الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شاشات» يورد باكورة إنتاجه إلى الأسواق

استثمارات تأسيس المصنع بلغت 20 مليون درهم (الاتحاد)
15 ديسمبر 2020 02:44

يوسف العربي (أبوظبي)

سلّم أول مصنع وطني متخصص في الشاشات الحائطية وتطوير الأنظمة المتقدمة لغرف العمليات، باكورة إنتاجه إلى جهات شرطية داخل الدولة، ليستقبل بعدها طلبيات من منطقة الخليج وقارة أوروبا، في تأكيد على دور مدينة خليفة الصناعية التابعة لموانئ أبوظبي «كيزاد»، في استقطاب الاستثمارات الصناعية ونقل وتوطين التكنولوجيات المتقدمة دعماً لشعار «صنع في الإمارات».
وقال علي محسن عمري، رئيس مصنع «شاشات» لـ«الاتحاد» إن الإمارات تحتل مكانة عالمية مرموقة في مجال التكنولوجيا، وباتت قادرة بفعل الشغف بالابتكار والريادة على تطوير أفكار ومشاريع تكنولوجية لم يسبقها فيها أحد.
 وأوضح أن هدف تأسيس مصنع «شاشات» هو توفير حاضنة تكنولوجية تصنيعية لترجمة الأفكار والابتكارات الإماراتية في مجال الشاشات والأنظمة فائقة التطور، ومن ثم بلورتها في شكل براءات اختراع تمهيداً لتصديرها للشركات العالمية في الخارج.

وقال عمري إن نسبة المدخلات الإماراتية بلغت 100% على صعيد الأنظمة والبرمجيات فيما تتراوح نسبة المدخل الوطني في باقي أجزاء المنتج 20% تستهدف الشركة إلى رفعها إلى 70% تدريجياً خلال المراحل اللاحقة.

فكرة التأسيس
وذكر أن فكرة تأسيس مصنع للشاشات المتقدمة بدأت في التبلور بعد أن رصدت المجموعة المالكة أن المنتجات العالمية المتوافرة لا تلبي تطلعات العملاء ولا سيما من القطاع الحكومي في الدولة وهو القطاع المعروف بشغفه بالتحول الرقمي والابتكار.
وأوضح أنه نتيجة التطور التقني الكبير للمؤسسات الحكومية والشركات العاملة في الدولة أصبح لديها متطلباتها الخاصة من الأجهزة والأنظمة والتي غالباً ما تكون متطلبات معقدة جداً ومرتبطة بزيادة الكفاءة، والتحمل، ودمج حلول الذكاء الاصطناعي، ومن ثم كان من الصعب الحصول عليها من المصنعين العالميين خارج الدولة.
وأضاف: «في بعض الحالات نقلنا هذه الطلبات الخاصة إلى مصانع في الخارج والتي قامت بتطبيق هذه الابتكارات ودمجها ضمن خطوط إنتاجها، ما دفع المجموعة إلى اتخاذ قرار استثماري بإنشاء أول مصنع وطني للشاشات الحائطية والأنظمة المتقدمة لغرف العمليات باستثمارات تأسيس مبدئية بلغت 20 مليون درهم».
 وذكر أن المنتجات التي يقوم المصنع بإنتاجها ترجمة لمخرجات قسم البحوث والتطوير الهادفة لتلبية المتطلبات الخاصة التي نتلقاها من العملاء داخل الدولة وخارجها ليأتي المنتج النهائي مختلفاً، وأكثر تطوراً مقارنة بالمنتجات المتوافرة في السوق من قبل باقي المصنعين خارج الدولة.

رأس المال البشري
وأكد عمري أن الإمارات بيئة جاذبة للابتكار والاستثمار حيث ينظر الناس للإمارات باعتبارها «رقم واحد» في مختلف المجالات، ومنها المجالات التقنية، والجودة العالية وما قامت به هو استقطاب الخبرات والكفاءات التي لديها 10 سنوات خبرة في هذا المجال لتحويل الأفكار والابتكارات الإماراتية إلى ثروة وطنية عن طريق تسجيل حقوق ملكية فكرية من داخل الدولة وخارجها لتنتشر في جميع أنحاء العالم، لافتاً إلى أن الشركة تعتمد على البرمجيات والأنظمة المطورة داخل الدولة فضلاً عن 20% من المدخلات المادية وتستهدف الوصول بنسبة المكون المحلي إلى 75% خلال الخمس سنوات.
وقال إنه من المقرر تسجيل واحدة من أهم براءات الاختراع الخاصة بالمصنع خلال الربع الأول من العام 2021.
وأضاف أنه سيتم التركيز على بناء شراكات محلية مستفيدة مما تتمتع به دولة الإمارات من قاعدة قوية من الشركات الوطنية المتخصصة في مجالات الأمن السيبراني، كما أنها تتفوق في منتجاتها على شركات عالمية عريقة في هذا المجال. 
وكشف عن أن مصنع «شاشات» لدية خطة للوصول إلى نقطة التعادل خلال عامين من خلال التركيز على الجودة والتطوير المستمر والابتكار في كل مخرجات والأنظمة التي يتم تصنيعها.
 وبالنسبة إلى التنافسية مع الشركات العاملة في هذا المجال، أكد عمري أن الشركة تركز حالياً على القطاع الحكومي حيث استطاعت في غضون شهور قليلة من بدء عملها تبوء مكانة متميز، مشدداً على أن تأسيس المصنع تم بناء على دراسات مستفيضة وخبرات متراكمة للوقوف على حجم الطلب على الأجهزة والبرمجيات التي يحتاجها السوق.
 وقال إن «شاشات» بوصفه مصنعاً حديثاً لم يواجه صعوبة في تكييف وتعديل خطوط الإنتاج وتصميم المنتجات لتلبية متطلبات العملاء الخاصة على عكس المصانع العالمية التي يصعب عليها مواكبة هذه العملية. 

«كيزاد» نافذة مثالية لجذب الاستثمارات الصناعية 
أكد علي محسن عمري، رئيس مصنع «شاشات» أنه تم اختيار مدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، بوصفها بيئة أعمال محفزة على الإبداع والابتكار.
 وأشار إلى أن إمكانات الربط الاستثنائية التي توفرها المدينة الصناعية والبنية المتطورة ساهمت في تسارع خطوات نجاح المصنع، على الرغم من التحديات اللوجستية التي فرضتها جائحة «كورونا» في مختلف أنحاء العالم.
وقال عمري إن مصنع «شاشات» الوطني بدأ من الصفر وفي أصعب الأوقات مع ظهور الجائحة خلال شهر فبراير الماضي لتشكل هذه الظروف اختبارا حقيقياً أكد القدرة على النجاح في أصعب الظروف لتقرر المجموعة بعدها استكمال 3 مصانع أخرى في مجالات التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن التحول الرقمي السريع خلال الجائحة انعكس إيجابا على أعمال الشركة والمصنع الناشئ نتيجة التركيز على تبني أنظمة المؤتمرات والمحاكاة حيث تم خلال هذه الفترة البدء في توريد باكورة إنتاج المصنع من شاشات غرف العمليات لاثنتين من الجهات الشرطية في الدولة، كما تلقى المصنع طلبيات من أكثر من 10 جهات.

طاقة إنتاجية 
أوضح علي محسن عمري، رئيس مصنع «شاشات» أنه يمكن الوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 10 آلاف شاشة من خلال خط الإنتاج مكون من أربع محطات إنتاج قابلة للتوسع من خلال ضبط دورة الإنتاج التي تدمج بين الخبراء الفنيين وآلات التصنيع.
وكشف عن أن المصنع لديه خطة للتوسع والإنتاج الآلي، لافتاً إلى أنه في المراحل الأولى سيتواجد تعامل يدوي للتأكيد على مفهوم نقل المعرفة، كما يعتزم إبرام اتفاقيات مع جهات حكومية وجامعات لتدريب الكوادر من الشباب المواطنين فور تلاشي المخاطر المرتبطة بالجائحة. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©