ناصر حاجي لـ«الاتحاد»: التصوير المفاهيمي وضعني على طريق الاحتراف

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

منحت «الفيدرالية الدولية لفن التصوير» (FIAP) ومقرها لوكسمبورج، الفوتوغرافي الإماراتي ناصر حاجي مالك لقب ودرجة «الماستر» (Master FIAP)، ليصبح أول إماراتي وثالث عربي يحصل على هذا اللقب عامي 2020 و2022.
ويقول مالك، متخصص في التصوير المفاهيمي، لـ«الاتحاد» إن الفنون البصرية كالرسم والتصوير لازمته منذ الطفولة، وإنه أحب الرسم والتصوير خلال المراحل الدراسية، مضيفاً: «اقتنيت عدة آلات للتصوير في فترات متعددة، وعلى الرغم من تواضعها في ذلك الوقت، إلا أنني استطعت أن أوثق بعض المناسبات العائلية والاجتماعية مع الأصدقاء».
ويوضح: «وثقت خلال رحلتي العديد من الموضوعات التي كانت قريبة مني، وعند دخولي الجامعة زاد اهتمامي بآلة التصوير، حيث اشتركت في أول مسابقة نظمها النادي الإنجليزي في الجامعة وحصلت على المرتبة الثانية، وبعد تخرجي في الجامعة امتلكت أول كاميرا احترافية، وكان ذلك في عام 1986 ومن خلالها توغلت كثيراً في هذا الفن وبدأت أنمي هوايتي جدياً». ويتابع: «شاركت في مسابقات دولية أتاحت لي معرفة قدرتي في المنافسة من خلال أعمالي الفنية».

أخبار ذات صلة

«الفن المفاهيمي».. تناغم الظل والنور

رحلة بصرية بين العمارة والطبيعة.. بعدسة ريم عبد الله

ويضيف: «في عام 2012 شعرت بأنه يجب أن تكون لي رؤية واضحة أزاحم بها المحترفين، وبدأت في عالم التصوير المفاهيمي، الذي وضعني على طريق الاحتراف، وهنا بدأت تتجلى لي مفاهيم فن التصوير حيث رأيت طريقين، إما أكون فناناً أو أكون مصوراً، فاخترت أن أكون فناناً، ومن هنا أتيحت لي مزاحمة الفنانين التشكيليين أيضاً، لأني على قناعة بأن كلانا يسير على الطريق نفسه بأدوات مختلفة».
وعن التصوير المفاهيمي، يقول: «وجدت عالمي في التصوير المفاهيمي، ففي عام 2012 بدأت مشروعي التصويري ولم أعر اهتماماً إلى الوقت أو كم الصور التي سأتوقف عندها، على الرغم من نصيحة أصدقاء بأنه يجب التوقف والبدء في مشروع آخر، وكان جوابي بأنه لم يأت الوقت بعد، حيث غلبني الاستمتاع في العمل».
ويضيف: «كنت أستلهم أفكار الأعمال من الأحداث أو المناسبات التي تمر بي وتأثرت بها، فكل عمل من هذه الأعمال الخمسة والستين تمثل قصة أو حدثاً منفرداً بذاته، لكنها التحمت في النهاية لتشكل قصة واحدة، وبما أن القصة تمثل جزءاً من حياتي، فكان لا بد من صبغ هذه الأعمال بطباعي الشخصية لتتحد كلها في صورة واحدة تقريباً، لهذا تم تصويرها بالأبيض والأسود، وتم استخدام عباءة سوداء وأخرى بيضاء رمزاً إلى التناقضات في طبائعي الشخصية أو في مشاعري. أما من حيث الفكرة فإنها تتغير من عمل إلى آخر».
وعن «قصة» يقول:«هو مشروع توثيقي لأحداث ومشاعر واقعية، بغية استحضارها والتحاور معها والعيش مع تلك المشاعر من جديد، وتم تكرار العناصر المكونة لمعظم الأعمال. واستمر المشروع حتى عام 2020، حيث قررت إيقافه، والبدء بمشروع تصويري جديد، أسميته حائط الأحلام»، مضيفاً: «في عام 2019 حصلت على اللقب البرونزي للمشاريع التصويرية من الجمعية الأميركية للتصوير، بعد أن تقدمت بعشرة أعمال متناسقة فيما بينها من حيث الشكل والموضوع». ويتابع: «تقدمت في عام 2020 بطلب إلى الفيدرالية الدولية لفن التصوير «FIAP» للحصول على لقب (ماستر فياب)، حيث يتعين تقديم ما لا يقل عن 20 عملاً مترابطاً ومتناسقاً من حيث الشكل والموضوع، ونلت هذا اللقب، وكم كانت سعادتي حين رأيت علم دولتي الحبيبة يزين موقع الاتحاد الدولي للتصوير كأول إمارتي ينال هذا اللقب». ويقول: «لم أكتف بهذا اللقب، فتقدمت إلى اتحاد المصورين العالمين «GPU»، في عام 2022 بطلب الحصول على لقب «جراند ماستر» الذي يشترط تقديم 50 عملاً فنياً كمشروع فني، وحصلت على اللقب بكل فخر كأول إمارتي ينال هذا اللقب وثاني عربي بعد عيسى إبراهيم من مملكة البحرين والثالث على مستوى العالم».
وحصل مالك أيضاً على لقب «جراند ماستر» من اتحاد المصورين العالمين «GPU»، ولم تكن هذه الجائزة هي الأولى بالنسبة له، فقد حصل في 2019 على اللقب البرونزي من الجمعية الأميركية للتصوير (بي إس آيه) وكذلك على ماستر فياب من الاتحاد الدولي للتصوير (فياب) 2020، كما أن في رصيد رحلته الفنية 30 ميدالية ذهبية و12 فضية و12 ميدالية برونزية و53 جائزة تقديرية من مسابقات عربية ودولية مختلفة، كما إنه شارك في ثمانية معارض محلية ودولية، بالإضافة إلى المعارض التي يقيمها منظمو المسابقات التصوير الدولية.

صورة وقصيدة
عن الكتاب المشترك الذي تتعانق فيه الصورة مع القصيدة، يقول ناصر حاجي مالك: «بالمشاركة مع الكاتبة والشاعرة أسماء عبد الله العوضي أصدرت أول كتاب لي يتضمن أعمالاً فنية وقصائد شعرية، حيث يقابل كل عمل قصيدة شعرية تحكي قصته بطريقة مبهمة تتماشى وروح الأعمال الفنية المعروضة».

11 مسابقة دولية
حول اختيار الفوتوغرافي الإماراتي ناصر حاجي مالك لقباً في لجان تحكيم دولية يقول حاجي: «كان لي نصيب بأن أكون عضواً في بعض لجان تحكيم مسابقات تصوير دولية تندرج تحت رعاية الفيدرالية الدولية لفن التصوير، وأوجه كل الشكر لسعيد راشد الشامسي الذي كان له الدور الكبير في اختيار اسمي ضمن لجان التحكيم، حيث قمت بتحكيم إحدى عشرة مسابقة دولية».