واشنطن-رويترز: رأى محللون ومسؤولون عسكريون أميركيون إن أي هجوم عسكري على ايران قد يشمل آلاف الطلعات الجوية واطلاق القذائف لمدة اسابيع غير انه لن يقضي على البرنامج النووي، واشار هؤلاء الى ان نقص معلومات الاستخبارات بشأن عدد ومواقع المنشآت النووية المنتشرة في شتى انحاء ايران سيعرقل أي ضربة عسكرية اضافة الى ان احدث القنابل الاميركية ''الخارقة للتحصينات'' ربما لن تكون قادرة على الاختراق بدرجة كافية للوصول الى المواقع النووية المدفونة تحت الارض والمحصنة بشدة·
واوضح بروس ريدل المستشار السابق في مجلس الامن القومي الذي يعمل حاليا محللا بمعهد ''بروكينجز'' ''ليس من المرجح بدرجة كبيرة ان اجهزة الاستخبارات الاميركية والغربية على علم بجميع المواقع المهمة ولهذا فان اجزاء من البرنامج لن يلحق بها اي ضرر دون شك وربما تكون العناصر الاكثر اهمية، والضربة الجوية وهي الخيار المرجح في حالة القيام بأي عمل عسكري لن تؤدي في افضل النتائج الا لإعاقة البرنامج النووي لبضعة اعوام· فيما قال جوستين لوجان وهو محلل بمعهد ''كاتو'' في واشنطن ''الاشخاص الاكثر تفاؤلا يفضلون الضربة الجوية لانهم يعتقدون انها ستعيق البرنامج النووي ولكنها لن تخرجه عن مساره''·
وقال الكثير من المسؤولين والمحللين والعسكريين انه ليس من المرجح ان تشن الولايات المتحدة اي هجوم على ايران ذلك ان الجيش بات مثقلا بالأعباء بسبب الحرب في كل من افغانستان والعراق فضلا عن ان الضربة لا تحظى بتأييد دولي كبير· لكن رغم تركيز ادارة بوش على الحل الدبلوماسي في الوقت الراهن الا ان المناورات العسكرية ولغة الحديث التي تستخدمها كل من واشنطن وطهران تعززان التكهنات بشأن احتمال وقوع مواجهة مسلحة·
واشار مسؤولو دفاع تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم الى بدائل تتراوح من ضربات جوية محدودة الى حملة جوية اوسع نطاقا· وعرض المحللون تفاصيل اكبر لكنهم اعترفوا بان تقديراتهم هي مجرد تخمينات لا تستند الى معلومات مؤكدة، وقالوا ان اي ضربة جوية سوف تستهدف المنشآت النووية المعروفة ومنشآت عسكرية اخرى منها مواقع الصواريخ والانظمة المضادة للطائرات كما ستشمل قيام المقاتلات الجوية بإسقاط القنابل الخارقة للمخابىء الواقعة تحت الارض لضرب المواقع النووية السرية، واضافوا ان اطلاق صواريخ كروز من سفن بحرية في الخليج سيكون احد العناصر الاساسية الاخرى في الهجوم·
وناقش بعض المسؤولين العسكريين شن حملة تشمل مئات الطلعات خلال بضعة ايام، لكن محللين قالوا ان بعض السيناريوهات التي تتضمن توسيع نطاق الاهداف لتشمل منشآت حكومية اخرى ومنشآت اسلحة قد تتطلب آلاف الطلعات على مدى عدة اسابيع، واضافوا ان اي خيار قيد البحث لن ينهي على الارجح البرنامج النووي حيث تتمثل المشكلة الاولى في اكتشاف الاهداف، وقال انتوني كورديسمان المحلل بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان المفتشين الدوليين حددوا 18 موقعا على الاقل ولكن قد يكون هناك نحو 70 آخرين·
وبالاضافة الى مشكلة الاستخبارات فان الذخائر الاميركية ربما لن تكون قادرة على اداء المهمة، وقال لوجان ان القنابل الاميركية الخارقة للتحصينات وهي الاكثر قوة ربما لن تخترق بدرجة كافية التحصينات الخرسانية والصخور لاصابة منشآت نووية يعتقد انها مدفونة على عمق 15 مترا على الاقل تحت الارض· وسيكون من الضروري القيام بسلسلة من الطلعات تستخدم فيها بشكل متكرر القنابل الموجهة ضد نفس الموقع لالحاق اضرار جسيمة، وقال مسؤول في مجال الدفاع ''تلك القيود تؤثر علينا بكل وضوح''· فيما قال برايان وايتمان المتحدث باسم ''البنتاجون'' ان الولايات المتحدة تمتلك قدرة هائلة بكل تأكيد لكنها لا تنوي ولا تخطط للدخول في حرب مع ايران·
عدد اليوم
