نسرين درزي (أبوظبي)
لم تعد السفن مجرد وسائل نقل بحرية يختارها الركاب لقطع المسافات عوضاً عن الطائرات. والعلامات المعروفة منها حول العالم تضاهي بمواصفاتها اليوم كبريات منشآت الاستقطاب، ما يفتح المجال واسعاً لأضخم المنافسات في قطاع هندسة وتصاميم البواخر. ومنذ تحولت عابرات المحيطات إلى وجهات سياحية قائمة بمرافق الضيافة فيها والترفيه، أصبح الأمر أكثر توجهاً للاهتمام بمعالم الجذب عليها، وما تقدمه من خدمات تفوق الوصف.
18 ألف طابق
إذا كانت سفن الرحلات البحرية تحتل الصدارة في سباق الحجم والقوة بين روائع الهندسة الحديثة، فإن «سيمفوني أوف ذا سيز» ستأتي في المقدمة. فهي أحدث وأضخم سفينة رحلات بحرية تنضوي تحت راية رويال كاريبيان بطول 362 متراً وبوزن يفوق مجموع 17 ألف فيل أفريقي، مع مجموع 18 ألف طابق، وحمولة 230 ألف طن. ومع هذه المواصفات تستطيع السفينة استيعاب 6780 ضيفاً على أساس الإشغال المزدوج، و2175 طاقماً عالمياً. وبذلك فإن السفينة العملاقة من فئة «أواسيس» ليست مجرد معلم بمقاييس خارقة، وإنما هي أقرب إلى المدينة العائمة التي تحقق للنخبة حلم الرحلات البحرية الفاخرة.
«نيويورك» البحرية
بالغوص في حقائق البناء الاستثنائي لـ «سيمفوني أوف ذا سيز» فقد شيدت من 500 ألف قطعة فردية، أي ما يعادل 27 ضعف عدد القطع المستخدمة لبناء برج إيفل. وبمزيد من عوامل الإبهار، فإن واحداً من دواسرها الأمامية الأربع يعمل بقوة حصانية تعادل قوة 7 سيارات فيراري مجتمعة. ومع 7 أقسام مختلفة منها، يمكن القول إن المناطق التي تحتضنها تفوق بالعدد والمساحة مدينة نيويورك. وبذلك فإن هذا الصرح السياحي غير المألوف، وإن كان أشبه بأساطير الخيال، فهو يلبي بأجنحته وردهاته، مختلف احتياجات الركاب على تنوع أذواقهم ورغباتهم في رحلة العمر.
12 ألف شجرة
بداية الجولة السياحية من المول الداخلي «رويال بروميناد»، الذي يمتد على سطحين مروراً بحديقة «سنترال بارك» الخضراء المميزة والمحاطة بـ 12 ألف شجرة ونبتة. وهنا أيضاً تطل منطقة «ذا بوردووك» المفتوحة على الواجهة البحرية، وتتوزع فيها أحواض السباحة وركن الرياضة بكل ما يتطلبه من أجهزة عصرية ترضي عشاق التمارين. وعلى مسافة غير بعيدة تتألق منطقة النادي الصحي «فيتاليتي أوف ذا سي»، الذي يوفر قمة الاستجمام التي يبحث عنها المسافرون بالبحر. ولم يغفل تصميم السفينة الشاملة اهتمامات الأطفال والمراهقين، بحيث يتوافر لهم مركز واسع فيه كل تخصصات الترفيه الحركي والإلكترونيات.
متحف حصري
تضم سيمفوني أعمالاً فنيةً توازي عدد اللوحات المعروضة في متحف اللوفر بباريس. وتحتوي مجموعتها الفنية المميزة أكثر من 1000 قطعة معروضة في مساحات عامة عبر مختلف الوسائط من لوحات ومنحوتات وأعمال تركيبية وصور وفيديوهات وسواها.
وشارك في إحياء المجموعة وتحقيق هذه التحفة المعمارية فنانون من أكثر من 60 بلداً بما فيها الأرجنتين وأستراليا وكندا واليونان والمغرب. وكان من أساسيات تشكيل هذا المتحف الثقافي المتنوع، أن يتم العمل خصيصاً على مقتنياته، بحيث تم ابتكار عدد كبير من القطع الفنية لتعرض حصرياً وللمرة الأولى على متن «سيمفوني أوف ذا سيز».
أطول من «راشمور»
وتوفر السفينة الحدث أفضل عروض رويال كاريبيان، بدءاً من «ألتيميت آبيس»، وهي الزلاجة المائية العملاقة التي تمتد على ارتفاع 10 طوابق أو 150 قدماً فوق سطح البحر، وتعد أطول من جبل راشمور. ومن المرافق الجاذبة على السفينة تجارب الطعام الراقية التي تقدمها علامة «جايميز إيتاليان» للشيف جايمي أوليفر الشهير والمطعم العالمي «وندرلاند». ويوجد على سعة السفينة 20 مطعماً وأكثر من 3 آلاف خيار طعام.
ومع كل ما تقدم ينعم ركاب «سيمفوني أوف ذا سيز» بعطلة الأحلام وفق أعلى المعايير التي يتمناها عشاق الرحلات البحرية. ومجرد الإقامة على متنها يعني عيش قصص تستحق المشاركة وسط وجهة سياحية متكاملة في عرض البحر.
مزايا عالمية
«رويال كاريبيان انترناشيونال» شركة سفن سياحية عالمية حائزة جوائز مع إرث 48 عاماً من الابتكار وتقديم الخدمات المتفردة على متن السفن. يضم أسطول الشركة مجموعة لا تضاهى من المزايا والمرافق والعروض الترفيهية العالمية على غرار برودواي والبرامج الترفيهية التي تلائم الأسر والمسافرين المغامرين على حد سواء.
وجهات شعبية
تبحر سفينة «سيمفوني أوف ذا سيز» إلى أكثر الوجهات شعبية، في برمودا ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا وكندا ونيو إنغلاند وألاسكا وأميركا الجنوبية وآسيا وأستراليا ونيوزيلندا.
«اختيار القراء»
على متن «سيمفوني أوف ذا سيز»، يتم الاهتمام بالضيوف مع خدمة «جولدن أنكور»، ذات الشهرة العالمية، من قبل أفراد الطاقم والموظفين. وتم التصويت للعلامة الأم «رويال كاريبيان» كأفضل شركة سفن سياحية على مدار 14 سنة متتالية في جوائز «اختيار القراء» من ترافل ويكلي 2018.
عدد اليوم
