هدى جاسم (بغداد) - هاجم ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي أمس رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني معتبرا إياه “الخطر الأشد على العراق”، مما أشعل حرب التصريحات التي قد ترجئ المؤتمر للوطني. ووصف رئيس الجمهورية العراقية التصريحات بأنها “دعوة للحرب”، وانتقدتها القائمة العراقية معتبرة أنها “محاولة يائسة لتمزيق” الصف الوطني، فيما قال التحالف الكردستاني إن “بارزاني خطر على سراق المال العام”، مؤكدين أن الشراكة في العملية السياسية انتهت. وقتل 10 عراقيين وأصيب 23 بهجمات متفرقة.
وقال رئيس الجمهورية جلال طالباني إن “تصريحات القيادي في ائتلاف دولة القانون ياسين مجيد الموجهة ضد بارزاني طائشة”، وأعرب عن استهجانه لهذه التصريحات، واعتبرها دعوة للحرب ضد رئيس إقليم كردستان .وقال طالباني في بيان أصدره مكتب رئاسة الجمهورية إنه “في الوقت الذي ننهمك فيه بتهيئة الأجواء الودية لتطبيع العلاقات وتهدئتها بين القوى السياسية العراقية، يطل علينا ياسين مجيد بتصريحات استفزازية خطيرة تفوح منها رائحة الدعوة إلى الحرب ضد بارزاني”.
وأشار إلى أن “طالباني يستهجن مثل هذه التصريحات الطائشة المخالفة لروح الوحدة الوطنية، والمعرقلة للمساعي والجهود المبذولة لحل المشاكل العالقة التي يعاني منها الشعب والوطن”، مطالبا التحالف الوطني “بوضع حد نهائي لها وإجبار أعضائه على احترام مستلزمات الحوار الوطني”.
وكان القيادي في ائتلاف دولة القانون ياسين مجيد اعتبر بارزاني، “خطرا حقيقيا” على العراق، مؤكدا أنه يسعى لتكون كردستان أقوى من بغداد، واتهم بعض القوائم السياسية وخاصة العراقية بـ”السير” خلفه.
من جانبها هاجمت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي بشدة ائتلاف دولة القانون، معتبرة تصريحات مجيد محاولة “يائسة لتمزيق” وحدة الصف الوطني، وطالبت المالكي بـ”لجم مزايدات فريقه الفارغة”.
وقالت القائمة في بيان إن “بعض الأطراف السياسية تحاول التغطية على فشلها في إدارة الدولة بإطلاق حملة تضليل لتمزيق الجسد العراقي”، مؤكدة أن “السعي اليائس لتلك الأطراف يهدف إلى بناء مجدها على أشلاء الوطن وتمزيق الصف الوطني”.
واعتبرت تصريحات مجيد التي “هاجم فيها القوى الوطنية ذات الامتداد الواسع في الشارع العراقي وعلى رأسها ائتلاف العراقية والتحالف الكردستاني تدل على إفلاس الذين يمثلهم وفشلهم في تقديم الخدمات والأمن للشعب العراقي”.
وذكرت أنه “كان الأولى به ومن يمثله دعم التعديلات على قانون البنى التحتية التي اتفقت عليها جميع القوى السياسية في مجلس النواب لوضع ضوابط تمنع الفساد وإهدار الأموال، بدلا من ضياع المزيد من ثروات الشعب بين سوء الإدارة من ناحية والفساد والعمولات الجانبية من ناحية أخرى وتكبيل العراق بالمزيد من الديون بلا طائل”.
وطالبت العراقية المالكي بـ”إلزام فريقه باحترام الشركاء في العملية السياسية ونضالهم ضد الدكتاتورية عبر التاريخ، ولجم التصريحات غير المسؤولة والمزايدات الفارغة وافتعال الأزمات غير المبررة بعيدا عن هموم الشعب العراقي”.
وفي السياق اعتبر التحالف الكردستاني أن بارزاني “شوكة في عيون الدكتاتوريات وخطرا” على سراق المال العام. وقال المتحدث باسم التحالف النائب فرهاد الأتروشي إن “التحالف الكردستاني يستغرب من تصريحات النائب ياسين مجيد في أن رئيس إقليم كردستان خطر على الأمن القومي للعراق”، مضيفا “أن رئيس الإقليم خطر على سراق المال العام”.
وتابع “أن بارزاني يعد خطرا حقيقيا على الذين يريدون بناء الدكتاتورية”، مشددا أن بارزاني “شوكة في عيون الدكتاتوريات والذين يريدون إرجاع العراق إلى ما قبل 2003”.
وأضاف أن “بارزاني خطر على الأمن القومي للذين يريدون بناء جيش ولاؤه لشخص وليس للوطن”، متسائلا “أين كان مجيد عندما بني الجيش العراقي بعد 2003 من ثلاثة ألوية من البيشمركة التي قامت بحماية المنشآت والمؤسسات العراقية”. واعتبر الأتروشي أن الشراكة في العملية السياسية انتهت.
وفي شأن متصل كشف نائب عن ائتلاف المالكي أمس عن تقديم التحالف الكردستاني مسودة جديدة لقانون البنى التحتية إلى مجلس النواب، معتبرا أنها تتضمن نصوصا تمس وحدة العراق منها منح إقليم كردستان 17% من تخصيصات المشاريع.
وقال إحسان العوادي إن التحالف الكردستاني قدم في جلسة مجلس النواب أمس مسودة جديدة لقانون البنى التحتية لا يعلم بها أعضاء المجلس، واصفا إياها بـ”المفاجأة وتختلف جذريا عن مسودة التحالف الوطني”.
وأضاف العوادي أن “المسودة فيها نصوص تمس وحدة العراق منها منح الإقليم 17% من مجمل تخصيصات المشاريع، ولا تتضمن المشاريع العامة كالسكك الحديد”، مؤكدا أن “المسودة تتضمن أيضا المصادقة على المشاريع كل على حدة وهذا يفتح الباب للفساد، لاسيما وأن هناك شبهات فساد حول بعض أعضاء البرلمان وهناك أوامر قبض بحق بعضهم”.
ولفت العوادي إلى أن “المسودة وقع عليها ممثلون في اللجنة السداسية، وهم رئيس لجنة الخدمات فيان دخيل ورئيس اللجنة الاقتصادية أحمد العلواني أما الآخرون في اللجنة فيدعمون مسودة التحالف الوطني”، مؤكدا أن “هيئة الرئاسة هي من تحدد اعتماد أي من نسختين”.
أمنيا أسفر انفجار سيارتين مفخختين في وسط كركوك بمحافظة التأميم قرب مبنى المحافظة، عن مقتل شرطي وإصابة ثمانية آخرين بجروح. كما انفجرت سيارة مفخخة عند مدخل قضاء طوزخورماتو في محافظة ديالى قتل فيها شرطي وأصيب خمسة مدنيين وشرطي بجروح، قبل أن “يهاجم مسلحون نقطة تفتيش في وسط القضاء ويقتلوا شرطيين ويصيبوا اثنين آخرين بجروح”.
وقتل عنصر في قوات الصحوة بانفجار عبوة ألصقت بسيارته في الحويجة جنوب كركوك. كما قتل عنصران من قوات الصحوة ووالدهم فجر أمس بهجوم شنه مسلحون مجهولون على منزلهم الواقع في منطقة الجزيرة غرب سامراء بمحافظة صلاح الدين.
وفي بغداد هاجم مسلحون نقطة تفتيش للجيش في منطقة الدورة جنوب العاصمة مما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بجروح، بينما أعلن مصدر طبي رسمي مقتل عسكري وإصابة اثنين آخرين في الحادث. وأدى انفجار عبوة ناسفة مستهدفة دورية للشرطة بين بعقوبة والمقدادية إلى مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين بجروح. من جهة أخرى تمكن سجين مدان بالإرهاب ومحكوم بالإعدام والمؤبد يدعى عدي فضل سلمان من الفرار من مركز شرطة ناحية شيخ سعد جنوب الكوت بمحافظة واسط.
عدد اليوم
