مثل «أرشيدوق» قادم من عصر النهضة مرتدياً البدلة، ويلوك «قطعة لبان»، كأنها سيجار كوبي فاخر، وقف الإيطالي كارلو أنشيلوتي وسط استاد برنابيو المجدد وطالب مشجعي ريال مدريد بتأجيل الاحتفال بالفوز بلقب الدوري الإسباني هذا الموسم قبل نهايته بأربعة أسابيع لحين الانتهاء من مباراة العودة مع بايرن ميونيخ غداً في قبل نهائي أبطال أوروبا.
توج ريال مدريد باللقب رقم 36 للدوري، وجمع أنشيلوتي 12 لقباً مع الفريق، بعد الفوز على قادش 3-0، وبعد هزيمة الغريم برشلونة أمام جيرونا «نجم الموسم» 2-4، وفى استاد برنابيو، انتظر لاعبو ريال مدريد نتيجة مباراة برشلونة وجيرونا، التي تقام على مسافة 681 كيلومتراً، لفترة طويلة، انتظروا طويلاً يتابعون أخبار النتيجة.
قبل أسبوعين، سجل بيلينجهام هدفاً قاتلاً في الدقيقة 94 ليفوز الريال على برشلونة في الكلاسيكو، ووسع الفارق إلى 11 نقطة وسافر الريال يومها إلى اللقب تقريباً، إنه فريق ساحر، عاد مرة أخرى إلى ملعبه برنابيو، بعد فترة من اللعب على الملعب الفرعي دي ستيفانو، لكن ما هذا البرنابيو؟ ما هذا الاستاد؟ هل هو مكان ساحر أم «وادي مسحور»؟ ما هذا الفريق الذي يملك مدرباً يعرف طريق الفوز بالبطولات؟
أتذكر في مايو 2022 مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي، حين لامست أقدام لاعبي السيتي المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، إلا أن رودريجو سجل هدفين خلال 84 ثانية ثم أضاف بنزيمة الثالث، ويومها مثل أيام كثيرة في عالم الكرة الأوروبية، أخذت أسأل: ما هذه اللعبة؟ ما هذا الأداء الهجومي المتبادل؟ ما هذه الشخصية الشجاعة؟ هذه فرق وهذه كرة قدم لا تعرف النوم على وسادة التقدم بهدف، إنهما يلعبان للفوز ولا يلعبان خوفاً وحرصاً على عدم الهزيمة، إنهما يدفعان الثمن أحياناً ويخسران، ولكنهما فازا بلقب ملوك اللعبة.
إن عالم الكرة الأوروبية يحتسي من كؤوس المتعة التي يقدمها السيتي بأسلوبه الذي يبدأ وينتهي بالهجوم، وبالأداء الذي يقدمه ريال مدريد بأسلوبه الذي يقسم المباراة، ويعرف طريقه دائماً، كما فعل منذ أيام مع البايرن.. إن قوة السيتي في الاستحواذ وحرمان المنافس من الكرة، والقدرة على صناعة المساحات في أضيق المساحات، وهو فريق مسلح بكتيبة من المهارات الفردية، فودين، رودري، دى بروين، سيلفا، أكانجي، جيريليش، والكر، هالاند، ستونز، جيرمي دوكو ويقودهم مدرب عبقري.. وقوة الريال أنه سيد التكتيك، ويملك عناصر قادرة على التنفيذ، فينيسوس جونيور، بيلينجهام، فالفيردي، وتوني كروس، فران، ردريجو كامافينجا، دياز، كارباخال، ومودريتش، وغيرهم وغيرهم، ويقودهم مدرب أستاذ.
** الأربعاء موقعة العودة بين بايرن ميونيخ وريال مدريد، وكانت مباراة الذهاب انتهت بالتعادل 2-2.. ترى ماذا يحدث لو عبر البايرن من وادي برنابيو المسحور إلى النهائي؟ هل يستمر توخيل مدرباً أم يرحل حتى لو توج بلقب أبطال أوروبا؟