الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تضع خطة لخفض استهلاك النفط

24 فبراير 2007 02:11
أشار محللون صينيون وأجانب إلى أن الصين ليست قادرة تماماً على تحقيق هدفها المتمثل في تحسين كفاءة مصادر الطاقة بحلول عام ،2020 ويعود السبب في ذلك إلى زيادة حجم الاستثمار في قطاع الصناعات الثقيلة في الأعوام الخمسة الماضية· وهذا الإخفاق يمثل إحراجاً كبيراً للعاصمة الصينية بكين، التي كانت أحد المرجعين الرئيسين اللذين اختارتهما الحكومة الصينية في خطتها الاقتصادية الخماسية الأخيرة· علاوة على المطالب المتزايدة بمضاعفة دخل الفرد في الفترة من عام 2000 إلى عام ،2010 وهو أمر سهل التطبيق نظراً للنمو القوي الذي يشهده الناتج المحلي الصيني السنوي· وعلى هذا علق جيانغ لين، من مجموعة الطاقة الصينية بجامعة كاليفورنيا، بقوله: ''من دون توافر الحوافز الرئيسة لدعم تقنيات فعالية وكفاءة مصادر الطاقة، والممارسات المسرفة في الإنفاق، فإن من المؤكد أن الصين لن تكون قادرة على تحقيق الهدف''· ويتطلب الهدف الطموح الذي تسعى إليه الصين تخفيض معدل استهلاك الطاقة لكل وحدة اقتصادية، بمعدل 4 في المائة سنوياً، أو بنسبة 20 في المائة بحلول ·2010 ولا يزال متوجباً على الصين أن تعلن عن أرقام الأرباح التي حصدتها في عام ،2006 إلا أن مسؤولاً رفيع المستوى أشار في يناير الماضي إلى أن الصين قد أضاعت وأخفقت في تحقيق هدف الكفاءة لعام ،2006 وتشير البيانات المبدئية إلى أن كفاءة استهلاك الطاقة قد ارتفعت بنسبة 1 في المائة فقط للعام الماضي· وقد تُخضع أهمية الهدف الحكومة الصينية المركزية وتحثّها على إجبار الحكومات المحلية وقطاع الأعمال على زيادة استهلاك الطاقة بفعالية أكبر· ليس هذا فحسب، بل ستقع الصين تحت وطأة الضغوط العالمية المتصاعدة، خاصة أن من المتوقع أن تتخطى الصين وتتفوق بحلول عام ،2009 على الولايات المتحدة التي تُعدّ أكبر دولة فيما يتعلق بانبعاثات غازات الدفيئة '' Greenhouse Gases ''· وكانت الصين قد سجلت أعلى المعدلات الربحية فيما يخص استهلاك الطاقة خلال العقدين الماضيين منذ عام ،1980 وهي الفترة التي شهدت النقلة الأولى من اقتصاد الطلب إلى اقتصاد شبه السوق· لكن زيادة الإنفاق على مصانع الألمنيوم، والمواد الكيميائية، والفولاذ الجديد، والاسمنت منذ عام ،2001 قد عملت على عكس آلية المكاسب· ومثل تلك الصناعات الثقيلة تعد من الصناعات التي تحتاج إلى استهلاك مكثف في الطاقة، مقارنة بقطاع الخدمات· وقال تريفور هاوسر، من مركز استشارات الإستراتيجية الصينية بنيويورك، معلقاً على الأمر: ''الطفرة الاستثمارية المتوجهة نحو الصناعات الثقيلة قد قلبت صورة كفاءة الطاقة''· الجدير بالذكر أن صناعة الفولاذ والحديد في الصين تستخدم حوالي 16 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة، وذلك مقارنة باستخدام الصناعات ذاتها في الولايات المتحدة، حيث تبلغ حوالي 2 في المائة فقط من إجمالي استهلاك الطاقة، والتحسينات في هذا المجال لن تأتي إلا من خلال ''القرارات الجادة بشأن اتفاقيات وتسويات التركيبة الصناعية''، كما أشار هاوسر، وأضاف: ''لا يمكننا بلوغ ذلك باللجوء إلى التكنولوجيا والكفاءة وحدها''· وبالرغم من تعهد الحكومة بالالتزام بإبطاء عجلة الاستثمار، إلا أن سباق النمو في كل أرجاء الصين قد تفوق وتجاوز وتخطى كذلك حدود مقدرة الحكومة المركزية على فرض قانونها على المناطق المحلية· وعلى هذا علق نيو لي، باحث في مركز معلومات الحكومة، بقوله: إن جميع المقاييس والمعايير التي حددتها الحكومة تهدف حتى الآن إلى إعادة هيكلة قطاع الصناعة، وهو أمر يستغرق سنوات عدة قبل قطف الثمار· علاوة على ذلك، يذكر أن الشركات الصينية المحلية لا تملك الدافع إلى زيادة استثماراتها في الوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث إن هذا من شأنه أن ''يعمل على تخفيض نسبة الأرباح''، كما يؤكد الباحث نيو لي، الذي استطرد قائلاً: ''ربما تتمكن الصين من إحراز التقدم فيما يتعلق بالتقليل من نسبة استهلاك الطاقة، إلا أن من المستحيل عليها أن تبلغ الهدف الذي يقضي بألا تتعدى نسبة استهلاك الطاقة 4 في المائة سنوياً''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©