الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ليلة في بانكوك» يكافح الاتجار بالبشر بالفنون

«ليلة في بانكوك» يكافح الاتجار بالبشر بالفنون
23 سبتمبر 2014 21:15
عندما تحضر القضايا الإنسانية، فإن الجمع يكون كبيراً وحاشداً، وهو ما أكده الحفل الخيري، الذي نظمته، أمس الأول، السفارة التايلاندية لدعم مراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر. وشهد الحدث، الذي حمل عنوان «ليلة في بانكوك» حضوراً لافتاً للمسؤولين وكبار الشخصيات والمهتمين بعمل الخير لدعم هذا النشاط الإنساني الذي يهدف إلى ترسيخ ثقافة العطاء، على رأسهم الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، مدير إدارة شرق آسيا والباسفيك بوزارة الخارجية، إلى جانب نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لهيئة المنطقة الإعلامية بأبوظبي وtwofour54. تخلل حفل «ليلة في بانكوك»، الذي أقيم بفندق وسبا إيسترن مانجروف أنانتارا بأبوظبي، إلقاء كلمات عدة بالمناسبة، وعرض مرئي تعريفي بمراكز إيواء، لنشر الوعي بهذه الجريمة التي أصبحت تعرف بـ«عبودية القرن الحديث». ودورها في محاربة هذه الجريمة. وشهد الحفل الإعلان عن افتتاح دار إيواء لضحايا الاتجار بالبشر من الذكور. عرض تعريفي أوضح الفيديو التعريفي أن المراكز لا ينحصر دورها في إيواء هؤلاء، بل يمتد إلى إكسابهم مهارات وتمكينهم من حرف تساعدهم مدى الحياة، وتعود عليهم بالنفع عليهم، كما أوضح الفيديو أن أنواع الاتجار بالبشر لها تمثلات عديدة كالدعارة وبيع الأعضاء والسخرة وعمالة الأطفال ووعود العمل الكاذبة وبيع الأطفال ودعارة الغير، وسلط العرض الضوء على المهام التي تقوم بها المراكز، والتي تترجم شعار «الإنسانية كرامة لا مهانة» من خلال تأهيل الضحايا ومعالجتهم ومتابعتهم لحين ترحيلهم لبلدانهم. ويأتي الحدث في إطار توجه مملكة تايلاند الهادف لدعم الأنشطة الإنسانية من خلال إظهار بصمتها المتمثلة في المطبخ التايلندي لدعم موارد مراكز إيواء، لذا حضره طهاة عالميون حائزون جوائز، وهم الشيف أزتاج والشيف برين، والشيف شومبو إلى جانب الشيف جامنونج قاموا بتقديم أطباق خاصة للضيوف، بالإضافة إلى استضافة فرقة تايلندية شهيرة، واستطاع عازف الساكسفون ساكمان جذب الحضور بعزفه أنغاما عربية. إلى ذلك، قال وراوود شويروش، سفير مملكة تايلاند في الدولة، إن «مشاركة المسؤولين وحضورهم الشخصي يساعد في نشر الوعي حول جريمة الاتجار بالبشر، ويسهم في مكافحة هذه الآفة النكراء ومدّ يد العون لضحاياها». وأضاف أن مملكة تايلاند ودولة الإمارات مقتنعتان بخطورة هذه المسألة وتبذلان الجهود الحثيثة للتعامل معها، مشيرا إلى أنه في الأسبوع الماضي، زار وفد من مملكة تايلند دولة الإمارات العربية المتحدة لمناقشة مقترح مذكرة تفاهم حول التعاون في مكافحة الاتجار بالبشر، وفي هذا السياق، يأتي العشاء الخيري في الوقت المناسب للاحتفاء بهذه المبادرة ذات الأهمية». وأوضح شويروش «تطلّب هذان الحدثان أشهر طويلة من التحضير، وقد بُذلت جهود جبارة وحُشد الدعم من قبل جميع الشركاء». ترسيخ ثقافة العطاء حول أهمية هذا الحدث الخيري، قالت سارة شهيل، مدير عام مراكز إيواء، إن المبادرة صدرت عن السفارة الملكية التايلاندية، معبرة عن امتنانها للسفارة التي تتوجه لدعم القضايا الإنسانية، وترسي ثقافة العطاء من خلال برامجها، كونها مهتمة بمثل هذه القضايا الإنسانية. وأكدت أن «السفارة تكفلت بجلب الطهاة الكبار من تايلاند الذين عرضوا تشكيلة من المأكولات والمقبلات والحلويات»، موضحة أن تجربة الإمارات في مكافحة جريمة الاتجار بالبشر من خلال مراكز إيواء أصبح لها صيت عالمي ما دفع الكثير من الجهات للتعاون في هذا الصدد والرغبة في الاضطلاع على هذه التجربة ودعمها. ولفتت إلى أن زيارة توماس مالينوسكي مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون حقوق الإنسان لمراكز إيواء أكبر دليل على ذلك، وتحظى التجربة بإشادات دولية نظرا للخدمات التي تقدمها والدور الذي تقوم به في تأهيل الضحايا، وتمكينهم من مهارات ومتابعتهم بعد الترحيل. وقالت شهيل «تتمثل رؤيتنا في أن تكون المراكز مثالا يحتذى به عالميا للمشاركة في الوصول إلى مجتمع خال من جميع أشكال العنف القائم على الجنس، بينما تتحدد رسالتنا في العمل على حماية ضحايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والأطفال في مختلف الإمارات واحترام إنسانيتهم من خلال توفير مأوى آمن ومؤقت لهم، والمساعدة في الحد من وقوع عمليات الاتجار بالبشر والعنف القائم على الجنس في الإمارات من خلال زيادة الوعي في المجتمع ما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار»، مشيرة إلى أن المراكز تعمل على إغاثة الضحايا ورعايتهم ثم إعادة تأهيلهم ومتابعتهم ووقايتهم. أفضل الممارسات العالمية توضح سارة شهيل، مدير عام مراكز إيواء، «تستند مراكز إيواء على أفضل الممارسات العالمية في تقديم خدمات الرعاية والدعم والتأهيل لضحايا هذه الجريمة حتى يعودوا مواطنين صالحين في أوطانهم، بعد رجوعهم إليها آمنين مسلحين بنفوس طابت، بعد أن أعياها الظلم والقهر وشهادات تثبت كفاءتهم في حرفة أو مهنة تعلموها تبعد عنهم شبح الاستغلال وشبح الوقوع في براثن المتاجرين مرة أخرى». سابقة نوعية..مراكز إيواء للضحايا الذكور عن الجديد في المراكز، قالت سارة شهيل، مدير عام مراكز إيواء، إنه تم استحداث مركز للذكور من ضحايا الاتجار بالبشر، الذي افتتح مؤخرا في أبوظبي، ويستوعب 20 ضحية، معتبرة ذلك إنجازاً لا مثيل له في الكثير من الدول العربية والأجنبية. وأضافت أن مراكز إيواء ومنذ تأسيسها عام 2008 تعمل على حماية ورعاية ضحايا جريمة الاتجار بالبشر، التي يأتي ضحاياها من المناطق الهشة والمهمشة، ومن المناطق الملتهبة ومناطق الكوارث الطبيعية والإنسانية، وهذه الشريحة التي كانت في السابق تنحصر في النساء والأطفال، باعتبارها شريحة مستضعفة أصبحت تضم شريحة من الذكور، ما دعا مراكز إيواء إلى أن تفتتح مركزاً لإيواء الضحايا من الذكور نهاية عام 2013. ثالث أكبر الجرائم يعتبر الاتجار بالبشر ظاهرة إجرامية عالمية عابرة للحدود، كما يعرف بعبودية العصر الحديث، ويحتل المرتبة الثالثة عالميا ضمن أكبر الجرائم، بعد تجارة المخدرات وتجارة الأسلحة، وأغلب الضحايا هم النساء والأطفال، في هذا الإطار تعمل مراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، التي تم تأسيسها سنة 2008، تحت مظلة الهلال الأحمر على استضافة ومساندة ضحايا الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي من النساء والأطفال. كما تشارك بمهمة التوعية والوقاية من جرائم الاتجار بالبشر في الدولة، ويهدف المركز إلى توفير الدعم العاجل وطويل المدى للضحايا، التنسيق الفعال مع الجهات ذات العلاقة، زيادة الوعي في المجتمع، بناء كادر بشري فعال، تحقيق التفوق في الأداء المؤسسي. طاقة استيعابية تملك الإمارات أربعة مراكز في أبوظبي، والشارقة، ورأس الخيمة، وكلها للنساء والأطفال. ويستوعب مركز أبوظبي لإيواء ضحايا الاتجار بالبشر 60 ضحية، بينما يستوعب مركزا الشارقة ورأس الخيمة 35 ضحية في كل منهما، بينما يستوعب مركز الذكور المستحدث في أبوظبي 20 ضحية. تصنيف الضحايا منذ عام 2009 استقبل مركز أبوظبي 143 حالة، بينما استقبل مركز الشارقة 38 حالة، و30 حالة استقبلها مركز رأس الخيمة. وتوضح الأرقام خلال سنة 2013 أن 52% من الضحايا من آسيا، و34% من الدول العربية، و17% من أفريقيا وأوروبا الشرقية، وعن أعمار الضحايا، فإن إحصائيات 2013، فإن 17% من الضحايا تحت سن 18 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©