عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكدت الدكتورة أسمهان الوافي، كبيرة علماء منظمة الأغذية العالمية «الفاو»، أن دولة الإمارات تجعل الأمن الغذائي أولوية، كما أنها تولي اهتماماً كبيراً بالأمن المائي، مشيرة إلى أن الإمارات حققت مكانة ريادية في هذين المجالين.
وقالت في تصريح خاص لـ «الاتحاد»: «تقوم الإمارات بدور قيادي في الجمع بين المختصين والمهتمين بالأمن الغذائي، ولذلك هناك العديد من مجالات التعاون والتنسيق بين «الفاو» ودولة الإمارات، حيث تجمعنا علاقة «قوية وعميقة».
وأضافت:«دولة الإمارات تتميز بامتلاك التكنولوجيا في مجال سلاسل الإمداد والتوريد الغذائي، وأيضا امتلاك تكنولوجيا تحسين المنتجات الغذائية، بالإضافة إلى وجود العلوم والمختصين، مما جعلها تحقق بنجاح وتميز الأمن الغذائي».
وذكرت أن الإمارات من أوائل الدول التي أنشئت وزارة للأمن الغذائي، وتعلب دوراً«عالمياً»للوصول إلى إنتاج غذائي أفضل، ويظهر ذلك من خلال الاتفاق الذي أبرمته مؤخراً مع الولايات المتحدة الأمريكية للابتكار الزراعي، وهو برنامج«كبير وملهم»، يركز على استخدام التكنولوجيا في مجال الغذاء. وأشارت إلى نموذج دولة الإمارات في التكيف مع التغير المناخي، مشددة على أن التغير المناخي، أصبح تحدياً حقيقياً للعالم أجمع وخاصة في المجال الغذائي، وقد أدى التغير المناخي إلى عدم إمكانية وضع خطة طويلة المدى، بسبب التغيرات السريعة التي تحدث، ولذلك يكتفي العالم في أغلب الأحيان بخطط قصيرة الأجل في مجال الأمن الغذائي وخاصة المناطق والدول القريبة من خط الاستواء.
وحول استضافة دولة الإمارات لمؤتمر المناخ العالمي (كوب 28)، أجابت الوافي: «هذا المؤتمر وقبله مؤتمر «كوب 27» الذي استضافته مصر العام الماضي، وضع المنطقة بأكملها تحت الضوء، ويسلطان الضوء على تحديات نقص المياه والتغير المناخي، في العالم بصفة عامة والمنطقة بصفة خاصة».
مشكلة الأمن الغذائي
وأكدت الوافي أن مؤتمر «كوب 28» بالإمارات سيكون محل نقاش واهتمام عالمي للوصول الى حلول والتغلب على التحديات التي تواجه العالم
كمشكلة الأمن الغذائي، هذه المشكلة التى تتزايد، فالعالم يوجد فيه حالياً 820 مليون جائع، فكنا نستهدف الوصول إلى 0% جائع بحلول عام 2030، إلا أن الواقع يسير في عكس هذا الاتجاه، فأعداد الجوعى في تزايد.
ولفتت إلى انه منذ بداية جائحة كوفيد 19، في عام 2022، زاد عدد الجوعى بالعالم 150 مليون شخص حول العالم، لا سيما أنه مع الأزمة الروسية الأوكرانية، يوجــــد تعقيد في سلاســل الإمداد، واصفة العام 2023، بأنه سيكون الأكثر صعوبة في المجال الأمن الغذائي، مقارنة بعام 2022.
أولوية
قالت أسمهان الوافي: «الأمن الغذائي أصبح أولوية، لا سيما في ظل الزيادة المضطردة في عدد السكان بالعالم، بالإضافة إلى المشاكل الأخرى التي تواجه العالم».
وأضافت: «حدث إساءة في استخدام الموارد خلال الـ 100 عاماً الماضية، وحتى نتمكن من تجاوز التحديات لا بد من إنتاج أكبر كماً وكيفاً، وأيضاً نحتاج إلى التغلب على تحدي نقص المبالغ اللازمة للإنتاج واستخدامها بالشكل الأمثل».
وأشارت إلى أن منظمة الأغذية العالمية «الفاو» وضعت استراتيجية للأعوام 2022- 2030، وتتضمن سياسات وشراكات ومبادرات ومشاريع للوصول لأحسن إنتاج وتوفير الدخل المناسب للمزارعين، وغيرها من الاقتراحات اللازمة للوصول إلى إنتاج غذائي بكميات كافية وجودة عالية.
ولفتت إلى أن سلاسل الإمداد والتوريد، لا بد أن تكون مباشرة عن طريق تقليل مراحل توفير وسائل الإمداد.
