عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
عبّرت أغلب وسائل الإعلام الأرجنتينية والعالمية عن انزعاجها الشديد، بعد حادث إطلاق النار الذي تعرض له أحد المتاجر المرتبطة بعائلة زوجة الأسطوري، ليونيل ميسي، وجاءت رسالة التهديد الغريبة الموجهة إلى «البرغوث» لتعيد ذكريات «أليمة» إلى الكرة اللاتينية، والكولومبية على وجه الخصوص، رغم تأكيد المسؤولين في مدينة روساريو أن الأمر لا يعدو كونه محاولة للفت الانتباه والحصول على الشهرة، بارتباط تلك الحادثة باسم «المونديالي» ميسي!
وتعود عجلة الزمن إلى الوراء لتتوقف عند صيف 1994، عندما قُتل المدافع الكولومبي أندريس إسكوبار في عمر الـ27، بعد أيام قليلة عقب إقصاء «الكافيتيروس» من كأس العالم، وجاءت نهاية إسكوبار على يد مجموعة مرتبطة بعصابات المخدرات في كولومبيا، واختلفت الأقاويل حول أن مصرعه أتى نتيجة الهدف العكسي الذي سجله في مرمى «الكافيتيروس» لمصلحة أميركا في دوري المجموعات المونديالي، وأن القاتل أرداه بسبب خسارة مراهنات متعلقة بمباريات المنتخب في كأس العالم، بينما أنكر آخرون ذلك معللون بأن تواجد إسكوبار في حانة تجمع عناصر إجرامية كان السبب.
والغريب أن النجم المصري محمد صلاح ارتبط بشائعات تناولت تلقيه تهديدات بالقتل مرتين خلال مسيرته، الأولى كانت في ختام فترة لعبه مع روما الإيطالي، إذ تردد آنذاك أنه وصلت إليه رسائل تهديد من بعض جماهير «الألتراس» بسبب اقترابه من الرحيل عن «قلعة الذئاب»، وبعد سنوات طويلة زعمت وسائل الإعلام المصرية أن «الفرعون» تعرض لتهديد من أحد الأشخاص خلال تواجده بفندق إقامة المنتخب المصري في السنغال، قبل مواجهتهما في المرحلة النهائية بتصفيات مونديال 2022، ويتذكر البعض في مصر أن اللاعب الدولي المعتزل، حسني عبد ربه، تعرض لتهديد جماهيري كبير في عام 2007 عقب الكشف عن اتفاق انتقاله من نادي الإسماعيلي إلى الأهلي، ووقتها تحركت جماهير «الدراويش» حاملين «نعشاً» وتوجهوا به نحو منزل عبد ربه، لكن الأمور انتهت بسلام!
الكرة اللاتينية ارتبطت دون غيرها بقصص متعددة وغريبة في هذا الصدد، تعلقت ب«الساحر» الراحل مارادونا، إذ تعرضت اللاعبة الإسبانية، باولا دابينا، لتهديدات بالقتل وكسر ساقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد رفضها الوقوف دقيقة حداداً على روح الأسطوري الأرجنتيني، حيث جلست على الأرض ووجهت ظهرها نحو الكاميرات، بملعب مدينة أبيجوندو الرياضية قبل مباراة ودية لفريقها بياخيس إنترياس أمام سيدات ديبورتيفو لاكورونيا، والمثير أن الأشخاص الذين التقطوا صوراً «سيلفي» مع نعش مارادونا، واجهوا حالة غضب عارم أيضاً من عشاق «ساحر التانجو» وتلقوا تهديدات بالقتل من قاطني الأحياء التي يقيمون فيها، وعادت كولومبيا للظهور مرة أخرى في صورة كارلوس سانشيز، الذي حصل على بطاقة حمراء أمام اليابان في مرحلة مجموعات «مونديال 2018»، ووصلته تهديدات بالقتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجرى تحقيقاً شرطياً للقبض على الجناة خوفاً من تكرار «مأساة 1994».
وبسبب سهولة الوصول إلى حسابات النجوم والتواصل معهم، باتت التهديدات متكررة ومنتشرة في كثير من الدول، حيث استقبل الحارس الإنجليزي جوردان بيكفورد رسائل تهديد بعد تسببه في إصابة الهولندي فان دايك نجم ليفربول قبل بضع سنوات، مما اضطره لاستئجار حارس شخصي، وتكرر الأمر مع البرازيلي فيرناندينيو بعد تسجيله هدفاً «بالخطأ» في مرماه أمام بلجيكا في كأس العالم بروسيا، التي شهدت نفس الواضعة مع الحارس الأرجنتيني كاباييرو، وكان سيرجيو راموس قد زعم تلقيه تهديدات مماثلة بعد واقعة الإصابة مع المصري صلاح في نهائي دوري الأبطال 2018!
