عواصم - وكالات الأنباء: أطلقت الولايات المتحدة الساعية إلى تجنب مواجهة مع موسكو، الحليفة الضرورية في عدد كبير من الملفات الدولية الكبرى، حملة تصريحات واتصالات لطمأنة روسيا في شأن النظام الأميركي المضاد للصواريخ في أوروبا· وكرت سبحة تصريحات المسؤولين الأميركيين لشرح أن المشروع الأميركي الهادف إلى نشر نظام مضاد للصواريخ في أوروبا لا يستهدف روسيا، بل يستهدف إيران أو دولا أخرى ومنظمات في الشرق الأوسط تسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل·
وأكد مدير الوكالة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ الجنرال هنري اوبرينج في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن، ''ليس لدينا مشروع في الوقت الراهن لتوسيعه إلى بلدان أخرى''·
وقد أعلنت الولايات المتحدة في يناير أنها بدأت مفاوضات مع الجمهورية التشيكية وبولندا لتركيز رادار و10 أنظمة اعتراض صواريخ في إطار الدرع الأميركية المضادة للصواريخ، فسارعت موسكو إلى إعلان احتجاجها·
وفي مؤتمر صحافي عقده في واشنطن، كرر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية دانيال فريد القول بأن ''روسيا ليست الهدف'' من هذه الدرع في أوروبا·
وأضاف ''لم نطور هذه المنظومة في الخفاء، وقد أجرينا مشاورات كثيفة مع الأوروبيين ومع الروس''· وأكد الجنرال اوبرينج من جهته أن ''منظومة اعتراض الصواريخ والرادار ليست معدة تقنيا ضد الروس''· وقال ''ليس من الممكن اعتراض مئات الصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات وآلاف الرؤوس بعشرة صواريخ اعتراضية في أوروبا''·
وأوضح من جهة أخرى أن الصواريخ الاعتراضية التي ستركز في أوروبا ''لا تتميز بالسرعة الكافية لاعتراض الصواريخ البالستية الروسية العابرة للقارات''·
وقال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن ستيفن هادلي الذي أوفد إلى موسكو بشكل طارىء لتهدئة مخاوف الروس، أن ''النظام المضاد للصواريخ ليس موجها ضد روسيا· إنه نظام محدود القدرات لا يشكل تهديدا لقوة الردع النووية الروسية''· في الوقت نفسه، التقى نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين في واشنطن المسؤول الثالث في الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز ومساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية دانييل فريد ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا الشرقية ريتشارد باوتشر· وقالت الخارجية الأميركية في بيان ''تناول البحث احتمالات التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا من أجل إيجاد حلول لمصادر القلق في المنطقة''· وتأتي هذه الحملة الدبلوماسية بعد كلام تصعيدي لمسؤول عسكري روسي هدد بولندا وجمهورية تشيكيا بتوجيه صواريخ روسية إليهما إذا وافقتا على نشر أنظمة أميركية مضادة للصواريخ على أراضيها·
ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس هذا الكلام بأنه ''بعيد كثيرا عن الصواب''، بينما قال بيرنز إنه ''متسرع وغير مسؤول''· وتسبب هذا التبادل الكلامي ببرودة في العلاقات بين موسكو وواشنطن اللتين تنسقان بفاعلية في ملفات عديدة لا سيما البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي·
إلى ذلك، أكدت الحكومة البريطانية أمس أنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة حول إمكانية إقامة أجزاء من نظام الدفاع الصاروخي المثير للجدل والمعروف باسم ''صغير حرب النجوم'' على أراضي المملكة المتحدة·
وقالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية إن المحادثات في مراحلها الأولى، وإنه لم يتخذ قرار بعد في هذا الصدد·
وقالت إن ''رئيس الوزراء توني بلير يعتقد أنها فكرة جيدة أن نكون جزءا تأخذه الولايات المتحدة في اعتبارها''·
وأضافت: ''نعتقد أن هذا خطوة مهمة باتجاه توفير تغطية دفاعية صاروخية لأوروبا''·
وأكدت المتحدثة تقريرا أوردته صحيفة ''الايكونوميست'' البريطانية عن إجراء مباحثات بين لندن وواشنطن بشأن استضافة أجزاء من نظام الدفاع الصاروخي· وقالت: ''نجري بالطبع محادثات مع الولايات المتحدة حول هذا الشأن· والهدف من تلك المحادثات هو ضمان أخذ المملكة المتحدة في الاعتبار لتكون أحد مواقع النظام إذا مضت الولايات المتحدة قدما فيه لتنفيذه''·
عدد اليوم
