الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطنون يعزفون عن مهنة الصيدلة لضعف الحوافز والترقيات

مواطنون يعزفون عن مهنة الصيدلة لضعف الحوافز والترقيات
16 أكتوبر 2012
يشهد قطاع الصيدلة عزوفاً من قبل المواطنين على العمل به، أرجع البعض أسبابه إلى انخفاض الرواتب، والعمل بخلاف المسمى الوظيفي، وعدم وجود ترقيات، حيث يبلغ عدد الموطنين والمواطنات في هذا القطاع 100 كادر مواطن تقريباً في مستشفيات ومراكز وهيئات وزارة الصحة، إضافة إلى جهات رسمية أخرى، من إجمالي 3221 صيدلياً وصيدلانية على مستوى الدولة، وهو ما يشكل 3.1 % تقريباً. إلى ذلك يعتقد البعض أن دور الصيدلاني منصب فقط على قراءة وصفة العلاج وصرف الدواء، ولا يعلمون أن دوره كبير ومؤثر في المسيرة العلاجية فهو يصول ويجول بين الأدوية وتركيباتها، يبحث عن هذا الدواء وذلك الشراب بعلمه ومعرفته، فيبسط المعارف بأسلوبه السلس ليشير إلى استخدامات الدواء، وطريقة تعاطيه ومقدار الجرعات وتحديد أوقاتها وكذلك التنبيه لآثارها الجانبية. في واقع الأمر إن الصيادلة وهم يتشرفون بهذه المهنة ويشرفونها يواجهون بعض المشاق، لاسيما من الناحية المعنوية حينما يتم اختزال دور الصيدلي من واقع تعامل البعض على اعتباره بائعا ومحققا لأرباح هذه الصيدلية أو تلك، بيد أن الصيدلة تعتبر من أصعب الكليات العلمية وأمتعها في الوقت ذاته، والدليل على ذلك هو انك بالكاد تجد صيدلانياً أو صيدلانية مواطنة يعمل خارج نطاق مهنته. لكن الأمر الذي يدفعنا للتساؤل، ما تم الكشف عنه مؤخرا في احتفال نظمه قطاع الممارسات الطبية والتراخيص في وزارة الصحة بالتعاون مع جامعة الشارقة ومنطقتي الشارقة وعجمان الطبيتين والشركاء الاستراتيجيين لوزارة الصحة، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للصيادلة، بأن عدد العاملين من المواطنين في مهنة الصيدلة التي يعمل بها 3221 صيدلياً وصيدلانية على مستوى الدولة صفر، في حين أشار الدكتور أمين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص إلى وجود 100 صيدلي وصيدلانية من المواطنين يعملون في صيدليات مستشفيات، ومراكز وهيئات وزارة الصحة، إضافة إلى جهات رسمية أخرى. بيع الأدوية سؤال يضع الكثير من الاستفهامات حول سبب عزوف المواطنين عن مهنة الصيدلة، لكن عند النزول إلى أرض الواقع وإجراء بعض اللقاءات مع العاملات في مهنة الصيدلة من المواطنات اتضحت لنا الصورة بشكل أكبر وأوضح، حيث أكد معظمهن أن هناك عددا كبيرا من خريجات كلية الصيدلة بجامعة الشارقة وعجمان، وكلية التقنية العليا بدبي قسم الصيدلة، وكلية دبي للصيدلة يعملن في قسم الصيدلة بالكثير من العيادات الطبية، مؤكدات جدارتهن وقدرتهن على الخوض في مجال قد يتهمه البعض بأن دور الصيدلي يختص فقط بتصريف وبيع الدواء، إلا أن الجانب المشرق الذي يجده كل من تضع قدماه على صيدليات الدولة وجود عنصر نسائي يعمل ليل نهار في وظائف الصيدلة نجح علميا وإداريا وأثبت أن الفتاة الإماراتية موجودة بجدارة واستحقاق في مهنة الصيدلة رغم العراقيل والصعوبات التي تواجهها. مهنة الصبر وعن نسبة العاملين في المهنة تقول الدكتورة أنيسة عيسى مسؤولة الصيدلة في مركز الرعاية الصحية الأولية بالشارقة، لا أعتقد أن عدد العاملين في مهنة الصيدلة «صفرا»، فلدينا الكثير من المواطنات العاملات في هذا المجال، وهن يعملن بكفاءة ونشاط رغم انعدام الحوافز المهنية والمادية. وتضيف تعد دراسة الصيدلة من الدراسات العلمية والإدارية على مستوى العالم، كما أن الملاحظ من مخرجات كليات الصيدلة أن نسبة الإناث أكبر من نسبة الذكور كونها من المهن الحساسة التي تتطلب الصبر والجلد. وأضافت، حسب الأرقام الموجودة لدينا وصل عدد العاملات في مهنة الصيدلة بالشارقة 11 صيدلانية وواحدة مساعد صيدلي، بينما في المنطقة الشرقية في دبا الحصن صيدلانية واحدة، وفي مستشفى الكويتي بالشارقة بلغ عددهن 3 فتيات إماراتيات يعملن صيدلانيات، وفي مستودعات الشارقة الطبية 3 مواطنات أخريات، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الصيدلانيات في مستشفى القاسمي بالشارقة. وأكدت، هذه الأرقام إن دلت فإنما تدل على وجود عنصر نسائي مواطن يعمل في مجال الصيدلة بكل اقتدار رغم ما يواجهن من مشاكل في عدد ساعات العمل، والتوفيق بين متطلبات العمل والأسرة إلى جانب قلة الدورات التأهيلية التي تساعد على صقل مهنتهن، بالإضافة إلى عدم وجود حوافز كفيلة بإزالة تلك المعوقات التي يواجهونها على أرض الواقع، كما أنه من الأسباب المهنية التي ساعدت على عزوف المواطنين عن الصيدلة، وهي تعود إلى انخفاض الرواتب، والعمل بخلاف المسمى الوظيفي، وعدم وجود ترقيات. وقالت، رغم كل الصعوبات ما زال المجتمع لم يدرك حجم الصعوبة الذي يتلقاها طالب الصيدلة خلال دراسته النظرية والتطبيقية للوصول إلى العمل، فالصيدلي مهمته الأساسية معرفة التفاعلات الكيميائية للدواء ومدى خطورة تناول كميات مختلفة مع بعضها البعض والتواصل مع الطبيب لإعلامه بمدى خطورة الأدوية المتنوعة على صحة المريض، كما أن خريجي الصيدلة بإمكانهم العمل ليس فقط في الصيدليات، بل في مختلف الشركات الكبرى لعمل أبحاث دقيقة عن الدواء واكتشافه، كما أن الصيدلي قادر على إعطاء المريض الوصفة الصحيحة للدواء دون الرجوع إلى الطبيب. صيدلانيات مواطنات من جهتها تقول هند علي حسن خريجة دبلوم عال من كلية التقنية العليا للبنات قسم الصيدلة عام 2008، حاصلة على شهادة البكالوريوس عام 2010 في المجال نفسه، كل ما نطمح له نحن خريجات كلية الصيدلة والعاملات منذ فترة طويلة في قسم الصيدلة بالمراكز الصحية، إزالة كل المعوقات التي تعرقل مسيرة تقدم مهنة الصيدلة، وأن ينال هذا المجال الحيوي الوضع الذي يستحقه لما يمثله المجال الصيدلي كعصب مهم وأساسي لصحة المواطن والمجتمع. وتضيف، رغم ساعات العمل التي تجبرنا أحياناً على الجلوس حتى وقت متأخر من الليل، ورغم قلة الحوافز المعنوية والمادية ، بالإضافة إلى قلة الترقيات في هذه المهنة، إلا أنه ما زلنا نحاول أن نغير نظرة الجميع بأن العمل الصيدلاني ليس مجرد صرف الدواء أو بيعه للمرضى، بل مهمته أكبر من ذلك، من حيث تقديم الطريقة الصحيحة في تناول الدواء ومواعيدها، مع ضرورة الالتزام بقراءة نشرة الدواء، ومتابعة تاريخ صلاحية الدواء، إضافة إلى وصفة الدواء والتأكد من أسماء الأدوية أثناء صرفها للمرضى، ورغم كل تلك المهام التي قد يستسهلها البعض إلا أنها بحاجة إلى الدقة والانتباه، متأملة من وزارة الصحة النظر في وضع العاملات في مهنة الصيدلة من حيث ساعات العمل والترقيات الوظيفية. وطالبت بشدة بضرورة وجود المواطنين والمواطنات في هذه المهنة، لقدرتهم على التفاهم وإدخال السكينة على نفوس المرضى لإتقانهم اللغة العربية ومعرفتهم التامة بطبيعة المجتمع الإماراتي، وأشارت في الوقت ذاته إلى أن ابتعادهم عن المهنة سيفتح المجال أمام الممرضات الآسيويات للسيطرة عليها. تزايد عدد الخريجين أما أديبة أحمد خريجة كلية التقنية العليا للبنات بدبي عام 1999وتعمل في مجال الصيدلة منذ 12عاما، فأشارت إلى تزايد عدد خريجي قسم الصيدلة بدولة الإمارات، ورغم ذلك يعمل البعض منهم في قسم الصيدلة بعيداً عن ممارسة المهنة، والسبب في ذلك هو نتيجة عدم وجود كادر طبي للصيدلاني، كما أن عدد ساعات العمل طويلة ومتواصلة، وهناك الكثير ممن يعمل في هذه المهنة يضطر للدوام الليلي وفي المناسبات الوطنية والأعياد. لافتة إلى أن البعض من أطباء الصيدلة يعانون توظيفهم في درجات أقل من درجاتهم المستحقة بالإضافة إلى الحصول على رواتب يعتبرونها قليلة، بالإضافة إلى أن نظرة البعض لهذه المجال متدنية ويعتبرون أن من يعمل في هذه المجال تقتصر مهنته على صرف الدواء فقط. رواتب متدنية بدورها تلفت سلمى سلطان أحمد صيدلانية في مركز الخزان في أم القيوين خريجة عام 2008 من كلية التقنية العليا بدبي قسم الصيدلة إلى أن خريج الصيدلة منذ بداية تخرجه يواجه الكثير من العراقيل التي تقف أمام مستقبله من بينها وأهمها هو عدم وجود شواغر لتخصصه، كما أنه مجبر أن يعمل في صيدليات المستشفيات والمراكز الصحية، بينما الدرجات فيعين على درجة أقل وراتب يعتبره متدنياً مقارنة بغيره من الخريجين الآخرين. بينما سارة التي فضلت ذكر اسمها الأول فقط، وتعمل في إحدى الصيدليات الحكومية، فترى أن الكثير من أفراد المجتمع ليس لديه ثقافة مهن الصيدلية، معتقدين أن دوره ينصب على صرف الدواء فقط. وتستطرد حديثها” بعد تخرجي من قسم الصيدلة من كلية التقنية العليا بدبي، توقعت نجاحي من اليوم الأول، لكن كانت صدمتي كبيرة حين اكتشفت أن قلة قليلة من المجتمع تدرك وجود الصيدلاني في قسم الصيدلة في المستشفيات. وتضيف عن الدور الأساسي الذي يلعبه الصيدلاني أثناء إعطاء الدواء للمريض، مشيرة إلى أن الاهتمام ينصب على سلامة وصحة المريض وعلى نتائج العلاج الدوائي من خلال منظومة الرعاية الصيدلانية وإدارة الدواء، وتوضيح الطريقة الصحيحة والأوقات المناسبة لتناول الدواء، بالإضافة إلى تفاعلات بعض الأدوية مع الأخرى، وأدوية المضادات الحيوية التي لها طريقة خاصة لتناولها وغيرها من المهام التي يقوم بها. وأضافت سارة، أن من يعمل في مهنة الصيدلة تواجهه الكثير من الأعباء الوظيفية العالية التي تفرضها المهنة حيث تتطلب أحيانا العمل لساعات طويلة، خاصة أنها تعتمد على نظام المناوبات، وأضافت، على الرغم من النظرة المجتمعية لمهنة الصيدلة بنسبة بسيطة جدا، إلا أن آثارها لا تزال تهيمن على من يعمل بها، فما زال هناك العديد من أفراد المجتمع من الذين يصنفون تخصص الصيدلة على أنه من المهن المتدنية، وذلك لعدم وجود التوعية الكافية والتي توضح أهمية مهنة الصيدلة، وطبيعة عمل الصيدلاني الصحيحة. ساعات العمل ممتدة حتى منتصف الليل لفتت الدكتورة صمود هلال رئيسة قسم الصيدلة في مستشفى القاسمي بالشارقة إلى وجود الصعوبات والعراقيل الكثيرة في مهنة الصيدلة من الدرجات الوظيفية والرواتب والحوافز المادية القليلة، وعدم وجود كادر لمهنة الصيدلة، بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة والعمل بعض الأحيان حتى منتصف الليل أو الدوام في أوقات الإجازات والمناسبات. وقالت، من ينزل إلى أرض الواقع ويزور العديد من صيدليات المراكز الصحية يجد في كل صيدلية العديد من الفتيات يعملن على صرف الدواء للمرضى. وعن طبيعة العمل، رفضت الدكتورة صمود أن يقال عن الصيدلاني إن عمله مجرد صرف الدواء، فقد يجهل الكثير من أفراد المجتمع ذلك، فمجرد وصول وصفة الدكتور المدون فيها مجموعة من الأدوية، يقوم الصيدلي بصرف العلاج والأدوية في الصيدليات للمرضى، إلى جانب أنه يقوم بإرشاد المريض إلى طريقة تعاطي الدواء ويحذره من الأعراض الجانبية المتوقعة أو التعارضات الدوائية المحتملة، والتواصل مع الطبيب لتعديل أي خطأ محتمل في “الروشتة” العلاجية، أيضا يقوم الصيدلي لمن يستخدم البخاخات بتوضيح الطريقة الصحيحة لاستخدام البخاخ، وكيفية استخدام إبر الإنسولين بطريقة عملية. وأشارت إلى وجود الكثير من الفتيات الإماراتيات، اللاتي تخرجن من مجموعة من كليات الصيدليات بالدولة، يعملن بإتقان وجدارة، مؤكدات للجميع أنهن موجودات في مهنة الصيدلة رغم الظروف والدرجات الوظيفية التي لا تتناسب مع شهاداتهم الجامعية وسنوات الخبرة. وقالت، أعتقد أن وجود نسبة كبيرة من المواطنات في مجال الصيدلة كفيل بأن نؤكد للجميع أن مجموع العاملين في الصيدلة ليس«صفرا»، فمع وجود 8 مواطنات يعملن في صيدلية مستشفى القاسمي مع شاب مواطن صيدلاني، كفيل بأن نثبت أن الكوادر المواطنة موجودة في مهنة الصيدلة. النظرة السلبية لعمل الصيدلي عن أسباب عزوف أبناء الدولة عن دراسة الصيدلة، أشارت الصيدلانية سلمى سلطان إلى سببين أولهما الثقافة العامة بين الكثير من الأسر بضرورة أن تعمل الفتاة في إطار بيئة محددة، لذلك يرفض الأهالي السماح لبناتهم من الجلوس في صيدلية ومواجهة الجمهور بشكل مباشر، فضلا عن النظرة السلبية الخاطئة من عمل الصيدلي الذي يطلق عليه «بائع أدوية»، خاصة عند الشباب الذين يجدون أن عمل الصيدلي فيه تقليل من مستواهم وشأنهم، مشددة على ضرورة الاهتمام وتطوير المهنة، وسرعة إقرار كادر وظيفي يجذب الطلبة إلى الدراسة بكليات الصيدلة، والعمل على رفع معنويات الصيادلة من خلال زيادة رواتبهم وتقديرهم ماديا مما يجذبهم لدخول المهنة وتطويرها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©