الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتقادات لهجمات الطائرات بلا طيار

انتقادات لهجمات الطائرات بلا طيار
26 أكتوبر 2013 00:48
لم تلتزم الولايات المتحدة بالقواعد التي وعد بها أوباما بشأن الطائرات بلا طيار في كلمته شديدة الدقة في جامعة الدفاع الوطني في شهر مايو الماضي التي تعهد فيها بأنه قبل أي هجوم أميركي «يتعين أن يكون هناك شبه يقين ألا يقتل أو يصاب مدنيون وفق أعلى معايير يمكننا اتباعها». وهنا تقييم لتحقيقين نشرتهما يوم الثلاثاء الماضي منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اللتان أشارتا أيضاِ إلى أن هذه تمثل خطوة «مهمة» للمنظمتين الحقوقيتين البارزتين في أن تتكاتف جهودهما معاً لإصدار تقارير. وقال تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحكومة الأميركية نفذت منذ عام 2009، على سبيل المثال، ما قدر بنحو 80 هجوماً بطائرات بلا طيار في اليمن، ما أدى إلى مقتل حوالي 473 شخصاً. وزادت الهجمات التي تنفذها الطائرات الأميركية بلا طيار في باكستان واليمن زيادة كبيرة بعد تولي أوباما الرئاسة عام 2009، وأصبحت تلك الطائرات تقوم بدور مهم في الحرب ضد «القاعدة». واستخدمت الولايات المتحدة الطائرات بلا طيار أيضاً في أفغانستان والصومال وليبيا والعراق، وتلقت موافقة هذا العام أيضاً من النيجر على نشرها في قاعدة داخل أراضيها. وتقول المنظمتان إنه في كثير من الحالات يكون المقتولون مدنيين، ولا يتم الاعتراف بقتلهم وتحدت المنظمتان أسطورة ما سمي «الهجمات التطهيرية» وقالت إن الضربات تنتهك قوانين الحرب وقد يرقى بعضها إلى جرائم الحرب أو حتى إلى الإعدام بلا محاكمة. وتقول المنظمتان في نفس الوقت، إنهما لا تستطيعان أن تقطعا بذلك لأن الحكومة الأميركية لم تقر بعمليات القتل، ولم توفر إمكانية المساءلة والشفافية التي وعد بهما أوباما في كلمته في مايو عن السياسة الخارجية. وقالت نورين شاه، المستشارة القانونية في منظمة العفو الدولية، إن ما يبدو واضحاً هو أن الولايات المتحدة «تصرفت مثل سائق يدهس ويجري ورفضت تحمل المسؤولية» عن مقتل مدنيين أبرياء. وقال متحدثون باسم المنظمتين إن البيت الأبيض لم يرد على «عدة خطابات ورسائل بريد إلكتروني ومكالمات هاتفية» من المنظمتين اللتين طالبتا ببيانات عن الهجمات. وقالتا إن وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي. أي. أيه» لم ترد أيضاً على الطلبات وحولت الاستفسارات إلى البيت الأبيض. وأشارت المنظمتان إلى حالات بعينها لقتل مدنيين، من بينها هجوم بطائرة بدونص طيار في باكستان قتل فيه 18 عاملاً، بينهم صبي في العقد الثاني من العمر، بينما كانوا يتناولون العشاء بعد يوم من العمل في الحقول. وقالت الأسر التي عثرت على الجثث لاحقاً إنه كان “مشهداً مثيراً للرعب والرهبة». وقال مصطفى قدري الباحث في منظمة العفو الدولية في باكستان، إنه بينما يبدو من الصعب للغاية إجراء تحقيقات في منطقة وزيرستان الشمالية الباكستانية التي ينتشر فيها العنف ولا تخضع لسيطرة حكومية فوية إلى حد بعيد، إلا أن «أصعب التحديات التي تعين علينا مواجهتها تمثلت في السرية الكاملة والتامة من السلطات الأميركية”. وهذا صحيح بالمثل في اليمن الذي قتل فيه هجوم طائرة بلا طيار 14 مسلحاً، وقتل معهم أيضاً 41 فرداً من قبيلة بدوية كانوا نائمين في خيامهم. وأُطلق صاروخ كروز محمل بقنابل عنقودية من طائرة بلا طيار فقتل 12 مدنياً يمنياً كانوا في شاحنة تقلهم إلى سوق. وبعد الحادث عثر ذوو الضحايا على الجثث «مغبرة بالدقيق والسكر». ومن جانبها اعتبرت ليتا تايلور الباحثة في مجال الإرهاب ومكافحته في منظمة هيومن رايتس ووتش أن «العدد غير المتناسب من المدنيين هم أهداف غير ملائمة عسكرياً بموجب قوانين الحرب... وقواعد سياسة أوباما التي كشف عنها في مايو الماضي غير متبعة في كثير من هذه الضربات». ومع ذلك تؤكد الجماعتان أنهما لا تطالبان بإنهاء برنامج الطائرات بلا طيار، ولا تقولان إن تلك الطائرات أسلحة غير مشروعة. وأضافتا أنها ربما تكون فعلاً بديلاً معقولًا يمكن استخدامه عوضاً عن تعريض عدد كبير من القوات للخطر في بعض الحالات. ولكن أندريا براسو المستشارة البارزة لمكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش ترى أن الولايات المتحدة «غير واضحة فيما يتعلق بسلطتها القانونية وبشأن سياستها». وأشار تحقيقا المنظمتين إلى أن إدارة أوباما استشهدت بالتفويض الذي منحه الكونجرس للرئيس بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر في «الحرب على الإرهاب» وحالة الحرب ضد «القاعدة» و«القوى المساعدة» ولكنها رفضت تماماً تحديد هذه «القوى المساعدة». وقالت براسو إن هذا في المقابل يرقى إلى «سر عسكري حول قائمة سرية من الأعداء». وفي نفس الوقت، حذرت المنظمتان أيضاً الولايات المتحدة من أنها ترسي سابقة خطيرة في السلوك الدولي مع انتشار تكنولوجيا الطائرات بلا طيار، وأشارتا إلى أن الدول الأخرى أو الفاعلين الأفراد قد يشنون حملات قتل مشابهة ضد مواطنين أميركيين. ودعت المنظمتان البيت الأبيض إلى أن يوفر الشفافية التي وعد بها أوباما في مايو بما في ذلك معلومات عن «الأفراد الذين قتلوا وعددهم والأساس القانوني وحقائق عن عمليات القتل هذه». وتقول تايلور «ندرك أن هناك تهديدات حقيقية لكن على الأقل هناك خطوة أولى وهي الاعتراف بهذه الضربات... أخبرنا أولاً بما تفعل، ولماذا تفعله من الأساس». آنا مولرين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©