الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزراء ومسؤولون مصريون لـ «الاتحاد»: الإمارات ومصر.. شراكة حياة

وزراء ومسؤولون مصريون لـ «الاتحاد»: الإمارات ومصر.. شراكة حياة
26 أكتوبر 2022 01:54

وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج: «شعب واحد»
قالت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج: إن الإعلان عن احتفال حكومتي مصر والإمارات بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات المصرية الإماراتية، يؤكد أن الإمارات بالنسبة لمصر بمثابة شريك حياة سياسياً واجتماعياً وتاريخياً وبها مشاعر بالانتماء بين الشعبين.
وأضافت الوزيرة المصرية في حوارها مع «الاتحاد»، أن العلاقات بين البلدين أكبر بكثير من الكلمات التي من الممكن أن تقال، لا سيما مع علاقة الأخوة بين الشعبين الشقيقين، لافتة إلى أن الإمارات تحديداً دون عن أي دولة أخرى تمثل بيتاً ثانياً للمصريين من حيث المحيط الجغرافي وعلاقات الأخوة والصداقة، موضحة أن الدولتين تنتميان لأكثر من الحضارات التي تجعلهما جزءاً لا يتجزأ من بعضهما.
وأوضحت الوزيرة المصرية أنه أيضاً، بالإضافة للعلاقات المتميزة بين حكومة وقيادة البلدين، فإن العلاقات الشعبية قوية ومتينة لأنهما بمثابة «شعب واحد»، مشيرة إلى أن المصريين كانوا يعشقون المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما زالوا يترحمون عليه، بل ما زالت صورته في مكاتب ومنازل الكثير من المصريين نظراً للمحبة الكبيرة له ولتاريخه وحبه لمصر وللمصريين، قائلة: «لذلك لدينا حي كامل ومنطقة باسم الشيخ زايد في مدينة السادس من أكتوبر».
ولفتت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج إلى أن الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات بين البلدين يؤكد أنهما تسيران على نهج واحد وفكر واحد واستراتيجية عمل مشتركة بنفس الفكر المتحضر والمتطور بالنظر للمستقبل لكي تكونا مؤثرتين في محيطهما العربي والدولي. وأشارت الوزيرة المصرية إلى علاقة الأخوة بين القيادة السياسية للبلدين، وهو ما انعكس أيضاً على أن يصبح التنسيق على مستوى المؤسسات في مستوى مستقر للغاية ومُرضي للطرفين، مؤكدة أن 50 سنة ربما تكون قليلة على عراقة العلاقات بين مصر والإمارات لأنها متجذرة سياسياً واقتصادياً بشكل ممتد وتشمل مشروعات ضخمة يعمل بها الشعبان في الجانبين.
وأكدت الوزيرة المصرية على أن الإمارات شريك حياة لمصر سياسياً واجتماعياً وتاريخياً وبها مشاعر بالانتماء بين الشعبين، موضحة أنها ليست مجرد دولة تُذكر اسمها فقط، وأكبر دليل على ذلك هو العيد القومي للإمارات في ديسمبر من كل عام يكون الاحتفال في مصر كأنه عيد قومي لمصر أيضاً ويظهر ذلك جلياً في التواجد، لافتة إلى وجود نفس المحبة من جانب الإمارات تجاه مصر ودورها الرائد في المنطقة.

وأوضحت الوزيرة المصرية أن القيادة المصرية أكدت في أكثر من مرة أن أمن الخليج من أمن مصر لأنه يجمعنا البحر الأحمر والأخوة والتاريخ والجذور، مشيرة إلى أن الجالية المصرية في الإمارات من الجاليات النموذجية ولديهم محبة لتواجدهم في الإمارات باعتبارها دولة مدنية مُتحضرة.
ولفتت إلى أنها أطلقت برنامجاً أسبوعياً تحت مسمى «ساعة مع الوزيرة» للتواصل مع الجاليات المصرية في الخارج عبر تطبيق «زووم»، ومن حسن الحظ أن الأسابيع الماضية كان اللقاء مع الجالية المصرية في الإمارات وتم التحدث فيه عن كل التحديات، مشيرة إلى أن رقم هاتفها وفريق عملها الوزاري متاح وموجود على كل جروبات السوشيال ميديا للتواصل على مدار الساعة.
وأكدت الوزيرة المصرية على أنه لا يوجد أية أزمات بالمعني الحرفي لأبناء الجالية المصرية في الإمارات لكن هناك تحديات، مشيرة إلى أنه بالتواصل مع المؤسسات الوطنية في الإمارات أو عبر القنصليات المصرية هناك يتم حلها، خاصة أن مصر قد اختارت مجموعة من أفضل الدبلوماسيين المصريين في الإمارات، مشددة أن المصريين والإماراتيين يتعاملون مع التحديات والأزمات الفردية من دون أي حساسية من الجانبين، ما يشير إلى أن هناك حالة من الرضا والتواصل في العلاقات بين البلدين، لدرجة السيولة والانسيابية «لأننا نفهم بعضنا بشكل جيد ونعلم بعضنا عن عشرة طويلة».
ووصفت الوزيرة المصرية التعاون بين الدبلوماسية المصرية والإماراتية بأنه «تنسيق دائم» في المحافل الدولية، موضحة أن فريق الدبلوماسية الإماراتية من أفضل ما يكون وليس فقط في الأمم المتحدة، بل في كل المحافل الدولية، لا سيما أن العلاقة بين فريقي الدبلوماسية المصرية والإماراتية تربطهم في الخارج أخوية كبيرة وتعاون ذات رابط قوي، سواء كان في جنيف أو نيويورك.
وأشارت إلى أن الوفد الدائم للإمارات في نيويورك يعد واحداً من أفضل الفرق الدبلوماسية الإماراتية في العالم، موضحة: «نحن شركاء في الرابطة العربية وننسق سوياً كافة الأمور، كذلك في المجموعة الإسلامية، وفي الـ G77 وأيضاً في دول «عدم الانحياز»، موضحة أن هناك تعاوناً يومياً، وإذا ما جرت أي عراقيل لأي من البلدين تؤرق الآخر في إطار الأمم المتحدة. وأكدت الوزيرة المصرية أن مصر دولة رائدة ومؤسسة في الاتحاد الأفريقي وعلى الرغم من عدم وجود الإمارات، لكن مصر موجودة هناك وتقوم بالتنسيق مع الإمارات، كذلك مؤتمر المؤتمر الإسلامي، ومنظمة المرأة الإسلامية، واصفة التنسيق بأنه على أعلى مستوى ممكن.

وزير الكهرباء: شريك استراتيجي
قال وزير الكهرباء والطاقة المصري محمد شاكر: إن العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات العربية المتحدة ممتدة وتاريخية، وتشهد تعاوناً وثيقاً خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصاً في مجال الطاقة والكهرباء الذي تم فيه تقدم كبير وواسع على مستوى العلاقات الثنائية.
وأضاف أن العلاقات الثنائية في هذا المجال متوسعة لتشمل الطاقة الخضراء والنظيفة والمتجددة، مشيداً بالتعاون مع الشركات الإماراتية المتخصصة في هذه المجالات والتي لها خبرة كبيرة في مشروعات الكهرباء، والتي لها علاقة وثيقة مع الجانب المصري للتسهيلات التي وضعتها القيادة المصرية لتسهيل الاستثمار في هذه المجالات.
وأكد أنه تم توقيع اتفاقات ثنائية في مجال الطاقة والهيدروجين، في ضوء التعاون الآني والرؤى المستقبلية المشتركة، مشيراً إلى أن هذه التوقيعات والبروتوكولات لم تكن لتحدث لولا العلاقات الوثيقة بين البلدين التي رعتها القيادة السياسية منذ سنوات طويلة حتى وصلت إلى 50 عاماً كاملة.
وشدد وزير الكهرباء المصري على الدور الكبير لقيادة البلدين في زيادة الاستثمارات والعلاقات الثنائية بين البلدين التي هي في الأساس علاقة شعبية تربطها العديد من الأمور منها الثقافة واللغة والىن الاستثمار الذي مثل علاقة ثقة بين الحكومة في البلدين على مدار 50 عاماً كاملة.

وزير التموين والتجارة الداخلية: الإمارات شاركت في بناء 25 صومعة قمح
قال معالي وزير التموين والتجارة الداخلية المصري الدكتور على المصيلحي: إن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المتميزة بين مصر والإمارات تعكس العلاقات الوطيدة والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، مؤكداً أن دولة الإمارات تأتي في مقدمة الدول الأعلى استثماراً في السوق المصري وأحد أهم الشركاء الاقتصاديين لمصر على المستويين الإقليمي والعالمي. 
وشدد في حديثه لـ «الاتحاد» بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات المصرية الإماراتية، على أن العلاقات القوية بين البلدين تمثل محور ارتكاز لمزيد من التعاون الناجح وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين. 
وأضاف الدكتور علي المصيلحي، أن الإمارات شاركت في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات اقتصادية أساسية في مصر من بينها مشروع بناء 25 صومعة لتخزين القمح والحبوب في عدد من محافظات مصر، وذلك بطاقة تخزينية تصل إلى 1.5 مليون طن بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لمصر. 
وأشار إلى أن وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية تسعى إلى زيادة مساهمة الجانب الإماراتي في المشروعات التنموية من خلال استكمال شبكات الصوامع القومية بمحافظات مصر ورفع سعتها التخزينية بمليون طن على الأقل، وذلك بهدف النهوض بمستويات الطاقات التخزينية في مصر إلى نحو 4 مليون طن. 
وأكد المصيلحي، أن وزارة التموين والتجارة الداخلية تعمل بالتعاون مع كبرى الشركات الإماراتية التي تعمل في مجال توريد الأقماح المستوردة، حيث يتم حالياً دراسة قيام إحدى الشركات الإماراتية الكبرى بإنشاء مخازن لوجيستية في السوق المحلي المصري لتخزين وتداول السلع الغذائية. 

وزيرة الثقافة: التراث شاهد على عمق العلاقات
قالت وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني: إن العلاقات المصرية الإماراتية ترجع لزمن بعيد.. 50 سنة حصل فيها ترابط على كافة الأصعدة بين البلدين والتحام بين الشعبين على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، حيث وقفت الإمارات مع مصر في مواقف لا يمكن أن ينساها الشعب المصري، تتسم بالشجاعة والأخوة والمسؤولية.
وأضافت الوزيرة المصرية لـ«الاتحاد»، أن الإمارات حققت طفرة كبيرة على المستويات كافة، مشيرة إلى تعدد زيارات المسؤولين الإماراتيين إلى مصر والمصريين إلى الإمارات، خصوصا في المجال الثقافي.
وتشير الكيلاني إلى أن ذلك لا يتوقف على الفنون والآداب فقط، ولكن على مستوى السلوك، فثقافة الشعب الإماراتي وسلوكه الحضاري ملموسة في الشارع من شعب راق وسلوكيات متحضرة على كافة الأصعدة وهو أمر محمود ويكشف عن مدى التطور والحضارة الذي تتحلى بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتكشف الوزيرة المصرية أن حجم التعاون بين البلدين على المستوى الثقافي كبير ويتمثل في معارض الكتاب الموجودة في الشارقة التي تعد الإمارة الثقافية لدولة الإمارات، فيما يمتد عن طريق المعارض والأفلام والمشاركة في المهرجانات حيث تمثل وسيلة لتوطيد العلاقات على المستوى الثقافي. 
وأكدت أن مصر بإرثها الثقافي الكبير لا تبخل بأي تعاون دولي خصوصاً للتطوير مع الدول الشقيقة ومنها الإمارات العربية المتحدة بالتأكيد على المستوى الفني فيما يخص العرض المتحفي أو التراث أو معارض الكتاب التي لا يتوقف دورها على النشر والكتب، حيث سيوجد العديد من الفعاليات الثقافية خلال احتفالية اليوبيل الذهبي للعلاقات الإماراتية المصرية.

وأشارت إلى أن دور النشر المصرية حريصة على المشاركة في معارض الكتاب الإماراتية المتميزة ليس على المستوى العربي فقط ولكن على مستوى العالم، فيما سيكون هناك بالفعل فعاليات عدة احتفالاً باليوبيل الذهبي، هناك معرض للحرف التراثية ومجموعة من المطبوعات والنشرات الثقافية موجودة خصيصاً للاحتفال، هناك فعالية كبيرة ستستمر على مدار 3 أيام. وأضافت، أن الاستثمار بين البلدين على المستوى الثقافي هام، فالصناعة الثقافية مهمة ويعتمد عليها الكثير من البلدان، متمنية أن يكون الاحتفال فرصة لفتح الاستثمار في الثقافة في مصر لكل ماهو يشمل منتج ثقافي، فالسينما ثقافة صناعية والحرف التراثية والنشر، وبالفعل مصر لديها الشركة القابضة للصناعات الثقافية تحت الإنشاء تضم شركات خاصة بالسينما والحرف التراثية ودور النشر، وسيتم دعوة المستثمرين سواء كانوا عرب أو أجانب ونهتم بوجود المستثمرين الإماراتيين، ونهدف من خلالها تحويلها لمصدر من مصادر الدخل القومي، لإنعاش ثقافة السينما التي تعد من القوى المهمة لمصر.
وأكملت وزيرة الثقافة المصرية أن الاستثمار بدأ أيضا في قصور الثقافة المصرية بمشروع سينما الشعب عن طريق إدخال المواطنين والعائلات بتذاكر مخفضة، يوجد نقص شديد في دور العرض على مستوى الجمهورية، فيما يهدف المشروع إلى وجود سينما في كافة قصور الثقافة المصرية، وبدأنا بالفعل في 16 قصر ثقافة وأول السنة سيكون هناك 5 زيادة، فالسينما تمثل وجها للشعوب ووسيلة لنشر الثقافة والتفكير.
وأردفت أنه على المستوى التجاري تعمل الوزارة على استغلال الرؤية التجارية في توصيل المفاهيم التي تريدها، وتتمنى وجود إنتاج مشترك لأفلام وأعمال مصورة وسينمائية وهو من الأمور الهامة التي ستفرق في العلاقات الثقافية بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
وقالت: إن التراث يختلف عن المقتنيات، فعندما يتوفى فنان كبير لا نملك أن نضع يدينا على مقتنياته الشخصية والقرار في يدي ورثته، في حال أعطونا المقتنيات وطلبوا عمل متحف أو غيره أو معرض نقوم بهذا الدور، وهو ما نفذناه في متحف نجيب محفوظ في القاهرة الفاطمية، وتقام فيه أنشطة ومسابقة أدبية باسمه، في حال رفضت الأسرة أو الورثة لا نملك ذلك. وحسب الوزيرة المصرية، فإن التراث قد يكون أغاني ومقطوعات موسيقية فيما تمثل الحرف التراثية ومعارضها أمراً هاماً لانتقالها من جيل لجيل وحفظها وبالطبع تعد وسيلة من وسائل الدخل المهمة، متمنية أن يكون هناك أسبوع ثقافي مصري إماراتي يضم كافة الأنشطة، واتفاقيات تبادل ثقافي بها عناصر من أهمها تبادل الأفلام السينمائية والمعارض التراثية وتبادل الزيارات بين الفنانين لعرض خبراتهم. وتمنت الكيلاني وجود عمل مسرحي كبير يضم فنانين مصريين وإماراتيين يكشف العلاقة ويوثقها بين مصر والإمارات لإفادة الأجيال الجديدة لأنه سيوثق لهم العديد من مراحل العلاقة التاريخية بين البلدين، مشيرة إلى أن العروض المسرحية والسينما، وكتب الأدب وكل المنتجات الثقافية ذاكرة للوطن.

رئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب: محبة خاصة عند المصريين 
أكد الدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، أن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، لهما طابع خاص يميزهما في علاقاتهما الأخوية، وأن شعب الإمارات له محبة خاصة عند المصريين بشكل كبير. ولفت رئيس الاتحاد العام للآثاريين العرب خلال حديثه لـ «الاتحاد»، إلى أنه شاهد على هذه العلاقات الطيبة بين البلدين طوال فترة حياته، وخلال تواصله مع الكثير من الإماراتيين، مؤكداً أن هناك علاقات متميزة بين مصر والإمارات في النواحي كافة، لم تقرها السياسة المعهودة بين الدول، ولكن أقرتها العادات والتقاليد والمحبة بين الشعبين. واعتبر الكحلاوي أن ما يميز دولة الإمارات، حكومة وشعباً، تكمن في وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لأبنائه بمصر وشعبها خيراً، مؤكداً أن الشعب المصري يعتز بهذه الوصية التي ما زالت تُنفذ حتى يومنا هذا، خاصة مع ما نراه من دعم ومساندة وعلاقات أخوية إماراتية لمصر بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

صرح ثقافي
وحول التعاون في مجال نشاط الآثار، قال الحكلاوي: «صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قام ببناء أكبر صرح ثقافي للآثاريين العرب في مدينة الشيخ زايد بمكرمة منه. هذا الصرح يدل على اهتمام سموه بعروبته وبمصر، وأن الرصيد الحقيقي الذي يعيد الشعب العربي لمكانته الطبيعية هو غرس مفاهيم الانتماء لواقع التراث وحماية التراث، ومن هنا كان دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لبناء هذا الصرح ليكون مجمعاً لحماية وجمع الآثار»، مشيراً إلى أن الاتحاد يضم الآن أكبر الآثاريين من المحيط للخليج.

النقوش العربية
وثمَّن الكحلاوي اهتمام الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، السفيرة فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، بالتراث العربي، مؤكداً أنها تعد نموذجاً للمرأة الإماراتية والعربية في حماية التراث، وهي أول من أقام بوابة إلكترونية لجمع النقوش الصخرية من على الواجهات.
وأشاد بدور دولة الإمارات في مشروع النقوش العربية، واصفاً المشروع بالكنز المفقود، وأضاف: «عندما تهيئ الشيخة اليازية الأمر وتحفز الباحثين وترصد جائزة كبرى للبحث عن هذه الكنوز والنقوش العربية، فإن هذا يعد عملاً كبيراً جداً تنفرد به دولة الإمارات عن أي دولة أخرى»، مؤكداً أن «الألكسو» أو «الأسيسكو» لم يقوما بهذا المشروع العظيم الضخم».

رئيس مكتبة الإسكندرية: نستقبل بعثات من الشارقة ودبي
قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية المصرية، أحد أعرق المكتبات الحافظة للتراث على مستوى العالم: «إن المكتبة تربطها علاقات كبرى مع المراكز البحثية والثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تشارك أيضاً في المعارض الثقافية ومعارض الكتاب في الشارقة ودبي كل عام تقريباً، إلى جانب إكسبو الذي مثل تجربة حضارية رائعة على مستوى التنظيم».
وأضاف زايد في حديث لـ «الاتحاد» أن الإمارات ومصر لهما تجربة تنموية متميزة تكشف حجم العلاقات الثنائية بين البلدين، فتاريخها يرجع إلى نشأة الدولة الإماراتية وحتى الآن، فيما كان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مكانة كبيرة في قلوب المصريين، ويشهد على ذلك اسمه المنتشر على أسماء شوارع وميادين ومدن مصرية كبيرة، فيما بادل الشيخ زايد المصريين الحب والمودة بمساعدات مشهودة له للحكومات المتعاقبة.
وأشار رئيس مكتبة الإسكندرية إلى أن الإمارات تقدم نموذجاً في التنمية من الممكن أن يقوم على فكرة التعددية، والانفتاح الكبير.
والتوافق مع الفكر العالمي فيما يتصل بالاهتمام بالموضوعات النفسية مثل السعادة والتماسك الاجتماعي، ونموذج في التنمية قائم على الموضوعات الإنسانية، وذلك يتماس مع مصر التي تقوم بنموذج مختلف في التنمية وتشابه في الزخم التنموي في الاستثمار والإنسانية وهو ما يحدث أيضاً في الإمارات في الاقتصاد والاستثمار.

وأكد رئيس مكتبة الإسكندرية أن هناك تعاوناً واسعاً وعلاقات استراتيجية بين مصر والإمارات العربية المتحدة، ويدخل معهم دول أخرى في الإقليم، وهما نموذج في العلاقات العربية والاستراتيجية لكيف تكون العلاقات بين الدول العربية وكيف تنمو ليدرك العرب أن مصلحتهم واحدة، وهو ما تحققه العلاقات المصرية الإماراتية على الدوام.
وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية والمراكز البحثية في الإمارات يجمعهما علاقات كبيرة، ويوجد مركز للتراث في القرية الذكية، وهذا المركز يهتم جداً بجمع التراث المصري، ونقدم مع كثير مع الدول العربية كبيت خبرة في هذا الملف، ومنها الإمارات العربية المتحدة، فيما توجد بعثات تأتي من الإمارات، سواء من الشارقة أو دبي. وأكمل أن الاحتفالية المزمعة بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات الثنائية بين الإمارات ومصر تعمق العلاقات وتذكير للشباب والأجيال الجديدة لحجم العلاقات وتاريخها بين البلدين، والاستمرار في المستقبل، هذه العلاقات تمتد لأكثر من خمسين عاماً ما يكشف أهميتها وحجمها، فكرة الاحتفال في حد ذاتها هدفها التعضيد والاستمرار إلى الأمام، ومن وظائف الاحتفالية الاحتفاء بالعلاقات الثنائية.

أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: جهود مشتركة لنشر قيم التسامح والتعايش
قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف: «إن العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة ليست بحديثة عهد، وإنما هي علاقة لها جذور تاريخية شهدت محطات تعاون مشتركة على مرّ التاريخ بين الدولتين الشقيقتين، تقوم أعمدتها على محاور متنوعة ثقافية وعلمية واقتصادية وسياسية».
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال حديثه لـ «الاتحاد» أنه في إطار احتفال مصر والإمارات بمرور 50 عاماً على العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين، فإن استراتيجية التعاون المشتركة بين البلدين شهدت مزيداً من الإنجازات خلال الفترة الأخيرة، خاصة تلك التي تتعلق بالتحركات الإيجابية نحو إقرار السلم والتسامح العالمي عبر الجهود التي يقوم بها مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والتي تتم برعاية مشتركة للقيادات السياسية للدولتين الشقيقتين.
وأوضح «عياد» أن اللقاءات المصرية الإماراتية مؤخراً تبعث برسالة قوية بأنه لا سبيل لمواجهة التحديات والأزمات التي تعاني منها المنطقة دون تكاتف الأشقاء ووقفوهم جنباً إلى جنب، مؤكداً أن استمرار التعاون بين الجانبين على مدى 50 عاماً يعكس الجوانب الإيجابية في هذه العلاقة.
وأشار الأمين العام إلى أن الجهود المشتركة بين مصر ممثلة في الأزهر الشريف وبين المؤسسات الدينية والمراكز البحثية في دولة الإمارات العربية المتحدة لنشر قيم التسامح والتعايش المشترك وقبول الآخر والسلام والأخوة الإنسانية، واستراتيجيتها في مكافحة التطرف والإرهاب، تمثل أعلى مراحل التعاون الذي تنعكس نتائجه على المنطقة بل والعالم أجمع. ولفت «عياد» إلى أن ولادة وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة بابا الفاتيكان فرنسيس في مراحلها الأولى ورعاية دولة الإمارات العربية المتحدة لها حتى الآن، تدعم توجه الدولتين نحو ترسيخ معاني السلام بين جميع الشعوب، وتقطع الطريق أمام دعاة الفتن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©