الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حسين الميزة.. رائد الصيرفة الإسلامية

حسين الميزة
26 ديسمبر 2021 00:09

يوسف العربي (دبي)

رجل الأعمال حسين الميزة ولد في جزيرة دلما التي تعتبر من أعرق التجمعات البشرية الدائمة والمعروفة في الدولة والتي تبعد نحو 30 كيلو متراً عن ساحل إمارة أبوظبي، لأب يعمل في الصيد والغوص.
وقبل الاتحاد وفي سن السادسة عشرة انتقل إلى منطقة ديرة في دبي، حيث تربى على قيم الإيثار والمبادرة والتحمل التي تعلمها من مجالس الشيوخ المؤسسين، والرواد الأوائل من رجال وقادة الأعمال.
عاصر النهضة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية، راصداً المتغيرات الهائلة التي شهدتها الساحة المحلية في شتى القطاعات، والتي استندت إلى رؤية ثاقبة لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما من الآباء المؤسسين.
إنه رائد الأعمال والصيرفة الإسلامية والتأمين التكافلي حسين محمد سالم الميزة، أحد مؤسسي شركة إعمار العقارية، وشركة إعمار للخدمات المالية، وشركة أملاك للتمويل، وشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين- أمان» والمشار ك في تأسيس إدارة «مصرف السلام» في جمهورية سيشيل و«مصرف السلام - البحرين»، ومصرف «السلام – السودان»، و«مصرف السلام – الجزائر».

مدارس حقيقية
يقول الميزة: إن مجالس الشيوخ ورواد الأعمال الأوائل شكلت بالنسبة له ولجيله مدرسة للحياة لغرس قيم الإيثار والمبادرة والتحمل وفنون القيادة، وهي المجالس التي أثمرت رجالاً وقادة شكلوا نواة لبناء نهضة الوطن.
ويرى أن هذه المجالس بما تضمنته من عرض المشكلات واقتراح الحلول وإصدار الأوامر، وسط حضور كبار المسؤولين والتجار، ساهمت في تكوين وعيه المعرفي، وتوسيع مداركه وطموحاته بشكل مبكر.
ويستكمل الميزة أنه من بين أهم المجالس التي اعتاد حضورها في دبي مجلس الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ومجلس سعيد أحمد لوتاه، منشئ أول بنك إسلامي في العالم «دبي الإسلامي».

وفي إمارة أبوظبي، قال الميزة إنه استقى الكثير من المعرفة والخبرات من خلال حضور مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومجلس سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، ومجلس الراحل الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، ومجلس الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.
وقال: إن مجالس الأحياء المقامة حالياً في العديد من المناطق السكنية في أبوظبي، ودبي، والشارقة، تسهم في تحقيق التواصل المباشر مع الأهالي والتعرف على آرائهم ونشر الوعي وتثقيف أبناء المجتمع.
ودعا أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم وأحفادهم اليافعين على حضور المجالس العامة، والاستفادة من التجارب والخبرات وتعلم فنون الخطابة، والمساهمة الفعالة في المناقشات المثمرة.

نهضة شاملة
يقول الميزة: إن ما شهدته الإمارات من نهضة شاملة غطت شتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية كانت ثمرة لرؤية ثاقبة لولاة الأمر من الآباء المؤسسين وأبنائهم الذين أكملوا المسيرة على أكمل وجه.
وانطلاقاً من معاصرته لفترتي ما قبل الاتحاد وما بعدها، يرى الميزة أن ما حققته الدولة من نجاحات لم يسبق لها مثيل في أي مكان في العالم، حيث شهدت الدولة أسرع وأعظم نهضة شاملة خلال فترة وجيزة.
ويضيف أن الصور والذكريات المحفورة في العقول تعكس حجم الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الخمسين عاماً الماضية، حيث تتبوأ الإمارات موقع الريادة في مجالات النهضة العمرانية والتكنولوجيا والفضاء والتعليم، وغيرها من المجالات الحيوية التي يقاس عليها تقدم المجتمعات في عالمنا المعاصر.

الصيرفة الإسلامية
ويقول الميزة إنه بعد تخرجه في كلية التجارة والأعمال في جامعة بيروت العربية التحق للعمل في بلدية دبي براتب 800 درهم، حيث كانت البلدية تتولى إدارة معظم الأمور التنظيمية في إمارة دبي، بما في ذلك الرخص التجارية والتنظيمية والطرق والمواصلات، وهو الأمر الذي ساعده على الاحتكاك بمختلف فئات المجتمع.
ويشير الميزة إلى تأثره في تلك المرحلة بقيادات البلديات السابقين في إمارات الدولة ومن أبرزهم كمال حمزة، في بلدية دبي، وأحمد عوض الكريم في بلدية أبوظبي، والمهندسان المعماريان عبدالرحمن حسنين مخلوف، وعزمي أبوطالب، المديران السابقان لدائرة التخطيط في أبوظبي.
واستمر الميزة في عمله في بلدية دبي حتى عرض عليه سعيد أحمد آل لوتاه، العمل في بنك جديد في ذلك الوقت يحمل اسم «بنك دبي الإسلامي» براتب 1200 درهم، فقبل الميزة العرض المقدم من دون تردد، فطالماً اتخذ من لوتاه قدوة له في مجال ريادة الأعمال.

ويذكر الميزة أنه كان أول موظف إماراتي في بنك دبي الإسلامي الذي يعد الأول من نوعه في العالم، حيث تنقل بين مختلف المواقع في البنك، من الصرافة والشؤون الإدارية والحسابات العامة وقسم الاعتمادات وغيرها، ليكون شاهداً على نمو الأعمال للبنك.
ومع افتتاح بنك دبي الإسلامي لفرعه الأول عام 1980 في منطقة سوق مرشد في دبي، تولى الميزة إدارة الفرع الجديد حتى تم تكليفه بالإشراف على تأسيس وإدارة أول فرع للبنك في إمارة أبوظبي في العام 1982، واستمر في العمل بالإمارة لمدة 18 عاماً ليشهد من خلال موقعه المصرفي تطور النهضة العمرانية بالإمارة، بفضل الرؤى والخطط الحكومية الطموحة التي ركزت على تمكين المواطنين ومساعدتهم على تملك بيوتهم الخاصة.
ونوه بأن الرؤية الحكومية للتطور العمراني في إمارة أبوظبي أتاحت للبنوك لعب دور بارز في تعزيز النهضة العمرانية في إمارة أبوظبي وباقي أنحاء الدولة، حيث انخرطت في توفير التمويلات العقارية طويلة الأمد.
وتدرج الميزة بعد ذلك في المناصب داخل البنك ليشغل موقع المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الحكومية، والمدير العام بالإنابة، والمدير الإقليمي بأبوظبي مع رئاسة الوفود الممثلة في الكثير من المؤتمرات والمحافل الدولية والمشاركة في وفود الدولة في اجتماعات البنك الإسلامي للتنمية الدولية.

التأمين التكافلي
ومع تأسيس شركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين «أمان»، برأسمال 60 مليون درهم تولى الميزة منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة حتى العام 2012.
ويقول الميزة إنه كان ولايزال تواقاً دائماً للعمل المصرفي، حيث أسس أول مصرف إسلامي إماراتي في السودان في العام 2004، كما شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة البنك، تم خلالها إدراجه في البورصة كشركة مساهمة سودانية.
وأضاف أنه خلال العام 2006 ساهم في تأسيس مصرف السلام – البحرين برأسمال 1.2 مليار درهم، متذكراً أنه عند طرح البنك للاكتتاب حظي بتغطية بلغت 63 مرة، حيث كانت قيمة الحصة المطروحة 420 مليون درهم، فيما تم تحصيل 28 مليار درهم.
ويتذكر أنه في العام 2008 شارك في تأسيس مصرف السلام – الجزائر، حيث بدأت المحادثات خلال زيارة استكشافية لفرص الاستثمار هناك، والتي تكللت بالحصول على ترخيص من المصرف المركزي للجزائر.
وحول معاصرته لتأسيس شركة إعمار العقارية، قال الميزة: إن الشركة حققت نجاحات منقطعة النظير منذ بداية انطلاقتها وحتى الآن، لتصبح حالياً نموذجاً عالمياً عصياً على التكرار، من خلال تطويرها معالم فريدة من نوعها.

العملات المشفرة
وقال الميزة إنه يعكف في الوقت الراهن مع عدد من الجهات على طرح عملة مشفرة إسلامية، حيث يشهد هذا القطاع زخماً كبيراً في ظل وجود ما يزيد على 8000 عملة مشفرة، منها 56 عملة إسلامية. وتوقع طرح الشركة المتخصصة في إطلاق العملة المشفرة الجديدة خلال العام 2022 لتقدم تجربة رقمية ثرية.

حسين الميزة.. رائد الصيرفة الإسلامية
حسين محمد سالم الميزة رائد الأعمال والصيرفة الإسلامية والتأمين التكافلي، أحد مؤسسي «شركة إعمار العقارية»، و«شركة إعمار للخدمات المالية»، و«شركة أملاك للتمويل»، و«شركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين- أمان».
- ساهم في تأسيس إدارة «مصرف السلام» في جمهورية سيشيل وتولى رئاسة مجلس إدارته، كما ساهم في تأسيس «مصرف السلام - البحرين»، ومصرف «السلام – السودان»، و«مصرف السلام – الجزائر»، كما تولى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التنفيذية لدى المصارف الثلاثة المشار إليها، بالإضافة إلى موقعة السابق عضواً منتدباً ورئيساً تنفيذياً لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين أمان.
- تولى رئاسة «شركة نواة للاستثمار»، و«أميتي للخدمات الطبية» ونائب رئيس مجلس إدارة «مؤسسة ليدر كابيتال»، وعضو مجلس إدارة «المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية».
- تقلد العديد من المناصب في «بنك دبي الإسلامي» وهي: الرئيس التنفيذي لإدارة الخدمات المصرفية للمؤسسات والشركات الحكومية، والمدير العام بالإنابة، والمدير الإقليمي بأبوظبي، ومدير فرع دبي.
- رئيس مجلس إدارة مركز إدارة السيولة «LMC» في مملكة البحرين.
- حصل على جائزة ذي بانكر الإسلامية للعام 2006 في «المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية» في البحرين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©