الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مريم الساعدي: يكفيني قارئ واحد يدرك روح الكلمة

خلال الجلسة النقاشية لصالون المنتدى (من المصدر)
8 يوليو 2021

نوف الموسى (دبي)

«مهمة الإنسان الجوهرية في أن ينجو»، قالتها الكاتبة الإماراتية مريم الساعدي، وهي تصف فعل الكتابة لنفسها ولذلك القارئ الوحيد الذي يبحث هو الآخر عن قارب النجاة من الغرق، بعد كل المحاولات المتتالية لسفينة الحياة «تايتانيك» الضخمة بحسب وصفها. وطوال حديث مريم الساعدي في الجلسة النقاشية حول كتابها «نوارس تشي جيفارا» في صالون المنتدى بالتعاون مع ندوة الثقافة والعلوم بدبي، وهي كمن ينسل من روحه حبال طويلة، تمتد لكل الأرواح لتبحث عن عالمها الخاص، وتنفرد بوجودها الشخصي، قائلةً: «للأسف لا يملك الفرد خياراً في قرار النجاة، إلا بإيجاده لعالم خاص، وإلا سيرى نفسه يمشي في طوابير مع الجميع، ولا يشعر بوجوده، كونه يتبع أثراً مسبقاً، فهو في الحقيقة يتنفس، ولكنه ليس بالضرورة حيّاً، ويبقى إدراكنا للمعضلة الفعلية بين فكرة التواصل الاجتماعي، وأن يكون الشخص مع الكثرة، تحدياً ومحاولة صعبة أمام مجتمعات عربية تقدس التشابه، وتتحفظ على فكرة الاختلاف».

حالة وجودية
والكتابة، بالنسبة لمريم الساعدي تمثل حالة وجودية، مؤكدة أنه حتى لو تضمن السرد اقتباساً يومياً، استهلاكياً، اعتيادياً أو حتى نمطياً، فإن المقصود منه تمرير الحالة الوجودية، وتعترف بأنها لا تكتب بحيادية، وأنها تحاول أن تقول شيئاً معيناً، قد لا يصل للكثيرين، ما يجعلهم يحكمون على الكاتب، وهي هنا لا تبرر لكتاباتها، ولكنها تسأل إذا ما لم يستطع القارئ أن يعلو على الصورة المباشرة، ويحاول أن يصل لمعنى أبعد في قراءته، فما الذي تستطيع هي ككاتبة فعله؟ مبينة أنه فيما يتعلق بأسلوب الكتابة، من يصنف أنه مقبول أو لا، وهل على الكاتب أن يكتب لحصول إرضاء معين، وبالنسبة لها فإنها لا تبحث عن تهافت جماهيري، ويكفيها قارئ واحد، يدرك روح رسالتها في النص.

صور نمطية
محاور استثنائية، طرحتها الكاتبة مريم الساعدي، عبر أسئلة جوهرية مثل: كيف يقرأ المثقف العربي الكاتب الخليجي؟ موضحة أنه آن الأوان لأن نبحث في السؤال بجدية، لأنه مهما حاول الكاتب في المنطقة، تقديم نفسه بندية، فإنه يصنف بين قوسين على أنه «خليجي»! ويحكم عليه وفق أفكار مسبقة، تشكلت للأسف عبر الإعلام والأدب وتم تقديمها بنمطية منذ بداية النفط، بأنهم مجتمعات استهلاكية، ليس لديهم هموم، وبناء على هذا الأساس يتم نبش في المنتج الأدبي وفق تلك النمطية المسبقة، وبالطبع هناك استثناءات، مضيفة أن الأمر يعتبر جملة من الإحباطات التي تجعل بعض الكُتاب مقلّين في الإنتاج. 
ومن جهته، اعتبر الناقد الأدبي إيهاب الملاح، ضمن مداخلة نوعية في الجلسة، أن إشكالية ما يمكن تسميته بـ«تنمُّر» بعض المثقفين والكُتاب العرب على غيرهم، مؤشر لما يمكن أن نسميه بأزمة حضارية، مضيفاً أن الرابط الثقافي العام الذي أساسه اللغة العربية، يؤسس لحالة طبيعية، مع احترام الخصوصيات والتنوعات الثقافية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©