الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاندماجات تقود لانطلاقة جديدة بقطاعي الطاقة والصناعة في أبوظبي

الاندماجات تقود لانطلاقة جديدة بقطاعي الطاقة والصناعة في أبوظبي
25 يوليو 2021 01:00

سيد الحجار (أبوظبي)

توسعت الشركات الوطنية في أبوظبي، لاسيما العاملة بقطاعي الصناعة والطاقة، في توحيد أعمالها، وإتمام صفقات استراتيجية للاندماج والاستحواذ، وتوقيع اتفاقيات وشراكات تكاملية، ما يسهم في تحقيق نقلة نوعية بالاقتصاد الوطني، وتعزيز تنافسيته، ودعم النمو الاقتصادي بالدولة. مع تأسيس كيانات اقتصادية عملاقة، قادرة على المنافسة العالمية.
شهدت الفترة الأخيرة الإعلان عن عمليات اندماج واستحواذ وتوحيد أعمال بين شركات عدة، ما يسهم في تأسيس كيانات اقتصادية عملاقة، قادرة على المنافسة العالمية، في مجالات عدة منها، تجارة الأغذية والمشروبات الاستهلاكية، والزراعة، ومواد البناء وصناعة الحديد، وصناعة الأدوية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات متكاملة في مجال الهندسة والمشتريات والتشييد والنفط والغاز والخدمات البحرية، والطاقة.
وقال مسؤولون وخبراء اقتصاديون لـ «الاتحاد»: إن جائحة كورونا فرضت تحديات متنوعة على مختلف القطاعات الاقتصادية، ما يتطلب اهتمام الشركات بتقوية أعمالها، وخفض التكاليف، موضحين أن الاندماجات توفر فرصاً واعدة أمام الشركات الإماراتية لتعزيز موقعها المالي ومرونتها التشغيلية.
 وبحسب تقرير المؤشر العالمي لثقة رأس المال من إرنست ويونغ الصادر خلال شهر أبريل الماضي، ينتظر أن تشكل صفقات الاندماج والاستحواذ خياراً استراتيجياً مفضلاً للشركات التي تتطلع إلى تسريع وتيرة النمو في مرحلة ما بعد كورونا، وتعتزم 37% من الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسريع نشاط الاستحواذ في غضون الأشهر الاثني عشر المقبلة.

مواد البناء
ونهاية شهر يونيو الماضي، أعلنت «أركان لمواد البناء» عن موافقة مجلس إدارتها على المضي قدماً في صفقة استراتيجية للاستحواذ على شركة حديد الإمارات.
وقرر مجلس إدارة «أركان» توصية مساهمي الشركة بالموافقة على العرض الذي تلقته من الشركة القابضة العامة («صناعات») بتاريخ 9 مايو للاستحواذ على «حديد الإمارات»، المملوكة بالكامل لـ «صناعات».
وأكدت «أركان» أن صفقة الاستحواذ على «حديد الإمارات» تسهم في تسريع طموحات الشركة، عبر توحيد أعمال اثنتين من أبرز شركات القطاع في دولة الإمارات، وتساعد بالتالي في توسيع محفظة منتجاتها وزيادة مبيعاتها بشكل كبير.

الإنشاءات البترولية
وأكدت شركة الجرافات البحرية الوطنية خلال شهر فبراير الماضي، أنها أتمت قانونياً عملية توحيد أعمالها مع شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، وذلك بعد تصويت المساهمين في 14 ديسمبر 2020 والحصول على جميع الموافقات التنظيمية المطلوبة.
ويسمح توحيد أعمال الشركتين بإنشاء واحدة من المؤسسات الرائدة والمتكاملة في مجال الهندسة والمشتريات والتشييد والنفط والغاز والخدمات البحرية، وستتيح الصفقة تنويع إيرادات المجموعة الموحدة التي ستكون قادرة من خلال توحيد المنصات على استغلال فرص النمو المتاحة في دولة الإمارات والأسواق الإقليمية الرئيسية، وستتمتع بقدرات لافتة تشمل كامل سلسلة القيمة لدعم خطط التوسع المستقبلية.

صناعة الأغذية
ومطلع العام الحالي، أعلنت «مجموعة أغذية»، عن إتمام الصفقة الاستراتيجية لتوحيد الأعمال مع شركة «الفوعة»، والتي تعتبر أكبر شركة لإنتاج وتعبئة التمور على مستوى العالم.
وبتوحيد أعمال «الفوعة» ضمن «مجموعة أغذية» كوحدة عمل استراتيجية، تصبح المجموعة الموحدة من الشركات المحلية الرائدة في أربع فئات رئيسة في الأغذية والمشروبات، وهي الماء، والتمور، والدقيق، والأعلاف الحيوانية، بالإضافة إلى توسيع انتشارها العالمي ضمن فئة التمور. 
وشهدت الصفقة، والتي اقترحتها بدايةً الشركة القابضة العامة «صناعات» على مجلس إدارة «أغذية» في أكتوبر 2020 وحصلت على موافقة مساهمي المجموعة في نوفمبر 2020، قيام «صناعات» بتحويل أعمال «الفوعة» - باستثناء مزرعتها للتمور العضوية في مدينة العين- إلى مجموعة «أغذية» مقابل قيام الأخيرة بإصدار سندات قابلة للتحويل إلى 120 مليون سهم عادي في «أغذية» لمصلحة «صناعات». 
وبالتالي، باتت «صناعات» تملك ما نسبته 59.17% من إجمالي الأسهم المصدرة لـ«أغذية» مقارنة بحصة الـ51% التي كانت تملكها قبل إبرام الصفقة.

الكهرباء والمياه
وخلال شهر يوليو من العام الماضي، أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، عن إتمام صفقة اندماجها مع مؤسسة أبوظبي للطاقة لتثمر هذه العملية عن إنشاء واحدة من كبرى شركات المرافق في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.
وتنص الصفقة، التي طرحتها مؤسسة أبوظبي للطاقة على مجلس إدارة «طاقة» في فبراير 2020، وحصلت على موافقة مساهمي «طاقة» في أبريل 2020، على تحويل ملكية معظم شركات وأصول توليد ونقل وتوزيع المياه والكهرباء التابعة لمؤسسة أبوظبي للطاقة إلى شركة «طاقة» مقابل إصدار الأخيرة 106.37 مليار سهم جديد لصالح مؤسسة أبوظبي للطاقة.
ونتج عن تلك الصفقة تحويل معظم أصول توليد ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه في أبوظبي إلى شركة «طاقة»، الأمر الذي جعل «طاقة» واحدة من أكبر شركات المرافق المتكاملة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وإحدى أكبر الشركات المدرجة في السوق المالي في دولة الإمارات من حيث القيمة السوقية.

تبريد وإعمار
وخلال شهر أبريل 2020، وقعت الشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد» اتفاقية مع شركة «إعمار العقارية»، استحوذت من خلالها «تبريد» على حصة تبلغ 80% من نشاط «إعمار» لتبريد منطقة وسط مدينة دبي مقابل 2.48 مليار درهم (675 مليون دولار)، على أن تحتفظ «إعمار» بنسبة 20%.
وبنهاية 2020، كشفت «تبريد» عن استحواذها على شركتي السعديات كولينج، والتي تمتلك أغلبيتها شركة الدار العقارية، والسعديات لتبريد المناطق شركة الشخص الواحد، المملوكة بالكامل لشركة الدار العقارية، في اتفاقية قيمتها 963 مليون درهم، من خلال إقامة شبكة مترابطة من محطتي التبريد، مع إمكانية لإقامة محطة ثالثة عند زيادة الطلب على الجزيرة في المستقبل.

خدمات لوجستية
وخلال شهر سبتمبر 2020، أعلنت موانئ أبوظبي، التابعة لـ «القابضة» (ADQ)، عن استحواذها على شركة «ميكو للخدمات اللوجستية»، التي تعد من أوائل مؤسسي قطاع الخدمات اللوجستية في أبوظبي وضمها إلى محفظة أعمالها.
ويتيح ضم «ميكو» توسيع نطاق أنشطة الشركة لتشمل قطاعات حيوية مثل التجزئة وخدمات التوصيل الإلكترونية والسلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية والدواء، كما تضمن لها الاحتفاظ بصدارتها كمزود رائد للخدمات اللوجستية لقطاع الطاقة الحيوي بفضل الخبرات والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها ميكو في هذا القطاع.

زراعة وأغذية
وخلال شهر يونيو 2020، أعلنت «القابضة» (ADQ)، عن التوصل إلى اتفاق للاستحواذ على 50% من شركة الظاهرة، العاملة في المجال الزراعي والمتخصصة في منتجات الأعلاف والسلع الغذائية الأساسية.
وتتواجد «الظاهرة» في أكثر من 20 دولة وتلبي منتجاتها احتياجات أكثر من 45 سوقاً حول العالم، كما يعمل بالشركة خمسة آلاف موظف. 
كما أعلنت «القابضة» (ADQ)، خلال شهر نوفمبر الماضي، عن توقيع اتفاقية لاستحواذ غير مباشر على 45% من أسهم شركة «لويس دريفوس» العالمية الرائدة في قطاع السلع الزراعية.

أنابيب الغاز
وخلال شهر أكتوبر 2020، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» توقيع اتفاقية يستثمر بموجبها كل من «صندوق أبوظبي للتقاعد» و«القابضة» مبلغ 7.7 مليار درهم «2.1 مليار دولار» في مجموعة محددة من أصول البنية التحتية لأنابيب الغاز التابعة لأدنوك. وبموجب الاتفاقية، تقوم أدنوك ببيع نسبة 20% في شركة أدنوك لأنابيب الغاز القابضة، لصندوق أبوظبي للتقاعد و«القابضة».
وجاء هذا الاستثمار في أعقاب قيام ائتلاف عالمي يضم كلاً من «جلوبال إنفراستركشر بارتنرز»، و«بروكفيلد لإدارة الأصول»، و«صندوق الثروة السيادية السنغافوري»، و«مجلس صندوق معاشات التقاعد لمعلمي مقاطعة أونتاريو»، و«إن إتش للاستثمار والأوراق المالية» و«سنام»، باستثمار 37.1 مليار درهم «10.1 مليار دولار» في يوليو 2020 للحصول على حصة 49% في مجموعة أصول أنابيب الغاز ذاتها التي تمتلكها أدنوك.

خبراء: «توحيد الأعمال» يعزز تنافسية الشركــات الوطنية
أكد الدكتور علي سعيد العامري، رئيس مجموعة الشموخ لخدمات النفط والغاز أن صفقات الاستحواذات والاندماجات وتوحيد الأعمال التي تم الكشف عنها خلال الفترة الأخيرة، لاسيما بقطاعي الطاقة والصناعة، تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز تنافسيته، موضحاً أن الاندماج يسهم في تأسيس كيانات كبرى وذات رأسمال وإدارة قوية، وهو ما يساعد الشركات الإماراتية على المنافسة العالمية.
وأضاف أن الكشف عن اندماج بين شركات كبرى مثل «حديد الإمارات، وأركان» وكذلك «أغذية، والفوعة»، و«الجرافات البحرية، والإنشاءات البترولية»، وغيرها، يضمن تأسيس مؤسسات عملاقة بعدة تخصصات، موضحاً أن ذلك يساعد الشركات على تطوير أعمالها وتحسين جودة منتجاتها، وتقليص التكلفة، وزيادة الإنتاجية، وهو ما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني. 
وأكد العامري أن الفترة الحالية تشهد إعلان كثير من الشركات العالمية عن صفقات اندماج واستحواذ، لمواجهة التحديات، لاسيما في ظل ما فرضته جائحة «كورونا» من متغيرات تتطلب المزيد من التكامل بين الشركات، وتقليص المنافسة بين الشركات المماثلة، لاسيما الشركات شبه الحكومية.
 ومن جانبه، أوضح نجيب الشامسي المستشار الاقتصادي لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن الإندماج بين الشركات والمؤسسات الوطنية ضرورة لمواجهة تحديات المستقبل، فالعبرة ليست في أعداد الشركات والمصارف الإماراتية، ولكن في نوعية وحجم أعمال هذه الشركات، مؤكدا أن هذا التوجه لا يجب أن يرتبط بتحديات بالجائحة فقط، ولكن يظل ضرورة لضمان حضور الإمارات على الخارطة الاقتصادية العالمية، لاسيما أن الفترة الحالية تشهد نشاطاً ملحوظاً في تأسيس التكتلات الاقتصادية، سواء على مستوى الدول أو الشركات والمؤسسات.
وقال الشامسي: إن ما تشهده إمارة أبوظبي حالياً من اندماجات قوية بين عدد من الشركات الكبرى، يعطي مؤشراً ودافعاً لبقية الشركات في مختلف إمارات الدولة لبحث فرص الاندماج، وهو ما يعزز من المكانة الرائدة لدولة الإمارات على صعيد الاقتصاد العالمي، مؤكداً أن العالم اليوم لا يعترف إلا بالوحدات المصرفية والشركات القوية والكبرى.
وأوضح أن الواقع يفرض وجود مؤسسات وشركات قوية من حيث القاعدة الرأسمالية والكفاءات الفنية والموارد النوعية البشرية، لاسيما في ظل احتدام المنافسة على صعيد الاقتصاد العالمي.

صناعة الدواء
أعلنت «القابضة» «ADQ» مطلع العام الحالي، عن اكتمال عمليتي استثمار من شأنهما المساهمة في توسعة نطاق محفظة شركاتها في قطاع الصحة والدواء بشكل كبير، حيث وافقت على الاستحواذ على شركة «فارماكس للأدوية» المتخصصة في تصنيع وتسويق أدوية عامة قليلة التكلفة ذات علامة تجارية مسجلة، كما وافقت على الاستثمار في «بيوكون بيولوجيكس المحدودة، التابعة لشركة «بيوكون المحدودة» والمتخصصة في تطوير وتصنيع وتسويق عقاقير البدائل الحيوية. كما أعلنت الشركة العالمية القابضة خلال شهر أبريل الماضي، اكتمال عملية شراء حصة قدرها 45% في شركة ألفا ظبي القابضة (تروجان القابضة سابقاً).
وتأسست «ألفا ظبي» القابضة في العام 2008 مع التركيز على قطاع العقارات والبناء، كما شرعت مؤخراً في تكوين محفظة تمتلك وتدير مجموعة متنوعة من الشركات في قطاعات البناء والضيافة والصناعة ورأس المال.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©