الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما ورومني... حصيلة المناظرة الثانية

16 أكتوبر 2012
عشية المناظرة الثانية بين أوباما والمرشح الجمهوري، ميت رومني، يظل السباق بينهما محتدماً على الصعيد الوطني، والمنافسة متأججة إلى أقصى مدى، وذلك في ظل الحماس الكبير الذي تملك الجمهوريين تجاه مرشحهم بعد المناظرة الأولى الناجحة لرومني. فحسب استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته صحفية "واشنطن بوست" ومحطة "أي بي سي" الإخبارية انقسم الناخبون المحتملون في تأييدهم بين 49 في المئة لأوباما و46 في المئة لرومني. وهي النتائج التي لم تتغير مقارنة باستطلاع آخر للرأي أُجري قبل وقت وجيز من إجراء المناظرة التلفزيونية الأولى في مدينة دينفر. ووفقاً لاستطلاع الرأي الأخير تبقى مواقف الناخبين منقسمة حول المواضيع الأساسية ليعكس ذلك الاختلافات الأيديولوجية بين الحزبين والآراء المتباينة حول الاقتصاد التي يحملها الأميركيون. فقد أعرب ثلثا المستجوبين تقريباً أنهم لا يحتاجون إلى معلومات إضافية قبل يوم الانتخاب، فيما قال واحد فقط من بين كل ثمانية ناخبين إنه لم يحسم بعد رأيه، أو اعترف باحتمال تغيير موقفه في اللحظة الأخيرة. وحتى في الوقت الذي تقر فيه أغلبية الناخبين بالتفوق الذي أحرزه رومني على غريمه أوباما في المناظرة الأولى، إلا أن ذلك، حسب قولهم، لن يؤدي إلى تغيير كبير في مواقفهم، أو إثنائهم عن التصويت لصالح أوباما. وهو ما يعكس المواقف المسبقة حول عدد من القضايا الأساسية التي حسم فيها الأميركيون موقفهم سلفاً إن لصالح أوباما، أو لصالح رومني. ومع ذلك يبقى المستفيد الأول من المناظرة الانتخابية الأولى هو رومني الذي تعززت حظوظه بعدها. وفي هذا السياق يمكن الإشـارة إلى ما كشفه استطلاع الرأي من أن ضعفي المستجوبين قالوا إن مواقفهم تحسنـت تجاه رومنـي بعـد المناظرة مقارنـة بمـن قالوا إنها سـاءت أكثر، وبالطبـع يظل التأييد الأقوى لرومني في صفوف مؤيديه الذين اعترف 70 في المئة منهم بأن المناظرة جعلتهم يفكرون بإيجابية أكبر تجاه رومني. والحقيقة أن تصاعد مكانة رومني بعد المناظرة الانتخابية الأولى إنما يسلط الضوء على التغيير الإيجابي الذي حدث في قاعدته الانتخابية، فقد تبددت المخاوف التي كانت تنتاب في السابق مؤيديه وشكوكهم بشأن إدارة رومني المحتملة. كما أن عدداً من مناصريه قالوا إنهم يدعمونه بحماس كبير، فمن بين الناخبين المؤيدين لرومني أكد 62 في المئة منهم أنهم يفعلون ذلك أكثر من السابق، وهو ضعف العدد الذي كان يدعم المرشح الجمهوري جون ماكين في انتخابات 2008 قبل أربعة أعوام. وفي غضون ذلك ارتفع الحماس الموجه للرئيس أوباما ارتفاعاً ملحوظاً أيضاً وإن كان أقل من المستوى الذي وصله في انتخابات 2008، إذ في الوقت الذي كان فيه أوباما متفوقاً على غريمه ماكين بعشر نقاط فإن تفوقه الآن لا يتجاوز ثلاث نقاط. وفيما عدا الحماس الفاتر قليلاً في معسكر أوباما فإن هذا الأخير يفتقد أيضاً لائتلاف واسع من الناخبين يضمن عودته المظفرة إلى البيت الأبيض، ذلك الائتلاف الذي ساعده على الفوز في المرة الأولى ويتشكل أساساً من الديمقراطيين والناخبين غير البيض، وفئة الشباب الذين لم يعودوا بنفس درجة الاهتمام التي حركتهم في الانتخابات الماضية. ولكن الرئيس يستفيد على ما يبدو من التحسن الطفيف في الوضع الاقتصادي العام وتأثيره على مواقف الناخبين، فمن بين جميع الناخبين يعرب 42 في المئة منهم أن البلد يسير على الطريق الصحيح، وهو رقم أعلى بحوالي 13 في المئة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل المؤتمرات الحزبية الأخيرة. وإذا كان أوباما سيستفيد من هذا الوضع بأن يرجع إليه عدد متزايد من الأميركيين الفضل في التحسن الاقتصادي، إلا أن الجمهوريين يظلون متمسكين بمعارضتهم ورفضهم الاعتراف بفضل أوباما، على رغم نجاحه في خفض نسبة البطالة إلى 7,8 في المئة خلال شهر سبتمبر المنصرم ليكسر بذلك نسبة 8 في المئة التي وصلتها البطالة على مدى السنوات الثلاث الماضية. ولكن يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه أوباما ورومني معاً هو اقتناع الناخبين بعدم قدرة الطرف الآخر على إحداث انقلاب سريع في الوضع الاقتصادي، ففي مقارنة بين الطرفين عبر 48 في المئة من الناخبين عن ثقتهم في قدرة أوباما على التعامل الجيد مع الاقتصاد، فيما قال 44 في المئة إنهم يثقون في رومني، وتضيق هذه النسبة أكثر وسط الناخبين الأكثر استعداداً للتصويت بحيث تتوزع بين 48 لصالح أوباما و47 في المئة لرومني. وفيما يتعلق بالاقتصاد لم تتغير كثيراً مواقف الناخبين عما كانت عليه في استطلاعات الرأي السابقة، بحيث يستمر تفوق أوباما فيما يتصل بمدى قربه من المشاكل الاقتصادية للأميركيين وشعبيته لدى فئات واسعة من الناخبين. ومع أن رومني لا يحرز تقدماً واضحاً في قضايا بعينها مثل الضرائب والشؤون الدولية والرعاية الصحية التي أقرها أوباما، إلا أنه قريب من الرئيس في مسألة خفض عجز الموازنة الفيدرالية، بل إن تصورات الناخبين ظلت هي نفسها فيما يتعلق أيضاً بمواقف أوباما ورومني من الطبقة الوسطى، ففي الوقت الذي يعلن فيه أغلب الناخبين أن سياسات رومني تفضل الأغنياء وتقف إلى صفهم، ترى نفس الأغلبية أن سياسات أوباما تؤثر الطبقة الوسطى أيضاً. دان بالز وجون كوهن عضوا هيئة تحرير "واشنطن بوست" ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©