«بشرية الفجيرة» : 4700 مواطن باحث عن عمل حتى يناير الجاري

(الفجيرة) - بلغ عدد طلبات التوظيف المقدمة من المواطنين في الفجيرة والمسجلة لدى دائرة الموارد البشرية في حكومة الإمارة خلال شهر يناير الجاري، 4700 طلب، منها 70% لإناث باحثات عن عمل، و30% للذكور، تصل نسبة الجامعيين بينهم إلى 30%، ونسبة الحاصلين على مؤهل متوسط 20%، والنسبة الباقية هم من حملة شهادة الثانوية العامة فما دون. وأكد عدد من الخريجين، أن مشكلة الوظائف المتوافرة لدى مؤسسات ودوائر حكومة الفجيرة، هي أن رواتبها لا توفر لهم أدنى المتطلبات اليومية التي تحتاجها أسرهم من ملبس ومأكل ومشرب وتعليم وصحة وغيرها من مستلزمات الحياة. ودفع تدني الرواتب في الدوائر المحلية في إمارة الفجيرة، التي تتراوح بين 5 و10 آلاف درهم لمعظم الموظفين، وبين 10 و15 ألف درهم لرؤساء الأقسام، إلى هروب الكفاءات المواطنة المتخصصة في مجالات المحاسبة والكيمياء والفيزياء والبيئة والإدارة والصحة وغيرها من التخصصات النادرة، وبخاصة من الذكور، بعد حصولها على الخبرة المناسبة التي قد تصل إلى خمس سنوات أو أقل، لتحصل على رواتب مضاعفة في مؤسسات أخرى اتحادية ومحلية في إمارات أخرى، الأمر الذي وصلت معه نسبة الإناث العاملات في دوائر حكومة الفجيرة المحلية إلى 85%، مقابل 15% للذكور. وقالت المواطنة مريم سعيد وهي خريجة كلية التقنية في تخصص الحاسب الآلي، إنها بدأت رحلة البحث عن عمل منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث راجعت الكثير من الدوائر والمؤسسات والشركات ولكن دون جدوى، حيث لم تحصل سوى على الوعود. وقالت علياء أحمد مبارك، التي درست تخصص الجغرافيا، إنها تقدمت بطلبات توظيف إلى دائرة الموارد البشرية في الفجيرة، وهيئة “تنمية” منذ عامين، لكنها لم تحصل على فرصة عمل حتى الآن، مضيفة: “لم أكن أعلم أن هذا التخصص غير مطلوب إلى هذا الحد”. واعتبرت نورة سالم، خريجة قسم الإدارة في كلية طالبات الفجيرة، أن الحصول على وظيفة أمر صعب في هذا الوقت، وأن على الباحث عن عمل أن يسعى إلى تأهيل نفسه ليكون متميزا، مشيرة إلى أنها حصلت على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، وعلى دورات في اللغة الإنجليزية، مشيرة إلى أنها تخرجت قبل عام واحد وما زالت تبحث عن فرصة العمل المناسبة. أما هلال عبد الله الذي يعمل في إحدى دوائر الفجيرة، فقال: “أتقاضى 8 آلاف درهم منذ حوالي 3 سنوات، وزيادتي السنوية لا تكاد تذكر”، مشيرا إلى أن هناك شبابا يعملون في الدوائر المحلية ولا يستطيعون إتمام زواجهم بسبب تدني رواتبهم، في حين أكد خالد ناصر الذي يعمل في مجال الكسارات ويحمل الشهادة الثانوية، أن راتبه يبلغ 8 آلاف تقريباً ولا يكفي مصاريفه اليومية على الإطلاق. وكانت حكومة الفجيرة قد زادت رواتب المواطنين العاملين في كافة مؤسساتها ودوائرها قبل عامين، بنسبة 75% من الراتب الأساسي. من جانبها، دعت دائرة الموارد البشرية في حكومة الفجيرة الخريجين المواطنين، إلى التقدم بطلبات توظيف لديها، لتوفير فرص عمل لهم كل وفق تخصصه الدراسي، مؤكدة أنها توفر المزيد من الدورات الوظيفية والمهنية لرفع كفاءة الخريجين المواطنين. وقال محمد خليفة الزيودي مدير عام الدائرة، إنه لا نية حاليا لزيادة رواتب الموظفين المواطنين وغير المواطنين في دوائر ومؤسسات حكومة الفجيرة، وإن تركيز الدائرة ينصب حاليا على توفير أكبر قدر من الوظائف للمواطنين في الدوائر المحلية، بموجب خطة للتوطين تستهدف الوصول إلى توطين 90% من الوظائف في كافة الدوائر والمؤسسات المحلية بحلول عام 2020. وأضاف أن الدائرة تلقت في عام 2007 طلبات توظيف من 3800 مواطن ومواطنة، تم تعيين 418 منهم، في حين تلقت في عام 2008 طلبات من 4950 متقدما تم توظيف 501 منهم، بينما بلغ عدد المتقدمين بطلبات توظيف للدائرة في عام 2009 نحو 3130 طالب وظيفة منهم 2261 من الإناث و869 من الذكور، لافتا إلى توظيف 350 مواطنا ومواطنة في القوات المسلحة والمؤسسات الأخرى المحلية والاتحادية ومؤسسات القطاع الخاص خلال عام 2010.