عدد اليوم
رشا طبيلة (أبوظبي)
المدن الذكية... مصطلح يتنقل بين أروقة معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل من خلال أجنحة تقدم خدمات وحلولاً وبيانات وتحديد التحديات لدعم بناء المدن الذكية، سواء بحلول تكنولوجية أو إنشائية أو بيئية.
فما هي المدن الذكية...«الاتحاد» التقت عدداً من المشاركين والخبراء للتعرف على المدن الذكية، وما هي العناصر لبناء المدن الذكية، فالمدن الذكية هي منظومة متكاملة تنجم عن القدرة على إدخال التكنولوجيا في الحياة اليومية لتحسين جودة الحياة وكفاءة العمليات وتتسم بالمرونة لتبني أحدث الحلول والتقنيات بالمستقبل.
وبحسب الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، فإن المدينة الذكية المستدامة هي مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والثقافية.
يقول جهاد صادق المدير التنفيذي ومؤسس شركة فورتيجارد «إن المدن الذكية هي قدرتنا على إدخال التكنولوجيا في العمليات اليومية المدنية والحضرية».
ويضيف «هدفنا كشركة هو قدرتنا على التعامل مع أجهزة الاستشعار والبرامج التي تحلل البيانات حيث يتم جمع البيانات لإيجاد مجمع من الحلول والقياسات التي نحدد من خلالها ما هي التحديات والمشاكل في المدينة بهدف الوصول إلى الحلول لتلك التحديات».
ويؤكد «هدفنا أن نسهل العمليات ونسهل على صانع القرار اتخاذ القرار للتحسين من حياة البشر في المدينة».
يشير صادق «نحن في الشركة لدينا رؤية متعلقة بالمدن الذكية وهي تخفيض درجة حرارة المدينة بين 5 إلى 10 درجة حيث إن تخفيض درجة الحرارة ليس فقط له فوائد على البشر من جانب إنساني بل يقلل من استهلاك الطاقة التي نحتاجها لتبريد المباني والتقليل من الانبعاثات الكربونية والتقليل من كلف الصيانة».
منظومة تكنولوجية
ويضيف «أوجدنا منظومة تكنولوجية تبدأ بجمع بيانات الحرارة من رطوبة وضغط من خلال حصر الحرارة في الأماكن التي يوجد فيها احترار مدني ومن جانب آخر نقوم بتركيب أجهزة استشعار على أسطح السيارات مثل ما قمنا بسيارات مدينة «مصدر» لجمع البيانات وعن طريق أيضاً الطائرات من غير طيار لجمع البيانات ليتم جمع أكبر عدد من البيانات لبناء قاعدة بيانات الحرارة في الدولة وذلك حتى يستطيع صناع القرار معرفة أماكن الاحترار وكيفية معالجته».
ويؤكد صادق أن المدينة الذكية تتألف من خمسة عناصر تعمل بمنظومة متكاملة وهي الشركات من شركات خاصة وعامة تخدم المدينة وصناع القرار مثل البلديات ودوائر النقل والطرق والبيئة وغيرها، والشركات الناشئة التكنولوجية التي تزود المدينة بأحدث التكنولوجيا، فضل عن المستهلك الذي يعد عنصراً مهماً لا يتجزأ من كيفية الوصول لمدن ذكية، وتسخير الذكاء الاصطناعي للوصول لبيئة مستدامة.
ويضيف، تلك العناصر عند العمل مع بعضها بعضاً تقدم حلولاً ذكية تحسن من حياة البشر والعمليات الموجودة داخل المدينة وتخفض من استهلاك الطاقة .
جودة الحياة
ويقول جوناثان إيمري الرئيس التنفيذي لشركة «الدار للتطوير» حول مساهمة القطاع العقاري في إنشاء مدن ذكية وتحسين من جودة الحياة، يقول: السؤال المهم الذي نطرحه هو كيف نحسن من جودة حياة الناس حيث نحن كمطورين نهدف إلى التركيز على بناء مجتمعات كبيرة وكيفية التفاعل ضمن هذه المجتمعات والانتماء لها من خلال وجود كافة الخدمات التي تسهل على الناس وتبني الاستدامة وآخر التقنيات الذكية مثل أنظمة المياه والإضاءة.
ويؤكد إيمري، رؤيتنا تتمثل في كيف نريد أن نعيش حياتنا فلدينا خطط متطورة للمباني الذكية حيث إن المبنى الذكي هو قدرته على توصيل المعلومات في حال حصل أي خلل والاستجابة السريعة لذلك وأن تكون مزودة بتكنولوجيا ذكية بتكاليف مناسبة، إضافة إلى قدرة تلك المباني على التكيف مع تنبؤات وتغيرات المستقبل حيث نرى العملاء في الوقت الراهن يقيمون تجربة العيش في كيفية عمل البناء وكلفة العمليات ووصول الخدمات بسرعة .
ويؤكد، القضية المهمة في مجال المدن المستدامة والذكية هي إنشاء مبانٍ تتميز بالمرونة لتتكيف مع التغيرات والتطورات المستقبلية ونحن نطبق ذلك على مشاريعنا.
المركز الأول
وتصدرت أبوظبي في المركز الأول كأذكى مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام 2021 للمرة الثانية على التوالي، وفق مؤشر IMD السنوي للمدن الذكية الذي يُصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا، بالتعاون مع جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم (SUTD).
مستقبل الطاقة
يقول ديون كولير رئيس تطوير السوق في شركة «جي اتش دي جلوبال»، إن المدن الذكية هي جزء آخر من الاستدامة ومستقبل الطاقة فهي مدن تعتمد على البيانات لتحسين جودة الحياة والخدمات في المدينة وهي مدن تتبنى الذكاء الاصطناعي وأتمتة الخدمات والإجراءات والبحث عن أفضل الأوقات لاستهلاك الطاقة والمياه وأفضل أوقات للتنقل وكيفية تجهيز وتصميم المدينة لتتكيف مع المستقبل والتوسعات المستقبلية وبناء أبنية ذكية تتسم بالمرونة العالية لمواكبة التطورات التكنولوجية وتبني أحدثها للمستقبل.
ويؤكد «التخفيض من استهلاك الطاقة والحرارة والمياه والهواء النظيف جزء لا يتجزأ من المدينة الذكية أيضاً».
ويقول ماسيج جاسينيكا رئيس المبيعات في سركة «جي بي امبيديت» البولندية «نختص في تقدم حلول قطاع الاتصالات والتكنولوجيا حيث نوفر للمصنعين منتجاتنا التي هي جزء من تنويع الأنظمة والتطبيقات الذكية ما يسهم في تقديم الحلول للمدن الذكية».
