في وطن الاعتناء بالإنسان وحسن بنائه وصحته وجودة حياته، نلمس تكاتف وتضافر جهود مختلف الجهات الحكومية والخاصة، لاسيما في مجال اتخاذ التدابير الوقائية والاستباقية.
وقد نجحت الإمارات في إرساء أنموذج ملهم ومتميز وفعال، وهي تبني على تفوقها في التعامل مع العديد من التحديات والأزمات الطارئة. وهي التي اختبرت منظومتها في هذا الجانب خلال مواقف عديدة، كانت الرؤية الاستباقية والنظرة الاستشرافية سيدة تلك المواقف امتداداً لتوجيهات القيادة الرشيدة بتوفير كل الموارد والإمكانيات وحشد الطاقات. ولعل التفوق الإماراتي مع جائحة «كوفيد- 19»، أبلغُ الشواهد وأنجح تلك التجارب.
نذكر ذلك ونحن نتابع ما أعلنته مؤخراً وزارة التغير المناخي والبيئة عن تكثيف جهود المرحلة الثالثة من «حملة مكافحة البعوض»، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبالتعاون مع الجهات المعنية في الدولة، وفي مقدمتها البلديات، وذلك في إطار الحملة التي كانت مرحلتها الأولى قد انطلقت في فبراير 2022 وتستمر المرحلة الحالية حتى مايو 2025.
جاء تكثيف الحملة إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها الدولة مؤخراً وتسببت في ظهور تجمعات للمياه بحسب بيان الوزارة أمس الأول، والذي أشار إلى أن المرحلة الثالثة من الحملة «تأتي في إطار الحرص على القضاء على البؤر التي تؤدي إلى زيادة انتشار البعوض، والتقليل من وجود تلك البؤر في مختلف المواقع والأماكن».
وفي إطار المرحلة الثالثة من الحملة تقوم وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بالتوعية بالأمراض التي ينقلها البعوض، وكيفية التعامل معها على مستوى الدولة. كما حرصت دائرة الصحة في أبوظبي على إبلاغ مختلف المنشآت الصحية في الإمارة بتكثيف ترصد «حمى الضنك» وهي من الأمراض المرتبطة بالبعوض.
وهناك بعض التدابير الوقائية التي يمكن لأي منا القيام بها لسلامته ومن معه للحد من انتشار البعوض، «كالتخلص من المياه الراكدة في أحواض الري وأحواض السباحة والنوافير، وذلك بتجفيفها عند عدم استعمالها أو تغطيتها أو تحريكها بشكل دوري، وإصلاح تسربات المياه التي تعد المصدر الرئيس لحياة البعوض، وتنظيف أماكن تجمع الأمطار ومراقبة برك المياه لمنع تكاثر وانتشار البعوض حولها».
ويبقى وعي الأفراد والالتزام بالممارسات الصحية وتعاونهم مفتاح تحقيق النجاح وبلوغ الأهداف المنشودة لتلك الجهود المباركة، وحفظ الله الجميع.