الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مناقشة أونلاين لـ «الديوان الإسبرطي» في «الملتقى الأدبي»

مناقشة أونلاين لـ «الديوان الإسبرطي» في «الملتقى الأدبي»
23 ابريل 2020 16:41

فاطمة عطفة (أبوظبي)
جلسة أدبية متميزة، وحوار ثقافي عميق مع الروائي عبد الوهاب عيساوي، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية 2020، نظمه أونلاين صالون «الملتقى الأدبي»، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، راعية الجائزة. يتناول الكاتب في روايته مرحلة دقيقة من العلاقة المأزومة بين الشرق والغرب، مشيراً في الصفحة الأولى إلى «الديوان الشرقي» لجوته، وقد اختار أقسى تجربة دموية من هذه العلاقة، ممثلة بتاريخ الجزائر خلال سقوط الحكم العثماني وبداية الاستعمار الفرنسي. وأوضح الكاتب أكثر من مرة، أن الرواية ليست تاريخاً، إنما هي حكاية تعبر عن مشاعر وهواجس إنسانية تشغل القلب أكثر مما تشغل العقل، لأن العقل قد يقود إلى الحرب. وأكد أن تعدد الأصوات في الرواية يعبر عن ديمقراطية الكتابة الروائية، وموقف الكاتب الموضوعي بين شخوصه الخمسة، وهم: اثنان فرنسيان، هما ديبون وكافيار.. وثلاثة عرب، هم ابن ميار وحمة السلاوي ودوجة. واللافت أن عدد الحضور في الجلسة قارب الثمانين، إضافة إلى الكاتب والمشاركات في الحوار، أدارت جلسة الحوار الافتراضي أسماء صديق المطوع، مؤسسة صالون الملتقى.
ومنذ البداية، أورد الكاتب على لسان ديبون، كما أكد في حديثه، أن هذا الصحافي الفرنسي يدين الاحتلال، ويتعاطف مع أبناء البلاد، على النقيض من كافيار الذي كان ضابطاً في جيش نابليون وشاركه الهزيمة في واترلو، وظل يحلم بأن تكون الجزائر تحت سيطرتهم بلا أي رحمة. وحتى النهاية، تبقى مواقفهما على طرفي نقيض. ويوضح عيساوي أن الرواية تتكلم عن مرحلة رحيل العثمانيين عن الجزائر، وبداية الاستعمار الفرنسي، بكل الجرائم الفظيعة التي ارتكبها عساكرهم، من نبش القبور إلى إلغاء الأوقاف، ومصادرة المزارع والقرى، وحتى تحويل المساجد إلى ثكنات عسكرية، مؤكداً أن كثيراً من الأزمات التي نعيشها اليوم، هي نتيجة لهذا التصادم بين الشرق والغرب، وذلك أن وجهتي النظر مختلفتان ومتباعدتان جداً. ولفت الكاتب إلى أن هذا التباين الصدامي في وجهات النظر قديم، مؤكداً على أن هذا الاحتلال وحملة نابليون على مصر، كانا من أبرز الأحداث التاريخية خلال القرون الثمانية الأخيرة.
وأشارت أسماء المطوع، في مداخلتها، إلى ما جاء في (ص: 205) حول «بقايا الكتب التي كانت تتناثر في باحة أول مسجد اقتحم. جمعتها كلها... لكنها لم تكن تشكل كتاباً لتباينها». وأوضح الكاتب أن هذا كلام شخصية ابن ميار الذي كان شاهداً على دخول الفرنسيين وما قاموا به من تصرفات همجية، بإحراق المصاحف واحتلال المساجد. وحول مدى التشابه بينه وبين عبد الرحمن منيف في الاهتمام الروائي بالمهمشين، تحدث بتقدير إلى تجربة منيف بوضوح وأهمية ما ترك، مستعرضاً رواياته، وإن لم يحدد المكان إلا العراق في «أرض السواد».
ونقتبس من نهاية الرواية ما قالته الشاهدة النسوية الوحيدة والأخيرة على الأحداث دوجة: «لم يكن الرحيل عن المحروسة بالنسبة لمحبيها إلا وجهاً آخر للموت، بينما لم يكن بالنسبة لي إلا درباً لإدراك بهجة الحياة». وكانت بهذه الجملة تعبر عن تعاقب الأجيال، وأن مستقبل البلاد يبقى للشباب.
 
 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©