عواصم (وكالات) - كشفت دورية «فورين بوليسي» الأميركية أمس، عن خلاف بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري وكبار مستشاريه الذين يصرون على إلغاء مؤتمر «جنيف-2» الرامي لإيجاد تسوية سلمية للنزاع المتفاقم، أو تأجيله. في وقت أجرى فيه المبعوث الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي مباحثات حول الأزمة السورية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، في إطار جولة إقليمية بهذا الصدد أخذته لكل من مصر والكويت وسلطنة عمان والأردن وتركيا حيث التقى فيها وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. كما بحث الإبراهيمي في اسطنبول مع قائد الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس سبل عقد مؤتمر «جنيف- 2» المؤمل عقده أواخر نوفمبر المقبل، وسط أنباء عن رفض الأخير المشاركة في مؤتمر السلام المرتقب. من جهتها، قالت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء إن الإبراهيمي سيصل إلى طهران اليوم في إطار جولته الإقليمية لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين ستتركز على آخر التطورات الميدانية في سوريا وعقد مؤتمر جنيف وتبادل وجهات النظر بشأن حل الأزمة.
ونقلت «فورين بوليسي» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، قوله إن الشخص الوحيد الذي يريد عقد مؤتمر «جنيف- 2» هو الوزير كيري. وأضاف متسائلاً «من سيحضره؟ وهل سيمثل أحداً؟ ولماذا نتحمل المخاطر؟». وذكرت المجلة الدورية أن كيري متمسك بشدة بإجراء المفاوضات، وقد أمضى الأيام القليلة الماضية وهو يحث أعضاء المعارضة السورية على المشاركة فيها، غير أن عدداً من كبار مسؤولي الوزارة ومساعدي كيري، يدعون إلى إلغاء المؤتمر، بسبب استبعادهم فكرة حضور أبرز زعماء المعارضة السورية.
ولفتت إلى أن عدداً متزايداً من قادة المعارضة قالوا إنهم لن يحضروا المؤتمر، ما لم يتعهد الرئيس بشار الأسد، بتسليم الحكم إلى حكومة انتقالية والرحيل بعد ذلك. وأشارت فورين بوليسي إلى أن منتقدي كيري داخل وزارة الخارجية يعتقدون أنه نظراً لرفض الأسد ذلك، فثمة احتمال كبير أن تقاطع معظم مجموعات المعارضة المؤتمر، أو أن ترسل وفداً صغيراً جداً إليها لا يكون لقراراته أي تأثير على المقاتلين الذي يحاربون نظام الأسد على الأرض.
ولفتت المجلة الدورية إلى أن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، بينهم السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، قالوا لكيري إنه سيكون من الصعب تشكيل ائتلاف واسع لقوى المعارضة بحلول منتصف نوفمبر المقبل، وهو الموعد المتوقع لبدء المؤتمر، وحذروه من أن عدة شخصيات بارزة في المعارضة لن تشارك فيه. ونقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لم تكشف عن اسمه، قوله من الممكن حصولنا على بعثة هناك، مضيفاً أن الأمر ليس مستحيلاً، غير أنه سيتطلب بدون أدنى شك بعض العمل. ويتواجد فورد حالياً في اسطنبول، في محاولة أخيرة لإقناع زعماء المعارضة بتغيير موقفهم والمشاركة في مفاوضات جنيف. وأشارت فورين بوليسي إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان أي وفد من المعارضة السورية سيتحدث نيابة عن المسلحين الذين يقاتلون في سوريا، خاصة أن 65 من الجماعات المسلحة سحبت اعترافها بالائتلاف الوطني المعارض، مؤكدة عدم التزامها بأي اتفاقية يبرمها.
عدد اليوم
