الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

4 خطوات لعلاج الإدمان

4 خطوات لعلاج الإدمان
26 يونيو 2023 01:29

مريم بوخطامين (رأس الخيمة)

يوفر مستشفى الأمل للصحة النفسية، أحد المرافق والمنشآت التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، برنامجاً متكاملاً وشاملاً لعلاج الإدمان، يعتمد على أربع خطوات رئيسة تدعم المريض وتأخذ بيده إلى مرحلة الشفاء التام، بحسب الدكتورة فاطمة مرزوق آل علي، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية، مؤكدة أن البرنامج يركز على تحقيق تعافي الأفراد المدمنين على المؤثرات العقلية والكحول ومواد أخرى والسلوكيات المسبّبة للإدمان، موضحة أنه بمجرّد دخول أي مريض إلى البرنامج العلاجي في المستشفى، يتم بداية تقييم حالته بشكل شامل من قبل فريق التقييم الطبي بهدف تلبية الاحتياجات الفردية لكل مريض، ناهيك عن تقديم العلاج المستمر على مدار الساعة لمكافحة الإدمان الحادّ.
وبينت مدير المستشفى أن المريض يخضع لجلسات لإزالة السموم «أسبوع إلى أسبوعين تقريباً»، ويتم بالتالي العمل على إعادة تأهيل المريض بالأقسام الداخلية لمدة زمنية تتراوح بين 4 إلى 12 أسبوعاً، وذلك استناداً إلى نوع المخدر المستخدم وحدة المرض، يليه خضوع المريض لجلسات في العيادة الخارجية للمتابعة لمدة تمتد من 3 أشهر إلى عامين تقريباً بعد الانتهاء من البرنامج.

أفضل الخدمات
وأوضحت الدكتورة فاطمة آل علي، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية، أن المستشفى يقدم أفضل خدمات العلاج من الإدمان للمرضى وباستخدام أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وذلك بفضل الدعم اللامحدود والمتابعة الدائمة من قبل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، التي تحرص على الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات، وتعمل على تلبية احتياجات ومتطلبات جميع الأفراد بما ينسجم مع استراتيجياتها، وتوجيهات القيادة الحكيمة للدولة. 
وأضافت: أن المريض يخضع خلال عملية التقييم لعدد من الفحوصات الطبية التي تحدد حالته الجسمانية، بالإضافة إلى عمل بعض الاختبارات النفسية للتوصل إلى التشخيص المناسب للمريض وما إذا كان هناك أمراض أخرى نفسية مصاحبة لإدمانه، ومن خلال ذلك يتم تحديد الخطة العلاجية وفقاً لأفضل الممارسات المستندة إلى الأدلة العلمية، إذ يعتبر مستشفى الأمل أول مستشفى متخصص معتمد دولياً من اللجنة الدولية المشتركة «JCI» في مجال الصحة النفسية والإدمان على مستوى الدولة والشرق الأوسط، وحاصل على الاعتماد الدولي للصحة والسلامة المهنية من هيئة التصنيف البريطانية. 
حافز وتشجيع
وأشارت الدكتورة فاطمة آل علي إلى أن البرنامج يهدف في مراحله الأولى إلى تزويد المريض بالحافز والتشجيع للتخلص من الإدمان فيما يعرف بالمقابلات الحافزة، وتعريف المريض ببعض تقنيات الاسترخاء، فيما يتم لاحقاً التركيز على برنامج الاثنتي عشرة خطوة وبرنامج المصفوفات العلاجية، وهي برامج تهدف إلى بناء الثقة لدى المريض وتسهم في تغيير نظرته تجاه الإدمان.
وأضافت مديرة مستشفى الأمل للصحة النفسية: أن سياسة البرنامج العلاجي لا تعتمد على إجبار المريض على المكوث في البرنامج، نظراً لما قد تعكس سياسة الإجبار على الرد العكسي للمريض وعدم تقبله للعلاج وعناده في طلب الشفاء، وللمريض حرية إكمال البرنامج العلاجي، إلا أن عدم الالتزام الكامل بهذا البرنامج قد يؤدي إلى تأخير التعافي أو فشل العلاج في بعض الأحيان.
مشيرة إلى أن سياسة البرنامج العلاجي تعتمد على قدرة الشخص على الامتناع عن تعاطي المواد المخدرة، ولديه الإرادة للعلاج وتكوين حياة جديدة، وبالتالي يساعده البرنامج على تحديد ما يحتاج إليه من أفكار لتقوية شخصيته وإدراكه على أن الإدمان مرض يمكن الشفاء منه وذلك بالعزيمة والإرادة القوية.
المتابعة في العيادة الخارجية 
من جانبه، أكد الدكتور عمر القمر، استشاري الطب النفسي ورئيس قسم خدمات علاج الإدمان في مستشفى الأمل للصحة النفسية، أن المستشفى حريص على مساعدة الأسرة والمريض على فهم آلية العلاج وتوعيتهم به وتوضيح دور الأسرة في عمليه التعافي، ومتابعة مؤشرات الأداء لبرنامج العلاج والتأهيل من سبب الانتكاسة والتعافي، والبحث العلمي المتخصص في علاج والوقاية من الإدمان، فضلاً عن توفير خدمة العيادات الخارجية المخصصة لعلاج الإدمان من المواد الأفيونية عن طريق الإبر الأسبوعية أو الشهرية، والتي تهدف إلى رفع معدلات التعافي ومنع الانتكاسة، وذلك من أجل تحقيق المؤشرات الوطنية الهادفة نحو تحسين جودة الحياة. 
ونوّه استشاري الطب النفسي ورئيس قسم خدمات علاج الإدمان في مستشفى الأمل للصحة النفسية، إلى أن العيادة الخارجية تضم الكثير من الأنشطة والبرامج المتميزة الهادفة والمقدمة من قبل الأخصائيين المؤهلين كل في مجاله، وتمتد هذه البرامج من ثلاثة أشهر إلى سنتين تقريباً، ويمكن أن تمدد حسب تقييم الفريق العلاجي وحسب حالة المريض.

مرض الإدمان 
تم تعريف الإدمان على أنه مرض مزمن يصيب المخ ويتميز بقابليته للانتكاسة المتعددة، كذلك يظهر في صورة سلوك منحرف عبارة عن البحث عن المخدرات وتناولها، وهذا التعريف هو ما تتبناه معظم الدراسات الحديثة والمعاهد المتخصصة بما فيها المعهد الوطني الأميركي لعلاج الإدمان ومنظمة الصحة العالمية، والتي اتفقت جميعها على أن الإدمان هو مرض وأن المدمن هو مريض ولا بد من توفير العلاج اللازم له. 
وهو مرض العصر، تنوّعت صوره وأشكاله، وزاد خطره في عصر العولمة والانفتاح والانفجار المعرفي واللامحدوديّة التي كرّستها الفضائيات والإنترنت وأتت بعادات وسلوكيات غريبة عن مجتمعاتنا، فواجه شبابنا العديد من الأخطار أشدّها الإدمان المدمّر، والتصدي له بأشكاله عالمياً أصبح أمراً ضرورياً، وذلك لوقف هذه الهجمة الخطرة على المجتمعات ووقف امتداده إلى أفراد الأسرة، لهذا انطلقت الدعوات الحكوميّة لتحقيق الأمن المجتمعي. 
وقد تبنّت دولة الإمارات العربية المتحدة بكلّ عزم وقوّة وإرادة وتصميم وضع استراتيجيّة وطنيّة لمكافحة المخدرات، لما كان لها من موقع استراتيجي وسّياحي واستثماري، جنباً إلى جنب مع إقامة مراكز متخصصة لمكافحة وعلاج وتأهيل مرضى الإدمان.
برامج متميزة
وأوضح الدكتورعمر القمر، أن العيادة الخارجية والأقسام الداخلية توفران عدداً من البرامج المتميزة الهادفة والمقدمة من قبل الأخصائيين الأكفاء والمؤهلين كل في مجاله، وتمتد هذه البرامج حسب حالة المريض، حيث تشمل برنامج «العلاج الفردي والجماعي المقدم من قبل الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين»، وبرنامج «تلافي الانتكاسة»، والذي يتم من خلاله تعليم المريض وتدريبه على تفادي الرجوع إلى المخدرات، وبرنامج «تعلم المهارات الحياتية» الذي يتركز على تدريب المريض على المهارات الإيجابية في الحياة اليومية مثل: إدارة الغضب. والبرنامج التعليمي يرتكز على التوعية والتثقيف بأضرار الإدمان والمخدرات وغيرها، بالإضافة إلى برنامج «العلاج العائلي» الذي يعتمد على إشراك العائلة بالجانب العلاجي أثناء فترة العلاج الداخلي وما بعد العلاج تأكيدًا لأهمية الأسرة في دعم العملية العلاجية للمريض.
قسم إزالة السمية
وبين القمر أن المستشفى يحتوي على الأقسام الداخلية، ويتكون من قسم إزالة السمية، وبرنامج التأهيل النفسي والاجتماعي، حيث تضم الأقسام الداخلية الكثير من الأنشطة والبرامج المتميزة الهادفة والمقدمة من قبل الأخصائيين كل في مجاله، وتمتد هذه البرامج من 4 أسابيع إلى 3 أشهر، ويمكن أن تُمدد حسب تقييم الفريق العلاجي وحسب حالة المريض، مثل البرنامج الرياضي الأسبوعي والمقدم من قبل مدرب متخصص.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©