الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سهيل المزروعي خلال مؤتمر بدبي: سوق النفط يشهد فائضاً في المعروض الربع الأول 2022

سهيل المزروعي يتحدث خلال مؤتمر أسبوع النفط بدبي (وام)
9 نوفمبر 2021 00:56

حسام عبدالنبي (دبي)

أكد معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، ضرورة عدم استباق الأحداث ومطالبة «أوبك بلس» بزيادة إنتاج النفط نظراً للارتفاعات الحالية في الأسعار، مرجعاً ذلك إلى توقعات بوجود فائض في المعروض من الخام بالأسواق العالمية خلال الربع الأول من العام المقبل.
وأوضح، في تصريحات للصحفيين، على هامش فعاليات أسبوع النفط الأفريقي بدبي أمس، أن الربع الأول من أي عام عادة ما يشهد تباطؤاً في الطلب على النفط ما يعني أن المعروض من الخام في الأسواق العالمية سيكون كافياً، مؤكداً ضرورة تحقيق التوازن المنشود بين العرض والطلب.
وقال المزوعي، إن أسعار مصادر الطاقة الاحفورية سجلت ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الماضية، وكان النفط أقل هذه المصادر ارتفاعاً نظراً لوجود تحالف «أوبك بلس» والزيادات المستمرة التي أضافها من الإنتاج إلى الأسواق.
وأضاف، أن توصل «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاء، إلى اتفاق بشأن زيادة إنتاج النفط تدريجيًا بمقدار 400 ألف برميل يوميًا على أساس شهري بدءًا من أغسطس الماضي، تمت مناقشته بشفافية وهو مبنى على أسس علمية ووفق قراءة احتياجات الدول والأسواق العالمية.

توازن العرض مع الطلب
وقال المزروعي: «الأرقام تظهر أنه إذا استمررنا في تزويد العالم بالزيادة المقررة في سقف الإنتاج بواقع 400 ألف برميل شهرياً سيحدث زيادة في العرض خلال الربع الأول من العام المقبل»، منوهاً بأن استدامة توازن العرض مع الطلب في أسواق النفط العالمية يساعد دول «أوبك بلس» عن طريق ضخ استثمارات جديدة في هذا القطاع الحيوي.
ورداً على سؤال عن قرار الولايات المتحدة الأميركية باستخدام المخزون الاستراتيجي من النفط «إس بي أر» لضخ كميات إضافية من الخام، أجاب المزروعي: هذا القرار ليس بجديد وقد تمت مناقشته في شهر أغسطس الماضي، ولم يكن رد فعل على توجهات «أوبك بلس»، موضحاً أن «الولايات المتحدة مستمرة في تلك الخطة إلى شهر ديسمبر وربما إلى عام 2025 وهو أمر اعتدنا عليه».
وشدد في الوقت ذاته على أن: المهم هو توازن العرض والطلب، وأن نشجع الاستثمارات الجديدة في قطاع النفط خاصة وأن بعض الدول بدأت في فقدان قدرتها في الحفاظ على الأسقف الإنتاجية التي تم تحديدها مسبقاً ولذا فمن الضروري وجود استثمارات جديدة حتى تعود إلى مستويات الإنتاج التي كانت عليها قبل جائحة «كوفيد -19». 

تمديد الاتفاقية
وتوقع المزروعي، أن تستمر الزيادة في سقف الإنتاج إلى شهر سبتمبر 2022 بعد موافقة دول «أوبك بلس» على تمديد اتفاقية إنتاج النفط حتى 31 ديسمبر 2022، بدلًا من أبريل من العام ذاته، كاشفاً أن زيادة الإنتاج سوف تستمر إلى أن يتم استرجاع الكميات التي تم تخفيضها من الإنتاج في السابق للتعامل مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط وتراجع الطلب في وقت أزمة «كوفيد-19»
وأكد أن الإمارات استثمرت في قطاع النفط ولديها كميات إضافية تستطيع أن تضخها في الأسواق عند الحاجة، لكن من الضروري أن تنتج تلك الكميات في ضوء تحالف «أوبك بلس» وألا تخرج دولة الإمارات أو أي دولة أخرى عن التحالف لأنه الجهة الوحيدة المنظمة للعرض والطلب.
وبرهن على أهمية «أوبك بلس»، بعدما قفزت  أسعار الغاز الطبيعي والفحم بسبب عدم وجود جهة منظمة للسوق، ولذلك فإن الوضع في سوق النفط أفضل كثيراً لأن أولويات التحالف هي المحافظة على توازن السوق.وأعرب في الوقت ذاته عن ثقته في قدرة «أوبك بلس» على زيادة سقف الإنتاج في حالة وجود ضرورة لذلك لاسيما وأن الدول الأعضاء تجتمع بصفة شهرية للنظر إلى حيثيات السوق وكذلك وضع الأزمة الصحية في العالم وللتأكد من وجود توازن بين العرض والطلب في سوق النفط، وهي عملية ليست سهلة. 

أهمية أفريقيا
وخلال كلمته الافتتاحية لفعاليات أسبوع النفط الأفريقي، أكد معالي سهيل المزروعي أن أفريقيا قارة مهمة جداً بالنسبة إلى دولة الإمارات.
وقال، إن الإمارات راعت وجود ربط بينها وبين القارة الأفريقية عبر الربط الكهربائي بين مصر والإمارات والذي يجعل من مصر بوابة للربط بين الإمارات والقارة السمراء.
وشدد على ضرورة وجود ربط في شبكات إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة المختلفة بين الدول الأفريقية لضمان استدامة مصادر الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الهدر في الإنتاج ومن ثم تصدير الفائض لدول العالم في ظل تزايد الاحتياج العالمي لمصادر الطاقة.

شراكات في مجال الطاقة
قال السفير ألبرت موشانجا، مفوض الاتحاد الأفريقي للتنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والتعدين، إن تنظيم أسبوع النفط الأفريقي يأتي في وقت مهم حيث تتجه جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الطاقة، نحو التعافي من آثار جائحة كوفيد-19.
وأضاف، أن الاقتصاد الأفريقي شهد تحولاً كبيرًا بسبب هذه الأزمة العالمية، لذا، من الضروري تسريع انتعاش قطاع النفط والقارة بشكل عام، منبهاً أنه لتحقيق ذلك، نتطلع إلى عقد شراكات مع مؤسسات ودول ذات خبرات واسعة وراسخة مثل دولة الإمارات.
واختتم موشانجا، بالتأكيد على أهمية تطوير سياسات قوية في مجال التجارة لاستقطاب شركاء الطاقة من دولة الإمارات الذين يتطلعون إلى تمويل قطاع الطاقة في أفريقيا، والاستفادة من الإمكانات الهائلة غير المستغلة التي تمتلكها القارة.
وشهدت فعاليات اليوم الأول من «أسبوع النفط الأفريقي» حضور أكثر من 1500 مشارك من مختلف أنحاء العالم. كما شهد الحدث، الذي يعقد للمرة الأولى في دولة الإمارات ويستمر لأربعة أيام، مشاركة 30 رئيس مؤسسة حكومية من قارة أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى وفود رفيعة المستوى تضم مديرين تنفيذيين من بعض أكبر شركات النفط والغاز العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©