عدد اليوم
مصطفى الديب (أبوظبي)
منذ سنوات تسعى حلبة ياس إلى تحقيق الاستدامة المتكاملة في الأحداث التي تنظمها على أرضها كافة، سواء التي تختص بسباقات السيارات بشكل عام، أو سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1، لاسيما وأن الحلبة أصبحت عنواناً مثالياً للاستدامة في كل شيء.
ومع انطلاق النسخة الخامسة عشرة من جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا-1 التي من المقرر أن تقام على مضمار حلبة ياس في الفترة من 23 وحتى 26 من الشهر الجاري، تواصل شركة إثارة تقديم العديد من المبادرات التي من شأنها أن تعزز الاستدامة على الحلبة.
وتوفر حلبة ياس الإضاءة الاقتصادية للمضمار «إل إي دي»، خلال المنافسات التي تقام على أرضها بشكل عام، وكذلك تستغل الحلبة المواد المعاد تصنيعها في تصنيع الزي الخاص بأطقم العمل، كما أنها تعتمد في كثير من الأوقات على ألواح الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء لتكون طاقة نظيفة ومستدامة من الطبيعة وإلى الطبيعة.
وكذلك عدم استخدام التذاكر الورقية منذ أكثر من نسخة، واعتماد التذكرة الإلكترونية للجماهير للدخول ومتابعة الحدث الأبرز والأهم في المنطقة.
ولا تتوقف مبادرات شركة إثارة التي تدير حلبة ياس عند حد الإضاءة واستخدام المواد المعاد تصنيعها، ولا عند حد ألواح الطاقة الشمسية، لكن هناك مبادرات سنوية تقوم بها، أبرزها ما سيظهر في نسخة هذا العام، خاصة بعد تحقيق العديد من الإنجازات في هذا المجال، أبرزها الحصول على تقييم 3 نجوم من الاتحاد الدولي للسيارات، والتوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة للرياضة من أجل العمل المناخي.
وتعتزم «إثارة» تنفيذ العديد من الحلول، وتقديم الإضافات الرئيسة الجديدة لدعم نهجها الاستشرافي لاستضافة سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا-1 في أبوظبي خلال عطلة الأسبوع، وغيرها من الأحداث الدولية الكبرى في مختلف مواقعها.
ومن المنتظر أن يتم تشغيل تطبيق الهاتف المحمول الجديد كلياً، والذي سيظهر لأول مرة في النسخة الخامسة عشرة من سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي، ولن يقتصر الأمر بالنسبة لهذه المنصة على توفير التفاصيل اللازمة لمواكبة مختلف الأنشطة والفعاليات خلال الحدث، وإنما ستضم أيضاً معلومات تذاكرهم، وذلك كجزء من الحملة التي أطلقها المنظمون لتقليل الحاجة إلى التذاكر المادية، كما في السنوات السابقة.
يتميز التطبيق أيضاً بالمبادرة المبتكرة «الاستدامة أولاً»، لتحفيز الآلاف من المشجعين داخل حلبة مرسى ياس على تقليل النفايات وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير للحصول على فرصة للفوز بخصومات وتجارب حصرية في الموقع خلال العام المقبل.
وإضافة إلى ذلك، سيشهد موكب سائقي الفورمولا-1 التقليدي الذي يقام قبل السباق كل يوم أحد تطوراً فريداً، مع تقديم موكب الشاحنات الكهربائية الجديدة كلياً، حيث يظهر لأول مرة خلال سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 في أبوظبي.
وباعتبارها موطن سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي، وقعت «إثارة» وحلبة مرسى ياس أيضاً اتفاقية مع شركة Emerge، التي تمثل مشروعاً مشتركاً بين شركة مصدر الإماراتية وشركة EDF الفرنسية، لإدخال نظام جديد لمواقف السيارات يعمل بالطاقة الشمسية في الموقع، ومن المقرر أن يولد النظام قرابة 30% من إجمالي الطلب السنوي على الطاقة في الحلبة في مشروع استراتيجي طويل الأمد لتقليل حاجة الموقع إلى مصادر طاقة إضافية.
وتتوافق هذه المبادرات مع استراتيجية صفر انبعاثات الخاصة بالفورمولا-1، ومبادرات الاستدامة المستمرة طوال الموسم، حيث تركز «إثارة» على التنفيذ المستمر لمختلف التحسينات التي يمكن أن تؤثر في برنامج الاستدامة على مستوى الأعمال فيها لخفض البصمة الكربونية الإجمالية.
ويتولى داني كليما، مدير محفظة المرافق في شركة «إثارة»، الإشراف على العديد من المبادرات التي تركز على الاستدامة، وهو يرى أن الحلول والنتائج العملية والمؤثرة التي يتم تقديمها مع مرور الوقت تمنح «إثارة» تقدماً ثابتاً نحو هدفها المتمثل في الوصول إلى صافي صفر انبعاثات في جميع المواقع، وضمن الحدث الرئيس فيها بحلول عام 2030.
الإضاءة الجديدة في الحلبة
كان عام 2023 حافلاً بالنسبة لإثارة، فقد شهد استمرار إضافات جديدة ومبتكرة لمبادرات الاستدامة، ومع نظام الإضاءة LED الجديد على مستوى حلبة مرسى ياس، والذي يقلل إجمالي متطلبات الطاقة التي تنير المسار الذي يبلغ طوله 5.28 كيلومتر، والألواح الشمسية عبر تلة أبوظبي الشهيرة، والتي تقدم المزيد من الدعم لهذه المبادرات، فإن النسخة الخامسة عشرة التاريخية من أضخم عطلة أسبوع لسباق الجائزة الكبرى في المنطقة ستكون الأكثر استدامة حتى الآن.
تذاكر إلكترونية في «الاتحاد أرينا»
تطبق شركة «إثارة» التي تدير صالة الاتحاد أرينا، التي تستضيف أكبر الفعاليات الترفيهية في العاصمة أبوظبي، المعايير نفسها التي تطبقها في حلبة ياس فيما يخص الاستدامة، سواء تلك التي تتعلق بالإضاءة الموفرة واستغلال الطاقة الشمسية، وكذلك استخدام التذاكر الإلكترونية للجماهير، والمواد المعاد تصنيعها في العديد من متطلبات تلك الفعاليات.
وتستضيف أكبر صالات الإمارات المغلقة العديد من الفعاليات العالمية الكبرى، على رأسها مباريات دوري السلة الأميركي التي تقام أكثر من مباراة لها هنا في أبوظبي، وكذلك منافسات بطولة «يو إف سي» للفنون القتالية المختلطة، وهناك أيضاً بطولة العالم للسوبر كروس للدراجات النارية التي شهدت وجود 7 آلاف طن من الرمال داخل الصالة المغطاة قبل أيام قليلة.
ملاعب أبوظبي.. طاقة متجددة
تعد ملاعب العاصمة أبوظبي من الملاعب التي تطبق أعلى معايير الاستدامة حيث ملعب محمد بن زايد في نادي الجزيرة، وكذلك ملعب آل نهيان بنادي الوحدة واستاد هزاع بن زايد بنادي العين وملعب الشامخة ببني ياس، حيث تعمل جميع تلك الملاعب بنظام الإضاءة الموفرة للطاقة «إل إي دي» من أجل توفير الطاقة، كما أن الملاعب تستخدم كافة المواد المعاد تصنيعها في الكثير من الفعاليات، وهناك أيضاً توفير الاستخدام الورقي داخل أندية العاصمة بشكل عام، لاسيما أن جميع المخاطبات أصبحت إلكترونية، فضلاً عن عدم استخدام المواد التي لا يعاد تصنيعها، وكذلك أقرت الأندية استراتيجية حازمة لتوفير المياه، سواء تلك التي تستخدم في رش الملاعب، أو تلك التي تستخدم داخل النادي بشكل عام.
