنّها لغة العلم والحضارة والتّكنولوجيا، وانتشار العامّيات التي عمّت وعاثت في الألسنة فساداً.
ويرى أنّ المجامع اللغوية العربيّة تقومُ بأدوار مهمّة، ولكن ثمّة فجوة بين ما تصدره هذه المجامع وما تنتجه قرائح العلماء فيها، وبين الواقع، فلا بدَّ من السّعي الحثيث والتّخطيط العمليّ المحكم إلى أن تنتقل المعاجم الحديثة، والأعمال والأبحاث من رفوف الخزائن العلميّة إلى الواقع العمليّ في الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسّسات، فتنفيذ القرارات المجمعيّة هو وسيلة النجاح.

دور مؤسسي
ويؤكّد مستغانمي أنّ مجمع اللغة العربيّة في كل بلد هو أعلى هيئة تُعنى بقضايا اللغة العربية وشؤونها في ذلك البلد. وليس عمل المجامع مقصوراً على تعريب ألفاظ جديدة أو ترجمة ألفاظ دخيلة فقط أو إنشاء معاجم جديدة، بل إن المجامع اللغويّة، تقوم بدور مؤسسيّ حضاري عظيم، وتحافظ على خصائص اللسان العربي، وهي مظلّة ينضوي تحتها المثقفون والعلماء والأكاديميون، يبحثون ويبتكرون طرائق حديثة مستجدّة لخدمة اللغة، موضحاً أن اللغة كائن حيّ، يمرّ بجميع المراحل التي يمرّ بها الأحياء، وهذا الكائن يحتاج إلى غذاء وشراب وعناية وتربيّة وحسن تسويق، والمجامع اللغوية كفيلة بذلك.

علامة فارقة
من جهته، يؤكّد السعودي أن ما قدّمه صاحب السّمو حاكم الشارقة للغة العربيّة علامةً فارقة في هذا القرن، عندما ابتدر العمل في المعجم التاريخي للغة العربية، فهو الأوحد الذي صدر مطبوعاً في تاريخ اللغة العربيّة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©