الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سهيل المزروعي: البحر ملهميوالصحراء مرتع طفولتي

سهيل المزروعي: البحر ملهميوالصحراء مرتع طفولتي
29 يناير 2015 21:25
أشرف جمعة (أبوظبي) لا يُعرف عن معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة، غير الوجه السياسي، الذي يعكسه طوال اليوم في منصبه، لكن ثمة جوانب أخرى في شخصيته تتضح من خلال محطات كثيرة في حياته. والمزروعي، الذي يعتمد على ثقافته الواسعة وبساطته في إدارة شؤون الوزارة، رغم مسؤولياته الكبيرة، وسفره المتكرر، لا ينفصل عن هواياته، فضلاً عن أنه يحتفظ بصداقاته القديمة. وفي سياق حوار أجرته «الاتحاد» مع معاليه خلع المزروعي عباءته السياسية، وتحدث عن حياته الخاصة وطفولته وعشقه للصحراء. ممارسة الهوايات يقول المزروعي: رغم جدولي اليومي المتخم بالمهام والمسؤوليات، والمتابعة الدؤوبة لطبيعة عملي، فإنني في خضم ذلك أواصل قراءتي في الشعر وكتب الأدب وموسوعات التاريخ، وذلك بسبب ضيق الوقت الذي يجعلني أمارس هواياتي في حدود المتاح، حيث إنني من أنصار القراءة في الأماكن الهادئة، وأستمتع بها أكثر في أجواء الطبيعة، مؤكداً أن أكثر الهوايات التي تحظى باهتمامه هي رياضة المشي التي تجد لها مكاناً ضمن أولوياته اليومية». ويقول إنه في حال قيامه بجولة سياحة داخلية في الدولة للاستجمام فإن لديه بعض الأماكن التي يفضلها مثل الصحراء، لكونها تذكره بطفولته، لما تتمتع به صحراء الدولة من جمال خاص، وسحر جذاب، حيث أصبحت اليوم وجهة مفضلة لمحبي رحلات البر، لافتاً إلى أنه يحب البحر، فهو بالنسبة له مصدر للإلهام الشعري، كما لا يخفي معاليه إعجابه الشديد بالمنطقة الغربية، وخاصة منطقة ليوا، وكذلك شواطئ السعديات في أبوظبي وأيضاً شواطئ الفجيرة، وكلها تشجع على السياحة الداخلية. ارتباطات عملية عن كيفية قضاء إجازته الأسبوعية وتفكيره في الاستمتاع بها في أجواء عائلية أو مع الأصدقاء، يذكر أنه يحب قضاءها مع الأهل إن أمكن لتعويضهم عن الوقت الذي يقضيه بعيداً عنهم بسبب كثرة ارتباطاته التي قد تتطلب سفره المفاجئ، أو متابعته لأي من أعمال الوزارة، وهو ما يعده تقصيراً في حق العائلة التي تتفهم طبيعة عمله. ويشير إلى أنه رغم كثرة مهامة فإنه يخصص وقتاً للالتقاء بالأصدقاء. وبالنسبة لسفراته الخارجية والدول التي يفضل السفر إليها، يوضح أن سفراته الخاصة بالعمل تكون ذات طابع رسمي، لكنه يحاول أن يتعرف إلى تاريخ وعادات البلدان التي يزورها من سفراء الإمارات في تلك الدول، مؤكداً أنه نظراً لطبيعة عمله لا تزيد رحلات الاستجمام الخاصة به عن أسبوعين في العام، لافتاً إلى أنه يعشق السفر في رحلات العمل أكثر، لأنها تولد إحساساً لديه بأنه يمثل الدولة ويسهم في توطيد العلاقات مع الدول الصديقة. زيارات عائلية عن مستوى علاقاته الاجتماعية، يقول إنه شخص بسيط ولديه كثير من الصداقات التي يعتز بها، ولا يميل إلى الرسميات كثيراً، ولكن طبيعة العمل الوزاري وكثرة مسؤولياته قللت مساحة الوقت لديه، إذ إنه كان في السابق يحرص أكثر على مداومة الزيارات العائلية والحضور في المجالس، ورغم ذلك فهو ينتهز الفرص لتخصيص وقت لمثل هذه الزيارات. وعن بعض المواقف الطريفة أو الصعبة التي مر بها معاليه، يذكر أن المواقف الصعبة كثيرة في حياة أي شخص، وهي التي تسهم في بناء شخصيته، إذ إن كل تحد يواجهه الإنسان إما أن يزيده قوة أو يكسره، ويرى أن أصعب المواقف على الإطلاق هي فقدان من نحب، ومن ثم تحمل المسؤولية، والعمل على إسعاد الناس، ووجوده في المنصب الحالي يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة، يتمنى أن يؤديها على أكمل وجه.خارج الحدود يلفت إلى أنه يجب أن يضع الإنسان هدفاً أسمى له في الحياة أكبر من الترقية أو المردود المادي ويسعى له، وأن يكون لديه قناعة بذلك، ولا يقيم أداءه بنفسه، بل يتنافس مع الأفضل خارج حدود المؤسسة التي يعمل بها. ويرى أن من أراد تحمل المسؤولية يجب أن يقنع الناس بأخلاقه، وحسن معاملته، وأن يخدمهم أولاً ليخدموه، مؤكداً أن ما يبقى للإنسان هو الاحترام، وليست الألقاب. ويعود المزروعي بالذاكرة، حيث سنوات الدراسة، واللحظات الأولى لإقامته في الخارج، فيذكر أن هذه المرحلة كانت هي بداية التحديات بالنسبة له ولزملائه، إذ إنهم كانوا أمام منافسة صعبة في إحدى أقوى الجامعات الأميركية في تخصصاتهم العلمية. ويلفت إلى أنه كان يعاني مع زملائه عدم إجادة اللغة الإنجليزية، فضلاً عن التغيرات الكبيرة التي كانت سائدة في نمط الحياة آنذاك، مشيراً إلى أن من الأصدقاء في تلك الفترة والذين يعتز بصداقتهم معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة. منافسة وتميز لا ينسى معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة التحديات التي مر بها، إذ يرى أن الآباء غرسوا فيه حب المنافسة وحب التميز بالجد وليس بالقول، لافتاً إلى أن من ضمن هذه التحديات اختيار الدراسة، والتخصص، والجامعة، وكذلك، التمكن من المنافسة، ومن ثم العمل على إنجاز فترة التدريب في عام بدلاً من عامين، وكذلك العمل في أصعب تخصصات هندسة البترول، وهو «محاكاة المكامن»، الذي يتطلب 8 سنوات من الخبرة في السنة الثانية من العمل. ويقول: «كنت من يضع التحدي لنفسه إلى أن أصبحت من أصغر المديرين سناً في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» آنذاك قبل أن أنتقل إلى شركة «مبادلة». رحلة كفاح يرى معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة أن دور شريكة حياته «أم محمد» في رحلة كفاحه كبير جداً، وفي دعم طموحه ومسيرته في الحياة منذ عام 1999 فكانت الزوجة والصديقة، ولا ينسى أبداً صبرها عليه في الغربة عندما كان يعمل في هولندا لنحو عام ونصف، لافتاً إلى أنه كان كثير السفر في تلك الفترة، ويعتقد أنه قلما تجد رجلاً ناجحاً في الحياة ليست لديه زوجة تدعمه. خدمة الوطن يشعر معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة بالرضا وهو مع الناس خصوصاً عندما يقدم لهم خدمات. ويذكر أنه لو عاد به الزمن أكثر من مجالسة من فارقوا الحياة. ويلفت إلى أنه راض كل الرضا عن فترة طفولته، ويعترف بأنه لم يحقق أحلامه كاملة إذ إنه يطمح إلى أن يخدم وطنه بشكل أكبر، وهذا الطموح لم ولن يكتمل إلى أن يفارق الحياة. ويتمنى أن يقدم كل ما لديه في أثناء أداء مسؤولياته، وألا يظلم أحداً، ويرجو من الله أن يعينه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©