الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صفية الشحي: في رمضان أتذوّق الرَّحيق المختوم

صفية الشحي
12 مايو 2020 00:18

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

يعكس هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان الكريم، التجسيد الحي لحكمة فلسفية عميقة أرادها الخالق عز وجل لأن يستخلص الإنسان من خلالها تجربة ذاتية تساهم في صقل روحه وتجعله قادراً على إعادة صياغة أفكاره بصورة بناءة تخدم إسهاماته الإبداعية. وهناك الكثير من المبدعين الذين يشعرون بإيجابية هذا الشهر المبارك في زيادة إنتاجيّتهم، ونشاطهم الفكري؛ إذ غالباً ما يحفزهم الهدوء والسكينة اللذان يعمان هذا الشهر على الاقتراب أكثر من ذواتهم، والتفكّر في غايات الكتابة والإبداع والتزوّد بما يعينهم على العطاء وما تجود به قرائحهم. وتختلف العادات والتصرفات من شخصٍ إلى آخر، ومن مبدعٍ إلى آخر، ولكلّ مبدع طقوسه التي يتعامل معها لصياغة تجربته والتعبير عن مكنونات عقله ووجدانه. 
بالنسبة للكاتبة صفية محمد الشحي، فإن هذا الشهر يحمل طقوساً مميّزة تجعل الإلهام حاضراً لدى أي إنسان سواء كان كاتباً أو غير ذلك؛ لأنه يحمل من القيَم والمعاني والمشاعر ما يجعله يحترم الوقت الذي يمر عليه بساعاته ودقائقه وثوانيه، وتقول: أغلب وقتي أقضيه في القراءة والمطالعة بشكل مكثف، فالخيارات متاحة بشكلٍ أكثر في هذا الشهر، «حيث إنني أسعى دائماً لاكتساب المهارات الجديدة، وكذلك أهتم بممارسة الرياضة بشكل يومي».
وفي ما يتعلق بالحنين إلى الماضي وعبق الذكريات الجميلة التي تلامس شغاف القلب في هذا الشهر، تضيف الشحي: لا تزال في مخيّلتي رائحة الفريج، وتواصلنا الدائم مع جيراننا، وتلك الرحلات القصيرة التي كنا نقطعها لبيوت الأهل والأصدقاء حتى نشاركهم ما أعددناه لمائدة الإفطار، كل ذلك نسترجعه في هذا الشهر مستعيدين مرح الطفولة، وعفوية الحياة مع بساطتها. هذا الحنين المفعم بالمشاعر هو ما يجعلني قادرة على الإنتاجية بشكل عام، وفي هذا الشهر بشكل خاص؛ لأنه خزّان مكتنز بالذكريات والمعاني التي تلامس الروح وتحث الفكرة على أن تكون حاضرة. 
وتتابع: كما أن هناك وقتاً متاحاً لاستثماره في مضاعفة العمل وإنجاز المشاريع المطلوبة، وذلك بسبب قصر ساعات الدوام الرسمي. وأذكر أنني أنجزت العديد من الأعمال في أيام رمضان مثل: المقالات الأسبوعية، وقصص الأطفال، والمحتوى الخاص بصفحات التواصل الاجتماعي، والعديد من الأعمال الأدبية الأخرى.
وتواصل: في مثل هذا الشهر، أحب أن أستغل الفرصة في قراءة الكتب الخاصة بالسيرة النبوية، مثل: الرحيق المختوم- على هامش السيرة، تفسير القرآن الشعراوي، كتب في الفلسفة والفكر، مؤكدة أن الهدوء والطمأنينة اللذين يسبغهما الشهر الفضيل يجعلان الإنسان فياضاً بالمشاعر التي تسهم في عطائه القائم على الرهان الذاتي المبني على التعزيز والتحفيز.
واختتمت الشحي حديثها: هذا الشهر يعتبر فرصة لتطوير أدوات المبدع في الكتابة والتواصل، وفرصة لمشاركة الآخرين ما قرأ، ولبدء مشروعه الكتابي الجديد. بالإضافة إلى ذلك، إن الفرد يستطيع - في هذه الأيام - أن يعيش أصفى لحظات التأمل، لاستنتاج الأفكار الملهمة التي تضيف إليه أفكاراً جديدة تساهم في استمرارية عجلة العطاء بالدوران نحو الأمام ودون توقف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©