عدد اليوم
دبي (الاتحاد)
كشف استبيان حديث شمل رؤساء تنفيذيين ومؤسسات استثمارية عالمية، عن توافق كبير في الآراء حول انحسار وتيرة العولمة، مع مُضي الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون في صياغة خطط أعمالهم للعام 2023.وأكد الاستبيان الذي أعدته شركة تينيو العالمية المُتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية لكبار المسؤولين التنفيذيين، وشمل أكثر من 300 من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية مُدرجة وكبرى المؤسسات الاستثمارية، أن هناك بعض الإجراءات التي يتخذها قادة الشركات في مواجهة قوى التغيير الجذري، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية والسياسية والبيئة والحوكمة والاستدامة والمواهب البشرية والابتكار.
وتعليقاً على نتائج الاستبيان، قال بول كيري، الرئيس التنفيذي لتينيو :" "إن درجة التعقيد وعدم اليقين الذي يواجه الرؤساء التنفيذيين حول العالم وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يضع الحجم الهائل للقضايا الكلية عبئا إضافياً على كاهل الشركات التي تتخذ خطوات للسيطرة على مصيرها وسط عالم يتسم وبشكل كبير بانحسار العولمة، والمتوقع أن تخلق تلك الديناميكيات فرصًا للشركات التي تتمتع بالبراعة والحسم في اتخاذ القرار."
من جانبها قالت أورسولا بيرنز رئيسة مجلس إدارة تينيو: "من المهم اليوم، أكثر منه في أي وقت مضى، أن يدرك الرؤساء التنفيذيون وبوضوح كيف ينظر المستثمرون إلى المسار الكلي للاقتصاد العالمي، وما يتوقعه السوق منهم كنتيجة لذلك. فالأساليب التقليدية لم تعد سارية اليوم. ومن دون شك سيكون هناك في بيئة العمل الجديدة خاسرون ورابحون، وسيكون النجاح حليف من هم أقدر على التأقلم بسرعة وفعالية."
وحول آفاق الاقتصاد الكلي، أكدت نتائج الاستبيان أن توقعات كبار الرؤساء التنفيذيين تتسم بالسلبية حيال المناخ الاقتصادي في النصف الأول من العام 2023، حيث يتوقع 73% منهم أن تسوء الظروف الاقتصادية. لكن توقعات المستثمرين من جانبها اتسمت عموماً بالتفاؤل، إذ يتوقع 76% تحسن الظروف.
وفيما يتعلق انحسار العولمة، أشارت النتائج إلي أن 86% من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين يتفقون على أن انحسار العولمة بات واقعاً ملموساً للاقتصاد العالمي، حيث يعتقد قرابة النصف منهم أن مفهوم العولمة بدأ بالفعل في الانحسار وبأن هذا الواقع سيكون له عظيم التأثير.
وكشفت نتائج الاستبيان فيما يتعلق بالابتكار أن الرؤساء التنفيذيون يؤمنون بأهمية الاستثمار في نطاق واسع من أوجه التكنولوجيا الخلاقة القادرة على إحداث تغيير جذري، حيث يتخذ الرؤساء التنفيذيون نهجاً أميل للتحفظ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعملات المشفرة والميتافيرس حيث يفضل الغالبية العظمى من الرؤساء التنفيذيين توخي شديد الحذر وتجنبهما.
وفيما يتعلق بالبيئة والاستدامة والحوكمة، أكدت النتائج أنه بالرغم من مخاوف الركود الوشيك، إلا أن 15% من الرؤساء التنفيذيين يولون الاستثمار في معايير البيئة والاستدامة والحوكمة أهمية أكبر من أداء الأعمال ضمن أولوياتهم، كما يعمل ما يزيد على 60% من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين (خاصة في أسيا وأوروبا) على خلق التوازن بين أداء الشركة وبين التزاماتها المتعلقة بالبيئة والاستدامة والحوكمة.
كما يعتقد واحد من كل خمسة رؤساء تنفيذيين للشركات الكبرى أنهم غير مستعدين بشكل كاف لمجابهة ما يمكن أن ينشأ من قضايا اجتماعية جدلية.
وأشارت النتائج النهائية للاستبيان الكادر البشري إلي أن 28% فقط من الرؤساء التنفيذيين أكدوا أن فريقهم التنفيذي الحالي يمثل مفاهيم وتوجهات الأجيال المستقبلية، فيما اختلفت رؤى الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين كلياً حول المهارات المطلوبة للجيل القادم من الرؤساء التنفيذيين.
