الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محكمو «جائزة زايد للأخوة الإنسانية»: دور إماراتي بارز في نشر السلام والعدالة

محكمو «جائزة زايد للأخوة الإنسانية»: دور إماراتي بارز في نشر السلام والعدالة
26 فبراير 2022 02:34

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أكد محمدو إيسوفو، رئيس جمهورية النيجر السابق، أحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية: «إن الجائزة تؤكد دور الإمارات البارز في تقوية ونشر السلام على مستوى العالم، كما تدل على تمسك مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالقيم على مدار العصور».
وأوضح أن عدد الترشيحات الكبيرة للجائزة والبالغ 200 ترشيح شكل تحدياً كبيراً على أعضاء اللجنة، حيث تم عقد 4 اجتماعات افتراضية لفرز الملفات التي تحتوي على معلومات غزيرة، مبيناً أن الجائزة تحمل قيماً أصيلة ومن علامات التأثير الإيجابي للجائزة مستوى الفائزين بالجائزة، فالجيل الأول من الفائزين بالجائزة يتضمن شخصيات عالمية مؤثرة ذات صدى في العالم.
وأضاف أن إطلاق دولة الإمارات لجائزة زايد للعلوم الإنسانية في حد ذاته إسهامٌ من الدولة في نشر السلم في العالم، وجعل العالم أكثر إنسانية وأكثر عدالة، وحمل الجائزة اسم مؤسس الدولة ذو دلالة خاصة، حيث إنه كان مستمسكاً بمختلف القيم الإنسانية، وكان مثالاً يحتذى به في الخلق والأخلاق، وكان يسمى حكيم العرب، والوثيقة الهدف منها هو إعادة التذكير بالقيم التي حملتها الوثيقة، ونشرها في جميع أنحاء العالم، والجائزة تقوم بتحقيق ذلك الهدف، وهذه القيم يحتاجها العالم حيث صار الشر مستشرياً في العالم، خاصة في ظل هذه الأيام.

  • محمدو إيسوفو
    محمدو إيسوفو

وقال إن لهذه الجائزة تأثيراً إيجابياً عالمياً وقد حدث ذلك بالفعل، خاصة أنها تحمل قيماً عظيمة جاءت في الوثيقة، ومن مؤشرات ذلك الفائزون في الجائزة وهم شخصيات لها صداها عالمياً، كشيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية، وهو ما تسبب في إشاعة هذه القيم الإنسانيّة عالمياً.
وتابع  أن الإنسانيّة في حاجة إلى هذه القيم التي تحملها الجائزة، حيث يتنازع الشر والخير داخل النفس الإنسانية، وتحتاج إلى ما يقوي جانب الخير على جانب الشر وجهاد النفس التي دعانا إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وقال إن البحث عن إشاعة هذه القيم والعمل على ذلك من خلال الجائزة، يعد إسهاماً من جانب دولة الإمارات، لتقوية السلام في العالم، وأن يكون العالم أكثر إنسانية. 
وذكر محمدو إيسوفو أن عدد الترشيحات الكبير هذا العام، إنما يدل على اهتمام واسع بالجائزة، ومعناه أيضاً أن العالم أصبح مطلعاً على الجائزة وشكل تحدياً عالياً وتطلب جهداً كبيراً، وتتناول إنجازات يصعب المفاضلة بينها بسبب جودة أصحابها، وقوة المرشحين وانتهينا إلى الغوص في هذه الإنجازات والملفات، وفق شروط الجائزة، المعايير هي ما تضمنته الوثيقة وتم التوافق عليها كفريق واحد، وكانت الوثيقة ميزان المفاضلة بين المترشحين، معرباً عن سعادته بوجوده محكماً في هذه الجائزة، والذي يعد تشريفاً في حد ذاته.

عدوى إيجابية
وقال المونسنيور يوأنس لحظي جيد، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس: «نحن نحتاج إلى أن تنتشر وثيقة الأخوة الإنسانية لتصبح عدوى إيجابية في العالم أجمع، تدعو إلى الأخوة والتعايش في هذا الوقت العصيب الذي يؤثر على العالم».

  • يوأنس لحظي
    يوأنس لحظي

وأكد العمل على تجسيد مبادئ الأخوة الإنسانية على مستوى العالم من خلال مبادرات مختلفة، من بينها بناء دار أيتام في مصر ومستشفى لاستقبال المرضى وآخر لاستقبال الأطفال الذين حرموا من الرعاية الأسرية وتقديم كل العناية التي يحتاجون إليها، مشيراً إلى أن كل هذه المبادرات تعتبر ثماراً لوثيقة الأخوة الإنسانية، ولدت ثمرتها في أرض العاصمة أبوظبي، ونمت لتصبح شجرة تثمر في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت فومزيل ملامبو، نائب رئيس جنوب أفريقيا سابقاً، الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، أحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، أن الجائزة أصبحت تحظى بأهمية عالمية، ورغم الأزمات عالمياً كشفت الجائزة عن وجود الكثيرين من العاملين في مجال الخير، وهي سعيدة للعمل في تحكيم الجائزة المنبثقة عن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لافتة إلى المستويات الرفيعة التي تضمنتها الترشيحات، وكذلك الذين حصلوا على الجائزة خلال الدورة الماضية والتي سبقتها، والتي تؤكد دور كل شخص في العالم بغض النظر عن موقعه، كما أعربت عن سعادتها لكونها اختيرت ضمن محكمي الجائزة مع شخصيات يتمثلون هذه القيم.

  • فومزيل ملامبو
    فومزيل ملامبو

إنسانية مباشرة
وأكدت ليا بيسار، رئيس مشروع علاء الدين، عضو لجنة التحكيم بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، أن الجائزة جاءت في وقت يشهد توتراً في أنحاء كثيرة من العالم وأزمات كثيرة، آخرها ما نشهده هذه الأيام، ويجعلنا في حيرة وتساؤل لماذا يقتل البشر بعضهم بعضاً بهذه الصورة، ومن هنا تأتي أهمية الجائزة، لأنها تركز على إنسانيتنا المباشرة، وترسيخ القيم والتعايش.
وأكدت أن لجنة التحكيم أخذت المسؤولية بقدر كبير من الجدية، خاصة الوضع العالمي بعد جائحة كورونا، والإمارات تمثل الأمل ووفرت الأرضية اللازمة لذلك، وتمثل موقفاً رائداً وعالمياً، وتسعى جاهدة لتحقيق الأخوة بين البشر، وهى دولة تجمع بين الناس من مختلف أصقاع الأرض، واستقبلت قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كما عقدت الاتفاق الإبراهيمي.

  •  ليا بيسار
    ليا بيسار

كما أصبحت الجائزة تحمل زخماً عالمياً متزايداً سنة بعد سنة، وأصبحت معروفة على مستوى القادة وتنتشر عالمياً، وتحققت الغاية منها، وستكون الإمارات مثالاً يحتذى به عالمياً في بث الأمل وتجاوز الاختلافات، وتتمنى من مختلف دول العالم أن تحذو حذو الإمارات وإشاعة السلام، وأوضحت أن الجائزة ترسخ دور الإمارات والقيم الإنسانية التي نأمل أن تتمثلها دول الجوار ومختلف دول العالم.

خطوط إرشادية
وأكد الكاردينال مايكل تشيرني، المحافظ المؤقت لدائرة التنمية البشرية المتكاملة لدى الكرسي الرسولي، أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية المنبثقة من وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي وقعت بأبوظبي في عام 2019 كانت بمثابة مساهمة في تعزيز القيم والمبادئ المشتركة لكونها تقدم خطوطاً إرشادية لعلاج الكثير من المشكلات التي يعاني منها العالم، سواء كانت اقتصادية أواجتماعية أو دينية. 
وتابع «إن وثيقة الأخوة الإنسانية تعد أهم مساهمة للعالم المعاصر والإنسانية لكونها تعزز وترسخ مفهوم العائلة الإنسانية بشكل أوسع، يشمل الجميع، وتوفر مجالات لترجمة القيم والمبادئ الإنسانية على أرض الواقع كي نضافر جهودنا ونستخدم الأخوة الإنسانية في معالجة أهم المشكلات التي يعاني منها العالم، كما أن الجائزة لها أهمية خاصة لكونها بمثابة أول خطوة لترجمة مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، فهي تشجع وتلهم الأفراد والمؤسسات والمنظمات حول العالم لترسيخ ونشر مبادئ هذه الوثيقة».

  • مايكل تشيرني
    مايكل تشيرني

ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية
وقال الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن الجائزة إحدى ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية، مؤكداً أن الشخصيات الفائزة بالجائزة تؤكد أن عمل اللجنة يسير في الطريق الصحيح، سواء الدورة الحالية أو الدورة السابقة، وتقدم فضيلته بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، راعي الوثيقة والجائزة، كما تقدم بالشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب وأخيه قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.

إعلاء قيم حب الخير
عبرت ميشيل بيير لويس، المدير التنفيذي لمؤسسة «فوكال» للعلوم والحرية، عن سعادتها بالحصول على هذه الجائزة الإنسانية المتفردة، جائزة زايد للأخوة الإنسانية للعام الجاري 2022، والتي تعمل على أنسنة العالم، وإعلاء القيم وحب الخير والتعاون ونشر السلام، وأكدت أن القيم المتأصلة بجائزة زايد تحمل دفعة قوية لتعزيز التعايش والتضامن الإنساني، ومعياراً لتحقيق التناغم المجتمعي الذي ندعو له في ظل الظروف الاستثنائية التي نواجهها، لذا فإن تضافر الجهود بين أفراد المجتمع من دون أي تمييز يقوم على العرق أو الدين أو الجنس، ضرورة حتمية لتعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي.
وأوضحت خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بفندق سانت ريجيس الكورنيش، بتنظيم من اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن مؤسسة «فوكال» تأسست في عام 1995 وتعمل منذ 27 عاماً على نشر ثقافة التسامح بين مختلف شرائح المجتمع، ولها العديد من المبادرات الإنسانية في التعليم والصحة وغيرها، كما قدمت يد العون للعديد من الأشخاص الذين تعرضوا للزلازل في دول مختلفة على مستوى العالم.

  • ميشيل بيير لويس
    ميشيل بيير لويس

وذكرت أن الحصول على الجائزة يمثل دعماً للمؤسسة التي ظلت صامدة منذ تأسيسها، واكتسبت ثقة الجهات المانحة والدعم المستمر، كما اتسمت بالشفافية خلال عملها، والذي يركز على التعليم، ودعم الاستقرار الاقتصادي ودعم المزارعين، وتسويق منتجاتهم، خاصة أن هايتي دولة زراعية، وتعد من الدول الفقيرة عالمياً وشهدت العديد من الكوارث، إلا أنها تمتلك رصيداً كبيراً من حيث التاريخ والثقافة والقيم الإنسانية. 
وأشارت إلى أن المؤسسة تقدم مساعدات للمزارعين وتسويق المنتجات، ودعم القطاعات الأخرى ومنها التعليم والفنون والشباب ودعم العمال، وتسعى إلى الحد من معدلات الفقر والسعي لتحقيق الأمن الغذائي في المجتمع. 
وذكرت أنها لم تتوقع أن تحصل المؤسسة على هذا التقدير والفوز بهذه الجائزة القيمة التي تحمل إرث زايد المعروف عالمياً «بحكيم العرب»، وقالت: تم الاتصال بنا وطلب ملف المؤسسة وما تقوم به، من دون تفكير في الحصول على الجائزة، وفوجئنا بحصول المؤسسة على الجائزة وتم إبلاغنا منذ فترة قصيرة.
وأكدت أن الفوز بالجائزة ليس تكريماً للمؤسسة فقط، بل تكريم لدولة هايتي، إذ إن هذا الفوز سيلقي الضوء على «هايتي» في وسائل الإعلام المختلفة بصورة إيجابية، ويمثل دعماً مباشراً وثقة في المؤسسة، والعمل الإنساني يحتاج إلى تضافر الجهود، لذا فإن هذه الجائزة، وفي ظل ما يشهده العالم، تمثل الضوء والأمل، والعالم يحتاج إلى مثل هذه الجوائز.
وأشارت إلى أنها شعرت بالسعادة وهي تزور الإمارات وتشاهد النهضة الحقيقية في مختلف الميادين، ومع أنها لم تلتق المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلا أنها تعرف عنه حكمته وسعيه لإحياء القيم الإنسانية، والعيش المشترك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©