الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخبار «مفبركة» تعيد فنانين إلى دائرة الضوء

أخبار «مفبركة» تعيد فنانين إلى دائرة الضوء
29 يناير 2015 21:09
تامر عبد الحميد (أبوظبي) ظهرت على الساحة الفنية في الآونة الأخيرة شائعات من نوع خاص، فبعض الفنانين يطلقون قصصاً «مفبركة» تتعلق بحياتهم الخاصة أو الفنية لتسليط الضوء عليهم، خصوصاً إذا كان هذا الفنان غائباً عن الأعمال الفنية التي يظهر خلالها إعلامياً ليتحدث عنها، فليجأون إلى هذا الأسلوب للترويج لأنفسهم، و هناك الآن بعض الفنانين الذين يجيدون إطلاق أخبار غير حقيقية عن أنفسهم ليكونوا محط أنظار وحديث الوسائل الإعلامية، مستفيدين من مواقع التواصل الاجتماعي. مصادر مجهولة باتت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأكثر أهمية لبعض نجوم الفن، لإطلاق شائعات، حتى يحقق الخبر «المفبرك» أكبر نسبة انتشار في الوطن العربي، فهناك من يتعمد إطلاق إشاعات متعلقة بالمرض أو أنه سيشارك في فيلم عالمي، وتلك الفنانة ستغني «دويتو» مع فنان عالمي، أو أنها رفضت المشاركة في عمل ما، وكل هذه الأخبار والتصريحات ما هي إلا قصص من نسج خيال الفنان نفسه، ولا تمت للواقع بأي صلة، فما رأي بعض الفنانين حيال الموضوع؟ قال الممثل والمنتج الإماراتي حبيب غلوم: «أعتقد أن الإشاعات (المفبركة) التي يطلقها فنانون على أنفسهم ليست ظاهرة خصوصاً على المستوى الخليجي، فمن الصعب أن نجد فناناً يطلق إشاعة على نفسه من أجل الترويج لعمل فني أو لنفسه، إذ إنه لا يحتاج لمثل هذه التصرفات، فالفنان الحقيقي الذي كون قاعدة جماهيرية بفنه الهادف وشخصه المحترم، لن تقل مصداقيته لدى جمهوره ولو أطلقت عليه مليون إشاعة». وأكد أن هناك نوعين من الشائعات واحدة تضر بالفنان نفسه، والأخرى تمر مرور الكرام أو تكون بمثابة «شائعة لطيفة»، مثل الزواج أو المشاركة بأحد الأفلام، أو تعاون مع هذا الفنان، وهذه الأخبار حتى لو كانت غير صحيحة فهي مقبولة لأنها لا تضر بأحد، أما شائعات المرض أو الوفاة أو الطلاق وغيرها فهي الأكثر ضرراً سواء للفنان أو على مستوى جماهيريته، لأنها تؤدي إلى الحد من أسهمه في قلوب الجماهير خصوصاً إذا اكتشف أنه صاحب هذه الإشاعة. ولفت غلوم إلى أن الشائعات بشكل عام مجهولة المصدر، ومن الصعب تأكيدها، لا سيما مع وجود مكاتب إعلامية للفنانين التي تروج للنجم، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي من الممكن أن تختلق إشاعات ليست لها أي أساس من الصحة، ووسط كل هذا يعيش الفنان بين الرد والنفي أو الصمت. مسؤولية الترويج وترى الفنانة هدى صلاح أن هناك بعض الفنانين، الذين يروجون لمثل هذه الشائعات حول أنفسهم من أجل الشهرة أو تسليط الأضواء عليهم مجدداً، لا سيما أن غياب الفنان عن الوسط الفني سواء بأعمال أو إقامة حفلات، وحضور مهرجانات يجعله خارج حسابات الوسائل الإعلامية، وبالتالي يتناساه الجمهور، مشيرة إلى أنه في مع وجود مكاتب إعلامية لبعض الفنانين، فقد تكون مسؤولية ترويج الشائعات من المكتب الإعلامي للفنان، وذلك بالاتفاق معه، حول تسريب خبر مفرك حتى يحقق الدعاية المطلوبة، ويكون حديث الساعة. ولفتت إلى أن هذه الأخبار الزائفة غير مستحبة مطلقاً، وقالت: «أرفض أن يطلق الفنان على نفسه الشائعات؛ لأن ذلك يخالف الأخلاق الحميدة، ويضعه في موقف محرج، إذ إنه بهذا التصرف يفقد مصداقيته أمام نفسه أولاً ثم الجمهور»، لافتة إلى أن الإشاعات التي يطلقها بعض الناس تجاه الفنان أيضاً تعد نوعاً من الادعاء غير المرغوب فيه، الذي قد يضر بالفنان ويشوه سمعته أحياناً، لكن مثل هذا النوع من الإشاعات ليس للنجم دخل فيه، وعلى أي حال، فإن الإشاعات سلوك مرفوض في المجتمع الفني، فهو يفتح طريقاً للعداوة والبغضاء. إثارة الاهتمام ابدت الفنانة بلقيس استغرابها ممن يفتعل هذه الشائعات التي يمكن في بعض الأحيان أن تضر بالشخص نفسه. وقالت: «أندهش كثيراً ممن يطلق تصريحات أو أخباراً غير صحيحة من أجل الترويج لنفسه، وإثارة ضجة فنية وإعلامية، ففي النهاية الضوء مسلط بشكل دائم على الفنان، وعاجلاً أم آجلاً، سيكتشف الناس أن هذه الأخبار التي أطلقت بأنها غير صحيحة، ومن الممكن أن تضر هذه الإشاعات بالشخص نفسه، لا سيما أن مصداقيته عن جمهوره ستتراجع». وأضافت: «بعض الفنانين من الممكن أن يلجأوا إلى إطلاق الإشاعات على أنفسهم من أجل إثارة اهتمام الجمهور والإعلام، وبالأخص من يشعر بالتهميش من قبل الجمهور والإعلام معاً، لكنه في النهاية لا يعلم بأنه بعد إطلاق الإشاعة ومعرفة الحقيقة، سيتعرض إلى التهميش بشكل أكبر من السابق، فدائماً الحقيقة والصدق هما الأفضل». اعتزال وشكوك كل عام تقريباً تطلق على الفنان الإماراتي حربي العامري إشاعة اعتزاله الفن، إلا أنه يظهر ويصرح للوسائل الإعلامية أن ما قيل لا يمت إلى الواقع بصلة، وما هو إلا إشاعات مغرضة هدفها تدميره فنياً. وتوقع البعض أنه هو من يطلق الإشاعة لاسيما أنه يغيب عن الساحة الفنية بين فترة وأخرى، لتظهر خلالها الأقاويل و ويصبح هو محط أنظار الجميع. إلى ذلك، قال: «لم اطلق في حياتي إشاعة على نفسي، فلماذا أفعل؟ فخبر الاعتزال في حد ذاته يضر الفنان كثيراً، وبمجرد أن أعلم بانتشار مثل هذا الخبر، أحاول نفيه على الفور، حتى لا يتصور الجمهور بأنني اعتزلت بالفعل». وتابع: «لا أعرف بالتحديد مصدر هذه الإشاعة التي تلازمني، لدرجة أن البعض اعتقد أنني أطلقها على نفسي، لكن المغرضين والحاقدين يستغلون فترة ابتعادي عن الساحة الفنية لكي يطلقونها، وبكل ذكاء يكون الوقت مناسباً جداً لإطلاقها ، لافتاً إلى أن أسباب ابتعاده عن الساحة تعود إلى اختياراته الدقيقة لأعماله الغنائية، فهو لا يريد أن يكون متواجداً من أجل التواجد فقط، فما يهمه هو إصدار أغنية واحدة كل عام، على أن تظل محفورة في ذاكرة المستمع. رأي القانون يقول المحامي والمستشار القانوني الإماراتي سعود القحطاني إن مروج الشائعات أو الأخبار الكاذبة أو الصور المتصلة بأسرار الحياة الخاصة والعائلية للأفراد، بطريقة علنية سواء الجرائد أو المجلات أو المواقع الإلكترونية والبرامج التلفزيونية، يعاقب بحسب المادة 378 من قانون العقوبات الفقرة الثانية، لافتاً إلى أنه لا يوجد نص قانوني يعاقب مروج الإشاعات في حال أطلقها على نفسه. مردود سيئ قال الممثل الإماراتي الكوميدي عبد الله زيد: «الشائعات في الفن موجودة منذ نشأته، وأصبحت من الظواهر المنتشرة في العالم كله في الفترة الأخيرة؛ لأن معظم أهل الفن يسعون إلى الانتشار وكسب المزيد من الشهرة، لكن هناك شائعات رخيصة يطلقها البعض على نفسه ولا يدرك مردودها السيئ عليه إلا بعد انتشارها، وفي المقابل هناك شائعات طريفة ومحببة بين الناس، تشيع المودة والألفة، وتسهم أيضاً في عمل دعاية مقبولة، لكن تبقى في النهاية شائعة مهما كانت نوعاً من الكذب والتلاعب»، مضيفاً: «من وجهة نظري، أحبذ أن تختفي هذه النوعية لأنني لا أقبلها إطلاقاً». غيض من فيض تداولت مواقع على وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً من الأخبار «الكاذبة»، وكان الهدف الأكبر منها الترويج للفنان نفسه، ومن أبرزها، أن هذا فنان من المقرر أن يشارك في فيلم عالمي، وكتب كثيراً حول هذا الخبر، إلا أنه حتى الآن لم نره في أي عمل فني، واكتشف الجمهور بعد ذلك أنه خبر «مفبرك». وكذلك نشر أن هذا فنان انفصل عن زوجته «الفنانة السابقة»، وأخذت هذه الشائعة نصيب الأسد من التعليقات، وبعد فترة وضعت صور تجمعهما في حساباتهما الخاصة بمواقع التواصل في إحدى الحفلات الخاصة، الأمر الذي أوضح أن ما نشر كان «بروباجندا» إعلامية. كما نشر مكتب إعلامي لإحدى الفنانات خبرا عن تعرضها للتسمم، وانتشر الخبر على المواقع الإلكترونية، وكتب بعدها أنها نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولم يمر ساعات قليلة على مرضها، إلا ووجدنا خبرا آخر يؤكد سفرها إلى أحدى البلدان لإحياء حفل زواج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©